العدد 3859 - الأحد 31 مارس 2013م الموافق 19 جمادى الأولى 1434هـ

وزيرة الثقافة: باب البحرين وسوق المنامة القديم منطقة مدرجة لتكون بنية تحتية مقبلة

بذاكرةٍ جميلة تسترجع أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، توشك وزارة الثقافة على استكمال آخر مراحل مشروع إحياء "منطقة باب البحرين وسوق المنامة القديم"، الذي يُعدّ واحدًا من مشاريع البنية التحتية السياحية للمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م، وتواصل آخر أعمال الترميم والصيانة، وإعادة تأهيل المكان ليستوعب الأنشطة والفعاليات المقبلة، ولاستعادة هذا الإرث الحياتي، بحيث يكون مدمجًا في الحياة المعيشية والإيقاع اليومي.

حيث اشتغلت وزارة الثقافة طوال الفترة الماضية على هذا المشروع الحلم عبر العديد من المخططات المعمارية والفنية بالاستعانة بمجموعة من الاستشاريين والمهندسين والخبرات العالمية.

وحول هذا المعلَم الإنساني، أشارت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى موقع باب البحرين باعتباره قلب العاصمة البحرينية المنامة، موضّحة أنه تكريس حضاري وثقافي لإنسان تلك المرحلة، والتمثيل التاريخي الذي يمكّن من حفظ الإرث المعماري من جهة والتفاصيل الحياتية والمتغيرات التي شهدها نسيج المكان من جهة أخرى.

مبنيةً: "لم تعد الفكرة الآن أن نحافظ على وجه وملامح المكان، نحن في الثقافة نبحث عن روح هذا المعمار وقدرته على صياغة حياة وتوثيق إرث"، وأردفت: "نتّجه إلى ما بعد وما خلف هذا المعمار، فالشكل الجميل يحمل تكوينات إنسانية وحياتية طويلة نحاول استردادها بتفاصيل روحها وحبكتها الشعبية".

كما أكّدت أن هذا المعمار الوطني يشكّل جاذبًا سياحيًا هامًا يستوقف العابرين والمتأملين في طبيعة المكان، وأن الأعمال الترميمية تستهدف استعادة الذاكرة الجمالية والتفصيلية لسوق المنامة القديم ومنطقة باب البحرين، بهدف حماية التراث البحريني العريق وفق الأصول العالمية والمدروسة، وإعادة توظيفه واستثماره بقلبِ العاصمة.

ونوّهت إلى دور القطاع الخاص الذي ساهم في تحقيق هذا المشروع، مبديًا تجاوبًا جميلاً، مثمّنة دور عائلة المؤيد في تجديد السوق، وشاكرةً المساهمين في تحقيق المشروع، خصوصًا شركة أميركيان اكسبريس وشركة فيفا البحرين للاتصالات.

ويهتمّ مشروع باب البحرين بالعديد من الإحداثيات المكانيّة، ويحاول أن يوجدَ اتّساقًا ما بين المكوّنات العمرانية المختلفة وظيفيًا، جماليًا، روحيًا، تاريخيًا واقتصاديًا، في اشتغال عميق على الثقافة المكانية من خلال تطوير واجهات مبنى باب البحرين من أجل استعادة الصورة الأصليّة والملامح الأولى التي كان عليها هذا الباب التاريخي في العام 1949م.

ويتّصل تطوير واستعادة الهيئة الأولى للباب، بتطوير الواجهات الخارجية أيضًا للسوق القديم والمجمع الداخلي بما يتناسب مع الروح المعمارية المعاصرة وتداخل مع السحر الشرقي التقليدي.

ويتبع هذا التعامل التقني والترميمي مع باب البحرين والواجهات الخارجية للسوق، تعاملٌ دقيق وخاص مع الفراغات الداخلية للمكان والعلاقات الوظيفية فيما بينها.

كما يشمل ترميم عمران هذه المنطقة مشروع إعادة تهيئة مبنى فندق البحرين الذي كان الأول في المنطقة، من خلال أعمال الترميم والصيانة، بالإضافة إلى إعادة تصميم الغرف الداخلية في مزج تصميمي وعمراني يدمج الأصالة بالمعاصرة.

مركزًا عل اللغة المعمارية القديمة والعربية الأصيلة للمبنى، والتي ستكون الجمالية المنفردة الخاصة بالواجهات الخارجية للفندق، فيما يجمع الفناء الداخلي روح المعاصرة والحداثة، حيث ستكون كل غرفة من غرف هذا البناء فريدة في خطّها وتصميمها.

وبالنسبة لمبنى البريد القديم ذي الأهمية التراثية والذي يعود عمره إلى أكثر من 50 عامًا، فيتّجه إلى أفق متحفي يضمّ العديد من المقتنيات البريدية النادرة.

ولتحقيق هذه الرؤية، فقد تمّت معاملة كل عنصر معماري بقلبِ المكان بطريقة ذكية، إذ أضيفت تقنيات تفاعلية ولوحات مرئية ومسموعة إلى جداريات المتحف البريدي، تشرخ تاريخ إصدار الطوابع البريدية وفكرة البطاقة البريدية وتكوينها بحسب كل شخصية. ويشمل متحف مبنى البريد مقهى فريدًا، بأرضيات من الحجر الطبيعي، فيما أضيفت للحائط الزجاجي فكرة عرض أنشطة وزارة الثقافة بصورة دورية.

وبينما تستمرّ التفاصيل المعيشية بكامل أريحيّتها، يواصل المعمار تطويره واشتغاله على المكان أيضًا عبر اثنين من المقاهي الشعبية في ذات سياق المنامة، في محاولة لتركيز الذاكرة على هذه الحوارات ما بين المُنشَأ المكاني والأسلوب الحياتي. حيث تحاول الثقافة حماية التراث البحريني الأصيل وتطوير هذه الموروثات واستثمارها في الجذب السياحي.

أما حول تقنيّات الإضاءة، فتستعين الوزارة بمهندس الإضاءة "تيري جالوت" الذي يسعى لتطبيق تقنيات خاصة ودقيقة تندمج في جمالية المشروع وفق معايير عالمية، بحيث تكون جزءًا من الهندسة العمرانية والتصميم المكاني.

إن مشروع باب البحرين ومنطقة سوق المنامة القديم يتّجه في نموّه واشتغاله إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه، بحسٍ ثقافي وجمالي ضمن مشاريع البنية التحتية، حيث ستكون هذه المنطقة ملامسة شفيفة وعميقة للعديد من المشاريع والحراكات المقبلة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:19 م

      . موضوع عام :

      اتمنى الخير للبحرين سياسيا واقتصاديا ، ووو ، هذا التمنّي يضفي الدعوة الى تكون الحريّة مكفولة ، من غير اي خطأ . ........... علم التجنبات واضح اينما كان الشخص لا يمكن ان يغيب . النظر الى اللقمات لكل شخص مطلوب ايضا . مرحبا السلام عليكم ، وبلطف اقول : مرحبا ارى انّ من الثقافة ان اقول انّ المال العام البحريني ليس قليل من النفط والارض . وهذا يمكن ان يفيد الجميع . لا توجه اي تعد ولو كلامي . ايضا لا تتثاقل من ابداء التحيّات . توفير لجنة خادمة لرفع النكال في مجال مطلوب بشرط قبول الجميع ايضا.تجنبات واجب

    • زائر 7 زائر 5 | 3:47 م

      نحتاج لمترجم يا أخ

      ويش تقول و يش تخربط ! ؟ مافهمنا قصدك ! شكلك محشش

    • زائر 4 | 3:13 م

      . يتبع التعليق : لا يحتاج الى اي تذكير او تذكّر . وانّما هو هيئته يجب ان تنضبط منه لنفسه،ومهما كان كان تحت النظر بالكلمة تكون الهداية وليس بالسيف

      اظن انّ وجود امكانيّة ترسيخ فكرة الدمج المدرسي وفق محاضرة لمن يأتي باب البحرين مثلا ، ليكون تحت بيان علمي ، ستكون مناسبة ولكن وفق منهجية كاملة من وجوب الاحترام الكامل للجميع ( اعني لكل شخص اينما كان وفي اي وقت ) . وان تكون على مستوى من يريد فليأتي ، كلمات عامة مناسبة تنم عن واقع المطلوبيّة في توفير الثقافة الداعية للحريّة والمطالعة لأنّ هيئة المطالعة في كتاب تضفي مشروعا مهما في صقل التذكير لما يجب أن ينظر اليه من المواضيع التي لا يمكن ان تكون كلها صحيحة،والنقذ للذات مطلوب لتجنب الاخطاء وهو اساسا

    • زائر 2 | 3:02 م

      .السلام عليكم . السلام عليكم . السلام عليكم . موضوع عام :

      السلام عليكم . الثقافة تعتمد على اللغة والفكر ، ووسائل توصل الكلمة والعلم كاللغة والاشارة . وهذا ما يمكن ،بناءه في مؤسسة في الراديو والتلفاز ، بمستوى كثافة الكلمات المبيّنة ولو على مستوى النقل للخبر والاخبار ، طبعا من غير اهمال تخلل الكلمات المطلوبة وفقا للتعليق والنقذ البنّاء ، ايضا الانترنت معهما ، وايضا تسهيل الحريّة في مجال البناء لفتح المجلس لمن يريد وهذا يكون بتجنب احتكار الارض . لانّ المجلس يكون محطة وبؤرة ، ولا يمكن ان يكون الا بتوفر مال . عندما نتكلّم عن زاوية ما سنرى الكثير يشتركون فيه

    • زائر 1 | 2:45 م

      عجب !!!

      والله حرام هالمصاريف الفاضية !!! كل سنة تجديد وترميم !!! لو مسجد ما رمموه هالكثر !! استوا مزار مو باب !!! وين نواب الغفلة عن مصاريف ......لا حسيب ولا رقيب !!! حسبي الله عليكم ونعم الوكيل ..

اقرأ ايضاً