العدد 3864 - الجمعة 05 أبريل 2013م الموافق 24 جمادى الأولى 1434هـ

القطان: استغلال الأعمال لجمع الأموال ونيل المصالح بالنصب والتزوير «خيانة عظيمة»

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان أن من أعظم الخيانات وأقبح الأعمال، أن يستغل أحد عملاً من أعمال المسلمين «مطية»، لجمع الأموال ونيل المصالح الخاصة، بالنهب والسلب والتزوير والتحايل على ما ليس بحق.

وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة (5 أبريل/ نيسان 2013) التي تحدث فيها عن الأمانة والتحذير من الخيانة: «اعلم أيها المسلم عِلمًا جازمًا أنَّ أيَّ وظيفة من الوظائف كبيرة أو صغيرة فهي أمانةٌ عظيمة ومسئوليّة كبرى، لا يجوز بأيِّ حالٍ منَ الأحوال أن تجمَعَ الأموال بسبَبِها، أو أن تكتَسَب بواسطتها، فالحذرَ الحذرَ من ذلك».

وأفاد بأن «الرسول (ص) وهو صاحبُ الإصلاح الشامِل، أرسى قاعدة لا تقبل تأويلَ المتأوِّلين ولا تعسُّفَ المتعسِّفين، قاعدةً تتضمَّن تحريمَ كسبَ الأموالِ عن طريق الوظائِفِ والأعمال التي للمسلمين».

وأشار إلى أن «كثيراً من الناس يحصرون الأمانة في أضيق معانيها وحدودها، فيرونها قيام الإنسان بحفظ ما يودع لديه من مال، فإن وفَّاه صاحبه كان أمينًا، وإن أنكره وتلاعب به كان خائنًا، وهذا، وإن كان من معاني الأمانة، إلا أنه في الواقع أضيق حدودها».

وذكر أن «الأمانة أشمل من ذلك بكثير، وهي كل ما ائتمن الله عز وجل الإنسان عليه، من أمر ونهي لإصلاح الدنيا والآخرة، فالصلاة أمانة، والزكاة أمانة، والصيام والحج أمانة، والحكم أمانة، والأولاد أمانة، والزوجة أمانة، والشهادة أمانة، والوظيفة أمانة، والبيع أمانة، ويمكن القول بأنها هي القيام بجميع التكاليف والالتزامات الاجتماعية والأخلاقية».

وأفاد بأنه «ما اتصف أحدٌ بصفة الأمانة إلا كان الفلاح حاديه، والسكينة والطمأنينة مطيته، ولم يتفق العقلاء - قديماً وحديثاً، رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً - على استحسان خلةٍ كخلةِ الأمانة يتحلى بها المرء المسلم».

وأوضح «فإن صفة الأمانة صفةٌ مطلقة لا تخضع للنسبية والتعددية للفرد الواحد، فلا يمكن أن يكون المرء خائناً أميناً في الوقت ذاته، ولا يمكن أن تتطرق الخيانة إليه بوجهٍ من الوجوه حتى في مقام تحصيل حقه ومبادلة المثل بالمثل».

وتابع «حقيق بهذا الزمان أن يكون زمن تضييع الأمانة، وقلة المراقبة، وضعف المحاسبة، وهذا هو السبب الأعظم في تخلف بلاد المسلمين وتقهقرها، حين فشا في كثير منها الظلم، وضُيّعت الأمانة، وانتشرت بسبب ذلك الأخلاق الرديئة من الرشوة والغش والتدليس والتزوير والكذب والسرقة والاختلاس والفساد المالي والإداري، في قائمة طويلة سببت أمراضاً اجتماعية وحضارية في أمة الإسلام أعاقت نهوضها، ومكّنت للصوص من سرقتها ونهبها. كما أن السبب الأكبر لتقدم الغرب هو فرض العدل، وأداء الأمانة، وشدة المحاسبة على الإخلال بها؛ حتى صارت طبعاً لأهلها يتخلقونه وإن لم يحتسبوا الأجر الأخروي فيه».

وواصل القطان حديثه عن الأمانة والخيانة، معتبراً «أننا نعيش في أعقاب الزمن الذي تبدلت فيه أخلاق الفطرة وآداب الشريعة وتخلف الكثيرون عن اللحاق بركبهما والسير على منهاجهما؛ فاندرست بعض المعالم وانطمست، حتى لم يدرِ البعض ما الأمانة وما الخيانة».

وقال: «حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة، وتظهر الخيانة، وتباع الذمم، وتستباح حقوق العباد، وينتج عن ذلك فساد الأحوال، وتأخر العمران، وتقهقر الحضارة؛ إذ يسود أهل الجهل والغش والخيانة، ويؤخر الأمناء والمخلصون والناصحون، وذلك من إمارات الساعة».

وأضاف «إذا كانت الخيانة، وعدم أداء الأمانة تضرّ ضرراً بالغاً في الحقوق الخاصة، فكيف إذا كان انعدام الأمانة، والتلطخ بالخيانة يصل إلى الأمور العامة التي يتأثر بها الجمع الكثير من الناس؟! وفي القرآن الكريم نجد الأمر بالأمانة، والنهي عن الخيانة، والتشديد في ذلك، كما نجد اقتران الأمر بالأمانة مع الأمر بالعدل؛ لأنهما صنوان، كما أن الخيانة والظلم أخوان».

ورأى أن «من ولاه ولي أمر المسلمين عملاً فضيع فيه فهو خائن، فهو خائنٌ للأمانة، ولولي الأمر وللمجتمع بأسره، وما هذه حال المؤمن الصادق الناصح، ثم إن الخائن للأمانة لَيُعد من المنافقين النفاق فالحذر الحذر، من انقلاب المفاهيم وعدم التمييز بين الخائن والأمين، فما زمننا هذا إلا ميدانٌ ترامت فيه الأهواء وقُلِبت فيه الحقائق فسُتِر على الخائن وضُيِّق على الأمين بسبب مفاهيم مغلوطةٍ ومقدماتٍ مضللة».

العدد 3864 - الجمعة 05 أبريل 2013م الموافق 24 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:17 ص

      استغفر الله

      جمع الاموال الى قتل المسلمين في قعر بلادهم حرام وكل قرش انفقته في ذلك سوف تجزي فيه نارا في الاخرة لانه انفقته في تيتيم اطفال وتنكيل ارامل وتشريد جماعات خلق لك الله عقل لتسير في طريق الخير وترك الباطل

    • زائر 1 | 1:47 ص

      صح كلامك

      جمع الاموال والتبرع الى المجاهدين والتدخل في شئون الدول الخرا والتصوير ودعاء البطولات

اقرأ ايضاً