العدد 3865 - السبت 06 أبريل 2013م الموافق 25 جمادى الأولى 1434هـ

لكي لا يعاد إنتاج الأزمة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يصر البعض على أن الأزمة في البحرين ليست سوى خلاف طائفي، وأن الحل يكمن في حل الخلاف بين مكونات المجتمع. هذه النظرية أصبحت ملازمة لتصريحات عديدة بشكل واضح، علنيّ أحياناً، وضمنيّ أحياناً أخرى، وحتى جلسات الحوار الحالية التي بدأت في 10 فبراير/ شباط 2013 تم تأطيرها بهذه النظرية.

ولكن عندما يتم تأطير الأزمة في البحرين وكأنها خلاف طائفي، فإنها تتكرر، والمشكلة الطائفية تتعمق. إن النظرة الواقعية للأمور تختلف عن هذا الطرح، وهي نظرة تؤكد أن الأزمة في البحرين «سياسية» بامتياز، وأن الجوانب الطائفية، بما في ذلك التمييز الذي أصبح يفتخر به البعض، إنما يستخدم لمنع الحل السياسي.

نرى أن الذين يصرون على تأطير المشكلة على أساس طائفي - مجتمعي يصرون على وجوب حلها بين طوائف (مكونات) المجتمع بمعزل عن الدولة الماسكة بزمام الأمور، وأحياناً تصدر تصريحات توحي وكأن الدولة اعتزلت الحياة العامة وسلمتها لمن يود أن يزيد الطين بلة من خلال تعميق الخطاب الطائفي وتفريق المجتمع، وفصله عن بعضه ليس فقط في مؤسسات الدولة، وإنما حتى جغرافياً على الأرض.

التخندق الطائفي يأخذ منحىً جنونيّاً، إذ إن البعض يرى أن أي إصلاح سياسي، حتى لو كان متواضعاً، سيؤدي إلى ضياع ما لديه من منافع، وبالتالي فإنه لا يمكن أن يوافق على أية خطوة بهذا الاتجاه. تسمع أحياناً كلاماً جميلاً، مثلاً أنه لا توجد شروط للحوار، وقد تسمع أنه لا يوجد سقف للحوار، ولكن عليك أن تعلم بأن أي حل يجب أن يمرر بين مكونات المجتمع (الطوائف)، وأن كل شيء ممكن الاستجابة له شريطة أن «يلج الجمل في سم الخياط».

إن الطرح الواقعي يرى أن الأزمة «سياسية»، وأن الحل يجب أن يكون «سياسياً»، وهذا الحل السياسي هو الذي يجب أن يتقدم على كل الحلول الأخرى، سواء كانت تلك الحلول اجتماعية أو اقتصادية. وعلى أساس هذا الفهم، فإن الأفضل أن نتعامل بصورة واقعية، وإلا فإننا سنراوح في مكاننا، وقد نشهد إعادة إنتاج الأزمة بصورة متكررة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3865 - السبت 06 أبريل 2013م الموافق 25 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:34 ص

      الاسد

      هذا الشبل من ذاك الاسد

    • زائر 22 | 5:25 ص

      الثقة

      للاسف يادكتور ان المشكلة هي ازمة ثقة تكونت بعد احداث فبراير المشؤومه ومطلوب من العقلاء امثالكم اعادة اللحمة وتهدئة النفوس والخواطر ولكل طرف حججه ولكن الوطن للجميع

    • زائر 21 | 4:36 ص

      ( الازمة البحرينية )

      فعلا الازمة فى البحرين سياسية بامتياز كما قال الدكتور منصور الجمرى و ليست طائفية فهناك اتجاهين لحل هذه الازمة الاتحاه الاول يتمثل فى ليل مظلم فيه الدمار و الخراب والاتجاه الثانى يتمثل فى نهار منير فيه التغيير و الاصلاح

    • زائر 20 | 4:31 ص

      هذى من زمان

      هذى خطة 1973 عندما حل البرلمان

    • زائر 18 | 4:17 ص

      اقتراح

      اقترح على الوسط ان تخصص صفحة يومية لاستعراض النظام السياسي في الدول المتقدمة و الناهضة ليتعرف المواطن على ما يتمتع به نظيره في تلك الدول

    • زائر 17 | 3:32 ص

      اتمنى توصل

      اتمنى ان تصل رسالتكم الى الاطراف التي لا زالت منخدعة بان الازمة طائفية نعم الازمة سياسية بحتة .شكرا دكتور هل من آذان صاغية لكم

    • زائر 15 | 2:09 ص

      القوة

      لسان الشعب يقول"لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد"

    • زائر 14 | 1:55 ص

      هؤلاء ما هم الا ادوات ادارة الازمة وليسوا محوسبين على السنة

      هناك ادوات تستخدم لادارة الازمة وابعادها عن ملامسة حقيقة الواقع ان هناك ازمة سياسية.
      ولا تستغرب دكتور ممن يرضى لنفسه ان يكون اداة في يد غيره فلن يتمرد عن محركه .
      ماذا تريد من الريموت كونترول ان يفعل سوى الاستجابة للاوامر

    • زائر 13 | 12:12 ص

      الازمة لم تنتهى ولن تنتهى الى

      بتلاشي الظلم وان استمرة ستستمر الى الاسوء وتتفاقم المشاكل الى مالا نهاية

    • زائر 12 | 12:10 ص

      هذه هي الحقيقة

      نعم هذا الكلام الحق الذي يراد به مصلحة البلد ،أنت من يجب أن يكون في البرلمان ، لان هناك من يريد أن تبقى الأمور على حالها لمنافع شخصية والوطن للهاوية ، الله يستر .

    • زائر 9 | 12:02 ص

      هذا هو سلاحهم

      هذا هو سلاحهم أو قل أحد أسلحتهم التي حاربوا بها فالنرجع بالذاكرة ونراجع ما كان يقوله المسؤولون ويخوفون به ومنه وخاطبوا الخارج بها حتى يعاطف معهم من لا يعرف البحرين واهلها
      بل انساق معهم بعض المحسوبين على الدين فوصف الحركة ودعوة المطالب بالطائفية من أين وكيف شخص واصدر حكمه ذاك العالم الذي أحسن التشخيص في مكان وأساء في مكان أخر وصف فلان بالكفر واوجب قتله وغض الطرف عن الاخر
      وهو قريب اليه ولايبعد عنه عشر مسافة الاخر
      نعم هذا سلاحهم وكذالك يفعلون فاليتحارب الاخوة ونحن على الجبل ننظر اليهم

    • زائر 8 | 11:49 م

      أبو احمد

      لأفض فاك يابن الجمري

    • زائر 5 | 10:47 م

      كلمات عين الصواب

      شكرًا دكتور انها كلمات خارجه من القلب انها في حق الوطن لكل الوطن من اجل الوطن ارجو ان تصل الى كل الوطن نعم أدركو الوطن من اجل الوطن

    • زائر 3 | 10:43 م

      قرارات سياسية بمنهج طائفي

      القرار السياسي وحتى التشريعات والنظمة الادارية تؤخذ البعد الطائفي في اولويات اعتباراتها ولنأخذ مثالا بسيطا وهو نظام البصمة لم يعمم الا بعد الازمة لمتابعة غياب و انصراف البعض لو تكررت الاحتجاجات والدليل ان التسيب و الغياب للمعتادين على الهروب لم يتغير دون ادنى محاسبة وهكذا للقرارات الاخرى المتعلقة بالمنابر او الاسكان و الصحة

    • زائر 2 | 10:34 م

      كلمات عين الصواب

      شكرًا دكتور انها كلمات خارجه من القلب انها في حق الوطن لكل الوطن من اجل الوطن ارجو ان تصل الى كل الوطن نعم أدركو الوطن من اجل الوطن

اقرأ ايضاً