قال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، إن: «نبيل رجب تبنته كل المنظمات الحقوقية في الجانب الحقوقي، وذلك منذ اليوم الأول لاعتقاله، وبعد صدور الأحكام ضده، وبعد تأييدها. فهو معتقل رأي، وأحد المدافعين عن حقوق الإنسان».

وأشار إلى أن في الجانب السياسي، فإن نبيل رجب قد يكون الوحيد الذي يذكره رئيس دولة عظمى مثل فرنسا، في أحد خطاباته، ويصفه بأنه «شجاع ومدافع عن حقوق الإنسان، ويطالب بالإفراج عنه. فنبيل هو سياسياً ينتصر من خلف معتقله، عند الحقوقيين والسياسيين».

جاء ذلك في ختام فعاليات الحملة التضامنية مع الناشط الحقوقي نبيل رجب، مساء أمس الأول (الخميس)، في مقر جمعية وعد في أم الحصم. واستمرت الفعالية لنحو أسبوع تحت شعار «كي لا ننسى نبيل رجب»، كما أطلق عليها اختصاراً «كي لا ننسى النبيل».

وأضاف سلمان في كلمته: «أما في مكانته من شعبه، فإن ارتباط شعبه يزداد، وخصوصاً أن نبيل تجاوز عدد متابعي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، 200 ألف متابع، وبحسب علمي، هو أكبر رقم لمتابعي تويتر في البحرين، ما يقول إن نبيل ينتصر على المستوى الشعبي».

واعتبر أن «الأمر الوحيد الذي ينتصر فيه النظام على نبيل، أنه يملك البندقية والدبابة وأدوات القهر، فيستطيع اعتقال نبيل ووضعه في السجن، ولكن المعركة النهائية انتصر فيها نبيل أخلاقياً وحضارياً».

وفي سياق كلمته، لفت سلمان إلى أنه تحدث مع نبيل رجب هاتفياً لمدة دقيقة واحدة، عندما اتصل الأخير به من السجن، وقال: «دقيقة تستشعر فيها إصرار ووضوح الرؤية والطمأنينة وهو في السجن، وهذه روح مهمة جداً».

وأشاد بالقائمين على فعالية «كي لا ننسى نبيل رجب»، وهي «حملة نوعية أضافت أسلوباً آخر من أساليب النضال السلمي، الذي تنوع في نضالنا خلال السنتين الماضيتين»، مشيراً إلى أن «القائمين على الفعالية مجموعة قد لا تكون معروفة لدى أغلب البحرينيين، وهذا ليس انتقاصاً منهم، ولكن تعكس مدى إمكانية أن تقوم أي مجموعة بسيطة، تصمم على القيام بشيء، وتوصل رسالتها عبر استخدام الأساليب السلمية والتقنية، وعبر التفاف شعب البحرين وحضور قضاياه المختلفة».

من جانبه، ذكر القائم بأعمال الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي، أن نبيل رجب كان ولايزال «رسولاً حقوقياً، يدفع ثمن حريتنا نحن. كان يدافع عن حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه وانتمائه السياسي والإيديولوجي والمذهبي. حمل شعلة حقوق الإنسان فطاف بها في العواصم العربية والغربية، فضلاً عن الساحة المحلية، ولم يترك محفلاً إلا وطرقه من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في البحرين، ومتضامناً مع حقوق الإنسان في كل مكان».

وأضاف «لقد كان نبيل رجب مدافعاً صلباً عن حقوق الإنسان، وكان خصومه يتحيّنون له الفرص ويحفرون طريقه بالأشواك ويرمونه بشتى النعوت... لكنهم فشلوا وارتدّ فعلهم إلى نحورهم، بكشف الغطاء عن حجم الانتهاك الذي يمارس على شعب البحرين بكل فئاته. والعقاب الجماعي الذي يراد منه تقسيم البلاد على أسس طائفية ومذهبية مقيتة».

وأكد أن «نبيل كان في مقدمة صفوف الكشف عن حقيقة ما جرى ويجري، حتى أجبر الحكم على جلب لجنة تقصي الحقائق، والجلوس في قفص الاتهام بمجلس حقوق الإنسان، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية، التي تجمع على ما توصل إليه نبيل رجب ورفاقه في مركز حقوق الإنسان، وفي الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وفي المرصد الحقوقي وفي كل المحافل».

وذكر الموسوي أن «مهمة الناشطين الحقوقيين تكمن في كشف الحقيقة... حقيقة يراد لها أن تطمس تحت التراب مع الجرائم المرتكبة ضد شعبنا. المهمة ليست سهلة وتحتاج إلى قرار شجاع يحمل في أحشائه الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس... زمن حسن حظنا في هذا البلد أن شعبه جُبِل على التضحية والفداء منذ عقود طويلة... فقافلة الشهداء لم تتوقف منذ خمسينات القرن الماضي، وقوافل المعتقلين والمنفيين والمهجرين والذين يتعرضون للعقاب الجماعي كذلك».

من جانبه، رأت رئيس اللجنة المنظمة لحملة «كي لا ننسى نبيل رجب»، جهان كازروني، أن الحملة حققت أكثر من الأهداف المرسومة لها، والتوقعات الأولية، مشيرة إلى حجم التفاعل الذي شهدته الحملة، سواءً من داخل البحرين أو خارجها.

وقالت كازروني: «على رغم التضييق الذي مورس ضد الحملة، سواءً برفض الإخطارات أو إقامة برامج هذه الفعالية، إلا أن ما تم تحقيقه جاء أكثر من الأهداف المرسومة، والتوقعات الأولية، وخصوصاً التضامن العالمي، على مستوى الشخصيات والمؤسسات الحقوقية، وبيان منظمة العفو الدولية، تنديداً بمصادرة حقنا في التعبير السلمي، وحقنا في التظاهر السلمي، وهو الحق الذي تكفله المواثيق العالمية».

واعتبرت أن «حملة «كي لا ننسى نبيل رجب»، نموذج قابل للتنفيذ والتطوير، وهي وإن كانت مرتبطة بشخصية حقوقية مظلومة مثل نبيل رجب، إلا أنها جاءت تضامناً مع كل صوت حق وصوت حر أُريدَ له أن يكمم»، داعية الناشطين الحقوقيين إلى «استنساخ وتطوير مثل هذه الفعاليات، لإبراز مظلومية ومصادرة حق التعبير عن الرأي، والعمل على مواصلتها، وتكرارها بأنماط متكررة، ضمن استراتيجينا للحراك السلمي».

وتحدثت عن شخصية نبيل رجب، قائلة: «إنها أكبر من مجرد شخصية مدافعة عن حقوق الإنسان بغض النظر عن الانتماءات الاجتماعية أو الطائفية أو السياسية، ومن كان قريباً من نبيل، ولابد أنه لمس فيه الأب الرؤوف، والأخ المآزر، والمربي لمن حوله بالمعاني الراقية».

هذا، وألقى آدم نبيل رجب كلمة شكر فيها القائمين على الحملة، وبالجهود التي بذلوها من أجل التضامن مع والده.

وقال: «إن نبيل رجب يبلغكم التحية والسلام، وهو يعدكم بأنه سيواصل طريق الدفاع عن حقوق المواطنين، وكشف الحقائق، مهما كانت الظروف».

وعُرض خلال الفعالية الختامية للحملة التضامنية مع نبيل رجب، أوبريت إنشادي، يُظهر الفعاليات والأنشطة التي كان رجب يشارك فيها. فيما أشعل المشاركون في الفعالية الشموع، تعبيراً عن تضامنهم معه.