أول القصيدة كفر كما يقول المثل العربي الشهير الذي ينطبق تماما على ما تفعله اتحاداتنا الوطنية ولجانها الخاصة بوضع جدول الدوريات. فلجان المسابقات فيها تعلن عن جدول مسابقاتها متضمنا فترات التوقف التي ستتخلله، لكنها ما أن تبدأ المسابقات بالانطلاق حتى غدت غير قادرة على الثبات على الجدول الذي وضعته، لتغيره بعد ساعات فقط من اعتمادها الجدول السابق.
فمع إطلالة كل موسم رياضي، وما أن تبدأ المسابقات المحلية بالانطلاق وتقوم جميع الأندية بحشد كل إمكاناتها في سبيل تقديم موسم رياضي ناجح لها، تصطدم الأندية بواقع مزعج يتكرر في كل موسم، ألا وهو روزنامة لجنة المسابقات، وما يتخللها من تقديم وتأجيل في جولات الدوريات ما يتسبب في إرباك الأجهزة الفنية والإدارية في الأندية.
في كل عام تؤكد الاتحادات ولجان المسابقات أن الوسط الرياضي سيودع «لزمة التأجيل» وان مثل هذه القرارات لن تتكرر مرة أخرى حفاظا على اللاعبين والأندية، وفجأة تكون المؤجلات أكثر من المؤجلات في الأعوام السابقة.
بالإمكان القبول بالحالات الطارئة التي تسبب فيها إلغاء البطولة الخليجية للكرة الطائرة وتأثيرها بالتالي على الجدولة العامة، لكن في بقية البطولات فإن الوضع لدى لجان المسابقات معروف تماما قبل مدة ورزنامة المشاركات الخارجية للمنتخبات والأندية معروف وقتها منذ مدة، وبالتالي القدرة على وضع برمجة كاملة للموسم من دون تغيير وتوقفات مهما يكن، فالتوقفات المتكررة التي تمر بها المسابقات المحلية بحاجة إلى إعادة نظر، إذ إنها تشكل إزعاجا وإرهاقا كبيرين للأندية، وتسهم بشكل كبير في إرهاق خطط المدربين والأجهزة الإدارية، بالإضافة إلى أن اللاعبين يكونون في قمة عطائهم وفي قمة حضورهم الذهني والبدني والنفسي، لذلك على لجنة المسابقات أن تراعي مثل هذه الأمور أثناء وضع روزنامة المسابقات، وأن تكون التوقفات مجدولة سلفا حتى تستطيع الأندية وضع برامج إعدادية لها خلال فترة التوقف، وبالتالي هي مسألة بحاجة إلى دراسة مستفيضة من قبل لجنة المسابقات وعمل متواصل من أجل إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
ما يحدث عندنا بوجه عام، وعلى مستوى جدول المسابقات العامة وحتى المسابقات السنية تعاني منه، وما يتخللها من توقفات وتأجيلات، لا يحدث على الإطلاق في أوروبا لأن هناك نظاما يحرص الجميع علي تطبيقه والالتزام به مهما تكن الظروف.
قد يقول قائل من لجان المسابقات العاملة إن من أهم أسباب استقرار وثبات مسابقات الدوري الأوروبي وقلة التوقفات خلالها هو أن المنتخبات والفرق لا تحتاج إلى تجمعات طويلة، وحتى ان احتاجت فإن غياب لاعبيها لا يؤثر على الدوري نظرا لأن معظم هؤلاء اللاعبين ان لم يكونوا كلهم محترفين في أندية أوروبية خارجية ولا يؤثرون على المسابقة المحلية في شيء، والرد عندي أن استمرار اللعب في الدوري المحلي من دون إيقافه كثيرا يحقق فائدة كبرى للمدراء الفنيين للمنتخبات وللفرق الوطنية لأن استمرار اللعب الرسمي أفضل كثيرا من التجمع للتدريب فقط أو لعب مباريات ودية ضعيفة.
علينا أن نجرب ولو مرة واحدة استمرار الدوري من دون توقف أو بتوقفات في أضيق الحدود لنحكم بصورة أفضل على مدى تأثيره على أداء اللاعبين في المنتخب والأندية، وعلينا أن نحترم ـ مثل الأوروبيين تماما ـ جداول المسابقات المحلية، فتلك هي البداية لتصحيح بعض الأوضاع والمفاهيم الخاطئة في مسابقاتنا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3861 - الثلثاء 02 أبريل 2013م الموافق 21 جمادى الأولى 1434هـ
سطحية !
وكأن الرياضة البحرينيه تخلصت من كل المشاكل الا مسألة التأجيل !
سطحية في الطرح للاسف