اعتبر خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم - في خطبته أمس الجمعة (5 أبريل/ نيسان 2013) أن البحرين أمام توجهين؛ إما الإبقاء على الوضع الحالي أو التوجه نحو الإصلاح الحقيقي.
وذكر أن «الإصلاح الحقيقي يتطلب جرأة وشجاعة من السُّلطة ومن كل المستفيدين من الحالة الراهنة السيئة للوضع السياسي، وما يترشح عنه من أوضاع تتبعه في سوئه ورداءته».
وأشار إلى أن «هذا التوجُّه يذهب إلى حل أقرب ما أمكن إلى العدل والإنصاف والمساواة بين المواطنين على أساس من مواطنتهم المشتركة، بلا مرجح إلا من خبرة وكفاءة وأمانة، وتفان في خدمة الوطن بعيداً عن الحسابات الفئوية والطائفية والعائلية والقومية، وبعيداً عن حسابات الولاء السياسي والمصالح الشخصية التي تمثل المقياس الوحيد في الوضع المريض الظالم الراهن».
وتطرق قاسم في خطبته إلى هدم المساجد، واعتبر أن ذكرى هدم المساجد في البحرين «ذكرى موجعةٌ غائصة الألم إلى الأعماق، ذكرى كما هي مؤلمة فإنَّها فاضحةٌ ومعريَّةٌ ومخزية، لا تغسل سوءتها الأيَّام، ولا يمحو عارها الزمن».
وأضاف «يلهب الألم، ويزيد العار، ويضاعف الفضيحة، ويشدِّد الخزي، أنْ يستمرَّ العناد للدين والاستخفاف بحرمة بيوت الله، فتُعَطَّل عودة المساجد، ويُصادر هذا الحقُّ لبعضها ويُنازَع البعض الآخر منها على مواقعها».
وتركزت خطبة قاسم على عنوان «ليلُ البحرين وضحاها»، وقال: «إن السُّلطة في البحرين، والمعارضة والموالاة، الكل صار يعترف بوجود أزمة في البحرين، وأن وراء الأزمة خللاً في مجمل الوضع يحتاج إلى تصحيح. والكل وبحسب ما تظهره تصريحاته، أنه لا يريد إلا أن تخرج البحرين من ليلها إلى ضحاها، ومن عنق الزجاجة إلى المساحة الواسعة والفضاء الرحب والجو الفسيح، وأن تتخلّص من أزمتها، وتجد العافية، وتعيش الراحة والاطمئنان والازدهار وتغنى بالحركة الايجابية البنّاءة النشطة، التي تحتاج إليها في كل مسارات تقدّمها».
وتساءل قاسم «أين ليل البحرين وأين ضحاها؟ في أي شيء ليل البحرين وفي أي شيء ضحاها؟ ليل الشدة والظلام والتيه والضياع والعبوس واليأس والقنوط والخطر المحدق، والتوقعات المخيفة في أي توجه، في أي نداء؟ في أي طرح؟ في أي موقف؟، وضحى الفرج والضياء والرشد والهدى والأمل والرجاء والنتائج السعيدة والغد الواعد والأيام الحبلى بالطيبات، في أي توجه؟ في أي نداء؟ في أي طرح؟ في أي موقف؟».
واستعرض في خطبته توجهين في هذا الشأن، وذكر أن «هناك توجهاً، نداء، طرحاً، موقفاً يدعو ويصر على أن يبقى الدستور المثير للمشكلة هو الدستور، أن يبقى الشعب المعزول معزولاً عن موقع اتخاذ القرار واختيار من له اتخاذه، معزولاً عن التشريع أو التدخل فيمن يكون له حقه، عن التنفيذ والرأي فيمن بيده سلطته، عن القضاء وعن الكلام فيمن بيده أمره، أن تبقى عملية الانتخاب شكلية تؤدي إلى نتيجة حتمية، تمّكن من بقاء الوضع سلطويّاً شموليّاً متحكماً نافذاً بصورة مطلقة، ودور الشعب الطاعة والاستجابة والانقياد، وتلقي الأوامر والنواهي السيادية القاهرة».
وتابع قاسم قائلاً: «إن هذا التوجه يبقي الشعب بلا رأي حقيقي أو على الاطلاق في سلطة تشريعية أو تنفيذية أو قضائية وخارج العملية السياسية، منتظراً كلما يملى عليه ليسارع في الاستجابة والتنفيذ شأنه شأن العبيد. أن تبقى عشرة أصوات وعشرون صوتاً انتخابيّاً من جهة لا تعدل في قيمتها إلا صوتاً انتخابيّاً واحداً من جهة أخرى، أن يكون التمييز بين المواطنين على أساس الولاء السياسي للسلطة، وأن يكون هذا الولاء هو المقياس وهو القانون وهو الحكم في التقديم والتأخير في كل المواقع التي تقع تحت يد الدولة أو ما يمكن أن تصل يدها إليه من مواقع، بلا أي حساب لأي ترجيح آخر يقوم على الكفاءة والأمانة والاخلاص للوطن، أن تعاقب الكلمة الحرة والرأي المطالب بالاصلاح، والمسيرة المعترضة على الظلم، وأي اعتصام وتجمع من هذا النوع، بأعلى درجات القسوة والشدة وأغلظ أنواع التنكيل وأن يتوالى تساقط الشهداء على هذا الطريق، وتشتغل الجماهير بتوديع الشهيد بعد الشهيد، والمظلوم بعد المظلوم، والمألوم بعد المألوم، العسف والقهر، ويختنق من يختنق، ويجرح من يجرح، ويقتل من يقتل من أبناء الشعب عند تشييع كل شهيد وكل مظلوم، وكذلك يوم إنهاء مجلس الفاتحة، ويشار هنا إلى أنه لم يمض وقت بين توديع الشعب للطويل حتى ودّع الريّس في سلسلة متواصلة الحلقات من الشهداء والمظلومين المقهورين، سلسلة مضيئة من السعداء، لكنها كلما طالت عقدت من الوضع المتأزم وضاعفت من الأخطاء وأكدت المحنة وضيقت المخارج وأعطت للشعب اندفاعة أكبر واصراراً أشد على مواصلة الطريق».
وعرج قاسم للحديث عن التوجه الآخر، وذكر أن «هذا التوجه يذهب إلى الاصلاح الحقيقي على كسب رضى الشعب وتوافقه مع الحل الذي ينتهى إليه مما يلبي متطلبات المرحلة، ويضع الوطن على سكة الانقاذ ويصحح العلاقة القائمة بين دور الشعب ودور الحكم، وهي علاقة فاقدة في حاضرها لأي توازن مطلوب، وبعيدة كل البعد عن موازين الحق والعدل، وما وصل إليه العصر من اعتراف بقيمة الشعوب وحقوقها».
وأوضح أن «هذا التوجُّه والنداء والطرح والموقف الثاني يواجه الأزمة بحل يتطلب جرأة وشجاعة من السُّلطة ومن كل المستفيدين من الحالة الراهنة السيئة للوضع السياسي وما يترشح عنه من أوضاع تتبعه في سوئه ورداءته، يواجه فيهم نوازع السُّلطة المطلقة، نوازع التسلط المطلق وروح الاستئثار والتمسك بتهميش الآخر. هذا التوجُّه يذهب إلى حلٍّ أقرب ما أمكن إلى العدل والانصاف والمساواة بين المواطنين على أساس من مواطنتهم المشتركة، بلا مرجح إلا من خبرة وكفاءة وأمانة، وتفانٍ في خدمة الوطن بعيداً عن الحسابات الفئوية والطائفية والعائلية والقومية، وبعيداً عن حسابات الولاء السياسي والمصالح الشخصية التي تمثل المقياس الوحيد في الوضع المريض الظالم الراهن».
وكرر قاسم تساؤله «الحلُّ في أي توجُّهين؟ خير الوطن في أيِّ الموقفين؟ ضحى البحرين في أين من الطرحين والنداءين؟ أيٌّ من الرأيين يبقي ليل البحرين سرمداً؟ ويقضي على أمل الخروج من النفق المظلم الكئيب المرعب؟ وأيهما يطل بها على انبثاقة الفجر وانفجار النور؟ لك دين، لك عقل، لك ضمير، لك تجارب، لك فطرة، فلتقضِ من خلال كل ذلك بجور أحد الرأيين، أو عدل الآخر».
وتحت عنوان «هدمُ المساجد»، قال قاسم: «إن ذكرى هدم المساجد في البحرين ذكرى موجعةٌ غائصة الألم إلى الأعماق، ذكرى كما هي مؤلمة فإنَّها فاضحةٌ ومعريَّةٌ ومخزية، لا تغسل سوءتها الأيَّام، ولا يمحو عارها الزمن. ويلهب الألم، ويزيد العار، ويضاعف الفضيحة، ويشدِّد الخزي، أنْ يستمرَّ العناد للدين والاستخفاف بحرمة بيوت الله، فتُعَطَّل عودة المساجد، ويُصادر هذا الحقُّ لبعضها ويُنازَع البعض الآخر منها على مواقعها».
ونبه إلى أنه «شرفٌ أنْ يبقى الشعب على دفاعه المستميت عن حرمة المساجد، وإصراره على إعادة عمارتها على المستوى الماديِّ والمعنويّ، والحفاظ على مواقعها ووظيفتها الدينيَّة المقدَّسة، وبقائها كما أراد الله سبحانه تشعُّ الهدى، وترفع لواء التوحيد، وتبثُّ الإيمان، وتدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتوحِّد الأمَّة وتجمع شملها، وتذود عن الإسلام، وتثبت الحقَّ وتنفي الباطل».
ورفض قاسم الحديث عن أن «هذا الشعب المسلم المؤمن قادر على أنْ يفرِّط في حرمة شبرٍ أو أقلَّ من شبرٍ من مسجدٍ واحد من مساجد هذا البلد العريق في الإيمان. أمر المساجد لا يقبل عقل هذا الشعب أنْ يغفله، ولا ذاكرته أنْ تنساه، ولا غيرته أنْ تهمله، ولا همَّته أنْ تتساهل فيه، ولا عزيمته أنْ تفتر عنه».
وشدد على أن «حماية المساجد وإعادة إعمارها بناء وصلاةً وذكراً وتلاوةً وتعبُّداً وتهجُّداً وتوحيداً خالصاً لله سبحانه بلا شائبةٍ من شرك ولا عبادةٍ لمن سواه ولا طاعةٍ على خلاف طاعته، واجبٌ شرعيٌّ يدرك هذا الشعب قدسيَّته ويقدِّر حرمته ولا يتخلَّف عن تحمُّل مسئوليَّته ولا يمكن أنْ يُساوَم عليه أو أنْ يمسحه الزمن من ذاكرته».
وأشار إلى أنَّ «إصرار الأخوة العلماء وطلاب العلوم الدينيَّة الغيارى المحترمين ومِن ورائهم جماهير هذا الشعب المؤمن الأبيّ على إقامة صلاة الجماعة في المساجد المهدَّمة في تحدٍّ واضح لظروف الحرِّ والبرد والظرف الأمنيّ المشدَّد لشاهد حقٍّ على الإيمان القويّ والغيرة الدينيَّة والإصرار الثابت على أداء هذا الواجب والوفاء لحقِّ الإسلام وحرمة المساجد».
وتحت عنوان «شهيدٌ لا يُنْسى» تحدث قاسم في خطبته عن الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وقال: «هو شهيد الإسلام والأمَّة والحريَّة والعزَّة والمجد والكرامة، وإنَّ الأمَّة التي تنسى الشهيد الصدر لتشهد على نفسها بضحالة الوعي وضعف الذاكرة وقلَّة الوفاء والإخلاص وعدم التقدير للعلم والإيمان والجهاد والشجاعة والفداء والتضحية والبطولة، عاش الرجل للدين واستشهد في سبيله، وقد سلك طريق الشهادة عارفاً به، ثابتاً عليه، صابراً على كلفته، عاشقاً فيما تدلُّ عليه مواقفه للقاء ربه. ومن منطلق دينه وعلى خطِّه عاش حياته لأمَّته، وأعطى لعزَّتها وحريَّتها وكرامتها دمه».
وأضاف «من حقِّ الشهيد الصدر ألا يقتصر الاحتفاء بذكراه على إطار طائفته، فكما عاش للأمَّة كلِّها، فكرها، وقضاياها، ودينها، ونهضتها، ورفعتها، فعلى الأمَّة كلِّها أنْ تظهر الاعتزاز به وتكريمه اعتزازاً بدينها وتكريماً له ولنفسها. وكما حمل همَّ الإنسانيَّة كلِّها وأخلص إليها فعلى المجتمع الإنسانيِّ أنْ يعرف له انفتاحه وإخلاصه له ووفاءه.
والاحتفال بالشهيد الصدر على مستوى الأمَّة هو احتفالٌ بإيمانٍ بالغ، ورؤيةٍ إسلاميَّةٍ ثاقبة، وقدرةٍ علميَّة إبداعيَّةٍ فائقة، وروحٍ إنسانيَّةٍ طاهرة، وشعورٍ اجتماعيٍّ دفَّاق، وحسٍّ غيريٍّ غزير، وعواطف نبيلةٍ كريمةٍ متوهِّجة، ومواجهةٍ عنيدةٍ لطاغوتيَّةٍ عنيفةٍ لا ترحم ولا تعرف حدوداً للعدوان، واحتفالٌ بروحٍ تضحويةٍ عالية لا تدخِّر شيئاً في سبيل الله، ونظرٍ مستقبليٍّ بعيد، وصبرٍ وجلدٍ يعلِّم الأمَّة الصمود، الرجل كنزٌ ثرٌّ من كنوز هذه الأمَّة النادرة، والتي لا يجود بها الزمان كثيراً، ويقلُّ لها النظير».
العدد 3864 - الجمعة 05 أبريل 2013م الموافق 24 جمادى الأولى 1434هـ
قائدنا المغوار
دمت لنا ذخرا ابا سامي
دمت شامخا مغوارا لايهاب الذل
دمت لشعبك ابا حنونا
لبيك عيسى قاسم . لن نركع الا لله
نعم الرمز انت
نهتدي بكلماتك السبيل الصادق مع الله
( ليل الظلام أو ضحى النور)
لبل الظلام أو ضحى النور إن هذه الحكمة التى صدرت عن سماحة الشيخ عيسى قاسم هى عين العقل الواعى بمعنى إن على الدولة ان تختار بين سياسة القبضة الامنية او سياسة التغيير و الاصلاح
فصل الخطاب
شيخ محب لوطنه ولشعبة ، يريد الخير لكل الناس .
كلام جميل
بس لا تقولون ديموقراطية والشعب مصدر السلطات لان شخص واحد مع احترامي له يمسك بزمام الامور وهو الذي حرك المسيرة ولو امر بعدم خروجها لقلتم نعم ايضا
اذا القلب عشقه وذاب فيه ويش اسوي في عمري عرفت يا خلف جبدي
الله يحفظك من كل مكروه شيخنا الجليل
الله يحفظك من كل مكروه شيخنا الجليل
فاطمه
الله يحفظك ان شاء الله يا شيخنا وطول بعمرك يارب
لبيك عيسى قاسم
حفظك الله من كل شر وسدد خطاك للحق دوماً
سلام من القلب للقائد المجاهد
حفظك الله يا قائدنا
ذكرى مؤلمة
ذكرى موجعةٌ غائصة الألم إلى الأعماق، ذكرى كما هي مؤلمة فإنَّها فاضحةٌ ومعريَّةٌ ومخزية، لا تغسل سوءتها الأيَّام، ولا يمحو عارها الزمن». عبارة استوقفتني كثيرا كلمات رنانة يخفق القلب بتسارع عند قرائتها
أريج
خطبة كلماتها كالدرر ، حفظك المولى وسدد خطاك وأطال في عمرك ياقائد السفينة نحو بر الأمان .