العدد 3862 - الأربعاء 03 أبريل 2013م الموافق 22 جمادى الأولى 1434هـ

علينا جميعاً أن نكون صالحين لعصرنا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في تسعينات القرن الماضي وصلت رياح التغيير إلى أوروبا الشرقية، ونتج عن ربيع الديمقراطية تحول النظم هناك من النهج الشمولي الاستبدادي إلى النهج الديمقراطي التعددي. ولكن الصورة لم تكن كلها جميلة في كل المنطقة الأوروبية، إذ سرعان ما انتهج ساسة في صربيا خطاباً للكراهية ضد الآخرين، ولاسيما ضد البوسنيين، وعليه فقد اندلع نزاع في البوسنة والهرسك في 1992، واستمر عدة سنوات، شهد العالم أثناء ذلك مظاهر بشعة تسبب فيها دعاة الكراهية، واعتبرت الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

الكراهية الصربية اعتمدت على خطاب قومي - ديني، وعلى أوهام وخرافات وتأويلات، وتم تفريق الناس وتحريضهم على كراهية الآخر. الصرب يتبعون المذهب المسيحي الارثوذكس، بينما يتبع الكرواتيون المذهب المسيحي الكاثوليكي، ويتبع البوسنيون الديانة الإسلامية، وعليه لم يترك عديمو الإنسانية في صربيا أي موضوع تاريخي أو سياسي إلا وربطوه بالدين وبالعرق، وهاجموا أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى، ووقع حقدهم أكثر على البوسنيين واتهموهم بأنهم يتوالدون أكثر من غيرهم، وأنهم أتباع وعملاء الحكم التركي - العثماني ودمروا مساجد عمرها أكثر من أربعة قرون، ولجأوا إلى سياسة التطهير العرقي التي تسببت في هجرة الكثير من أهالي البوسنة إلى البلدان الأوروبية، وأنشأوا معسكرات للاعتقال بهدف إزالة المسلمين من مناطق عديدة، وأيضاً لتلقين المسلمين درساً بأنهم إذا تحركوا وطالبوا بحقوقهم فإن هذا هو نصيبهم الذي ينتظرهم.

المأساة التي تسبب بها دعاة الحقد والكراهية معروفة للجميع، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا ما سعوا إليه، وذلك لأن العالم تغير، وصربيا تغيرت الآن وصححت أوضاعها بعد خسائر كبيرة تسببت فيها لنفسها ولغيرها... ولأن صربيا تغيرت، فقد تقدمت بطلب رسمي في نهاية 2009 للانضمام للاتحاد الأوروبي، وهي الآن حصلت على موافقة للترشح للعضوية، وهي تأمل بإكمال المتطلبات في 2014. وسواء تحققت العضوية في هذا العام أو في أعوام مقبلة، فإن الواقع على الأرض تغير، والعالم قال كلمته لكل من يرفع راية الحقد والكراهية ضد الآخر.

التجارب أمامنا كثيرة، ونحن في عالم متداخل، وسريع، وأحداثه موثقة، ولا يمكن إخفاء أي شيء من أي طرف كان. فلربما في زمن مضى من الممكن أن تمر كثير من القضايا والممارسات من دون أن يعلم بها أحد، ولربما أن العالم القديم كان يفسح المجال لمسح آثار الانتهاكات، ولكن هذا كان في زمن مضى. أمّا الآن فإن الجميع يعرف كل شيء، والكل مطالب باحترام حقوق الإنسان كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفُصِّلت في العهدين الدوليين... وعلينا جميعاً أن نكون صالحين لعصرنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3862 - الأربعاء 03 أبريل 2013م الموافق 22 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 2:34 م

      توثيق الانتهاكات أصبح ميزة العصر ........ ام محمود

      في زمن الانتهاكات الصربية ضد الشعب المسلم البوسني المستضعف و عمليات القتل و التعذيب و التنكيل و الاغتصاب لم تتضح الا لاحقا بسبب التعتيم حتى ان المجتمع الدولي إصيب بصدمة بسبب الجرائم المروعة
      أما في زمننا فاصبح هناك التوثيق الالكتروني و التصوير و النشر السريع على اليوتيوب
      مما جعل كل شيء واضحا للناس القريبيين والبعيدين
      ولكن هل تساؤلنا يوما ما
      عن التوثيق الالهي
      والذي يفوق قدرات البشر بآلاف المرات
      و العقاب الالهي الذي يكون بلمح البصر
      مسكين ابن آدم

    • زائر 23 | 11:28 ص

      يبيع الغالي بالرخيص

      لو الطائفة أو الفئة المقابلة كانت هي التي تحكم البلاد ..
      هل ترضى أن تهدم مساجدك؟
      أو أن تضرب أختك في المدرسة أوالمستشفى لأن رأيها لا يتوافق والتمييز والطائفية التي تمارس بأبشع صورها؟
      أطفالنا وشبابنا في السجون أقصى ما فعلوه حرق إطار !!
      هل ترضون التعذيب والإهانه وهتك الاعراض لكم ولأبنائكم ؟؟؟
      لن يمر الأمر هكذا...

    • زائر 22 | 8:35 ص

      مع جل احترامي وتقديري للكاتب العزيز

      أقول ان عنصر الكراهية والاحقاد التي اشتعلت الان في العالم العربي مازال هناك أيادي تغذيها وهي باحثة ودارسة في ادق تفاصيل حياتنا القديمة والمعاصرة بل لها بصمات واضحة في تأجيج هذه الكراهية فالآلة الاعلامية سلاح جبار قد دق أسفينه بنجاح وأرباب الحكم عندنا في العالم الاسلامي لهم مأربهم المساعدة على ذلك ، فقد عادت أرهاصات التملق والتمسح بالدين وتصدير الفتاوي الدينية لبث الكراهية بين الشعوب . ذلك لان الخائن والمنافق هو المتصدر وذاك أول ما اشعل النار في الاسلام الحنيف قد عادت بثوب جديد قديم .

    • زائر 21 | 8:24 ص

      السلام عليك يا سيدي و مولاي الامام علي

      قالها منذ اكثر من 1400 سنه يا كثرت العبر و قله المعتبر

    • زائر 20 | 6:11 ص

      اسباب التخلف

      لكي نكون صالحين لعصرنا ونواكبه يجب ان نتخلص من جميع اسباب التخلف والعصبية المذهبية ونرضع اطفالنا حليب المحبه والتسامح.

    • psk692378 | 5:46 ص

      لا حياة لمن تنادي

      استاذنا الفاضل د. منصور الجمري ــ وكأن كتاباتك اليوميه هي سراب ــ أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي.

    • زائر 18 | 3:18 ص

      التبعيض والتبضع والابعاد فيه التباين

      لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب بينما من يتبعون ما تتلوا الشياطين على ملك نبي الله سليمان (ع). تبدو مشاكلهم نفسيه- العقلية- حركيه وفيها حركات متشابه ومشتبين فيها ولا تشبه أو تقترب من سيد الأخلاق واحترام الانسان لأخوه الانسان. ففيها عله وهذه الغمنده تحول الاستغلال الى استقلال والاستثمار الى انتداب والتوطين والمواطنه الجديدة ليست استبذال وإنما لستتباب الأمن والبذخ والاسراف والتبذير ليسا من المحضورات وانما محدده لجماعة وأخرى دون أخرى. فهل صحوتنا من النوم؟ أم رياح التغير قد هبة علينا؟

    • زائر 16 | 3:09 ص

      العصر المقلوب

      مع الاسف كلامك يفهمه من يريد الوصول الى حالة خلق نسيج مجتمعي متماسك عصي على اجهزة التفتيت النيل منه .لكن الناظر لعصرنا الحالي يرى ان الكثير من من كان يعول عليهم ان يكون ماتطرحه موقفا لهم جرفهم تيار التعصب ومصلحة الذات.حتى صرنا نسمع منهم ما لايؤمنون به ويستنكرونه .ان خيار التعصب لايقل تأثيرة على خيار من وضع في جسمه حزاما ناسفا ليقتل الابرياء بل يفوق ذلك حتى استخدم القنابل النووية والفتنة اشد من القتل .لذلك ترى السياسيون الكبار يقذفونها بعيدا ويغلقون ابوابهم حفاظا مجتمعهم وتقدمه.

    • زائر 15 | 2:54 ص

      muslem

      عندي سؤال لتكتور منصور الجمري هذي المجموعه الي ترفض الاصلاح ليش تحقد على الشعب هل هم بحرينيين

    • زائر 14 | 2:40 ص

      دعاة الكراهية إذا فسح لهم المجال فإنهم يهلكون الحرث والنسل

      لذلك نخاطب اصحاب العقول في هذا البلد تحركوا قبل ان يفوت الاوان فإن اصحاب الكراهية يتحركون اكثر منكم وسوف يحرقون البلد بكراهيتهم فهم لا يرون لأحد الحق في شيء أينما وطأت ارجلهم ارضا فهم احق بها من اهلها ووجب عليهم
      على اصحاب الكراهية تطهير هذه الارض ممن يخالفهم ويقف ضد اطماعهم.
      تحركوا يا عقلاء البلد وابعدوا هؤلاء وإلا فسوف يجرون بلد السلام الى حيث لا
      سلام.
      كل واحد يقول انا لا يخصني ولا استطيع فعل شيء.
      الكل يخصه والكل يستطيع من موقعه ايقاف هؤلاء الحاقدين من بث سمومهم
      والتنكيل بهذا الشعب

    • زائر 13 | 2:33 ص

      دائما ايدينا ممدودة ولكن

      طوال عقود كانت ايدينا ممدودة للحكم وباقي مكونات المجتمع البحريني الا انها تبادر بالصد بل واللجم والتخوين والتنكيل مع اننا نطالب لخير هذه الارض واهلها
      وكلما طالبنا بالحقوق قالو خونة وهذا حرام لايجوز وحين يتم تحقيق احد المطالب تراهم يتهافتوت عليها وكانو من قبل يستنكرونة ويحرمونة واولها البرلمان لم ننسى ماقالو عنه حين طالبنا به
      والآن نفس السيناريو يتكرر
      والمثل يقول كلمن يرد لأصلة ,,,, المنافق يظل طول عمرة منافق

    • زائر 17 زائر 13 | 3:11 ص

      اصبت اخي

      تعليقك وكلامك عين الصواب نحن نمد لهم يد الخير وهم يمدون لنا يد الشرّ على الدوام ولا ندري الى متى هكذا
      شعب البحرين شعب خير يقابل بهكذا معاملة سيئة الى ابعد الحدود

    • زائر 12 | 2:13 ص

      شكرا للقلم الشريف

      بالتوفيق دكتور منصور صاحب القلم الحر

    • زائر 11 | 1:41 ص

      لا زال البقاء للأقوى

      اذا كان من يعتبر نفسه سيد العالم العم سام هو ابو الانتهاكات والتي نراها بأعيننا كل يوم في افغانستان وفي العراق ولا من معترض او مستنكر فكيف يادكتور تقول بأن العالم تغير العالم لا يزال مع القوي فقط ولا حياة للضعفاء

    • زائر 10 | 1:37 ص

      الأفعال ومن ورائها

      من الأقوا المشهور المبرر حيلة الضعيف. فكي نبرر تدخلنا ما في شؤون غيرنا ما علينا فخلق فتنه ومن ثم ندخل لنصالح بينهم. هذه ليست حجه لكنها دريعه يتدرع بها بلد للدخول الى بلد آخر. وهذا مثله كمثل ما حدث في العرق وأفغانستان ويغسلافيا الصومال السودان واليوم في سوريا. تكرار وناسخ ومنسوخ واستنساخ. فهل تعلمت الشعوب من دروس البلدان؟

    • زائر 7 | 12:24 ص

      عبر كثيرة في التأريخ حيث تتشابه أفعال الحاقدين..

      ووقع حقدهم أكثر على البوسنيين واتهموهم بأنهم يتوالدون أكثر من غيرهم، وأنهم أتباع وعملاء.. ودمروا مساجد عمرها أكثر من أربعة قرون، ولجأوا إلى سياسة التطهير العرقي التي تسببت في هجرة الكثير.. وأنشأوا معسكرات للاعتقال..، وأيضاً لتلقينهم درساً بأنهم إذا تحركوا وطالبوا بحقوقهم فإن هذا هو نصيبهم الذي ينتظرهم ..

    • زائر 6 | 12:21 ص

      بوركت...

      بوركت يا دكتور. ولكن من يسمع؟ المسلمون يدعون قراءة القرآن ولكن لا يعتبرون.. كتابنا المقدس كله عبر و حكم.. الله يوفق والخير قادم لا محالة..

    • زائر 4 | 11:29 م

      سؤال لم أجد له اجابة

      الصامتون الساكتون المتوارون المختبئون اللازمون الصمت المكتفون بالحديث في
      مجالسهم الخاصة والغرف المغلقة
      أين أنتم مما يحدث في وطنكم الا اذا كنتم لا تنتمون اليه تتركون الساحة لمن هو ليس بأهل لها وكأن لا راي لكم رغم تقتي في امكاناتكم وقدراتكم فالعتب عليكم واللوم عليكم والتاريخ لن يرحمكم على صمتكم
      بالامس كانت أصواتكم مسموعة فلماذا لزمتم الصمت أهو طمعا أم خوفا ؟
      البعض أعلن موقفه مطالب أو معارض للمطالب أما أنتم فلا الى هؤلاء ولا الى هؤلا ء هل تنتظرون ساعة الحسم (قاعدة الجبناء)

    • زائر 3 | 10:44 م

      كيف اعطى حقا واقابل "يه ذي بحراني"

      "يه ذي بحراني او يه ذي شيعي " تختصر هذه الجملة الاستنكارية ثقافة تجدها عند بسيط التعلم يواجه بها طبيبا او طبيبا يواجه بها طبيبا مثله و او مواطنا بحرانيا متقدم او بسيط التعليم

    • زائر 2 | 10:37 م

      الكراهية ضد البحارنة غير الكراهية لها

      لا يمكن ان تمرر سياسة الكراهية و الحقد كما كانت تمرر على مدى العالم تغير ولا مجال لدعاة الكراهية و شياطينها فيه

    • زائر 1 | 10:31 م

      سيدي الدكتور تستغرب لطرح التمييز والعنصرية والطاءفية من شخوص تربطهم معك ديانة واحدة

      صدرنا مشاكلنا لدول الجوار وكما قلت وهي رحمة من اسباب عدم حدوث مجازر لدينا هي صغر المساحة والاعلام المفتوح واقول من يعتبر كراهية وتحريض وبدعم رسمي مسخر لهم كل الامكانيات وعلى ماذا واقول رياح التغيير هبت فلن ترجع عقارب الزمن.

اقرأ ايضاً