العدد 3859 - الأحد 31 مارس 2013م الموافق 19 جمادى الأولى 1434هـ

لحم سوري للبيع

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كيف لامرأة هربت من الظلم والبطش بحثاً عن الأمان، أن تحصل على ضالتها، وجسدها معروضٌ للبيع، كما هو ألمها وغربتها، يتناوب على محاولة بيعه وشرائه الأغراب بمباركةٍ من بعض رجال الدين الذين اتخذوا من الأزمة السورية سوقاً لبيع الفتاوى؟

نساء بتن كالإماء، يراد لهن أن يعرضن أنفسهن في سوق الأجساد، كي يحصلن على رغيف خبز وماء وغرفة يعشن بها، ولا يمكن للسورية أبداً أن تقبل بهذه الحال.

في التقرير الذي عرضته القناة الرابعة البريطانية، عن استغلال حاجة السوريات وغربتهن من قبل رجال الخليج العربي وبعض العرب الآخرين، ظهرت نساءٌ سوريات لاجئات في خيماتٍ غير مؤهلة بأقل ما يحتاجه البشري للعيش. نساءٌ يخفن حتى من الذهاب لدورات المياه ليلاً؛ خشية تعرضهن للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، كيف لا وهن اللاتي تعرضت طفلاتهن دون العاشرة للتحرش من قبل من جاءوا لهن بحجة المساعدة!

ما تعانيه النساء السوريات في الملاجئ والمنافي ما هو إلا نتيجة لجشع بعض الرجال ممن غادرت الرحمة قلوبهم، ولم يعودوا يعرفون غير لغة الجسد بمفهومها اللاإنساني. ما تعانيه تلك السوريات هو نتيجة لفتاوى أطلقها رجال دين أرادوا انتصار الطائفية والغرائز على حساب الإنسانية والأخلاق، واستغلوا اسم الدين لنيل مطامعهم.

النساء السوريات في الملاجئ بتن يخشين كلمة المساعدة، ويشعرن بالإهانة وفقدان الكرامة كما قالت إحدى النساء في التقرير المذكور أعلاه، وخصوصاً ان أبوابهن تطرق مراراً بهدف شراء أجسادهن باسم الزواج الذي لا يدوم سوى شهر أو اثنين كما ذُكِر في التقرير.

ولأنهن يشعرن بأن كرامتهن قد أزهقت، بتن يتمنين العودة إلى سورية، خشية أن يمر الزمن ويصبحن كالفلسطينيين الذين غادروا أراضيهم قبل أكثر من خمسين عاماً ولم يعودوا حتى اليوم. حتى أن إحداهن كانت تقول: أريد أن أشم هواء سورية وأشرب من مائها وأعيش على أرضها، وأنا على استعداد للعودة حتى في ظل نظام الرئيس بشار الأسد.

يتمنين العودة إلى ديارهن، وهن اللاتي فررن من ظلم نظامٍ دكتاتوريّ ورجال مسلحين جعلوهن بين المطرقة والسندان، لكن ما يحصل لهن كل يوم من اغتصاب وإذلال باسم نكاح الجهاد تارة، وباسم الزواج تارة أخرى والتحرش الجنسي تارات عديدة، جعلهن يفكّرن في العودة لتلك المطرقة وذاك السندان، من غير أن يحصلن على الضمان في أي شيء وعن أي شيء.

فهل بات الرجل العربي ينظر للمرأة السورية ذات الإنجازات في شتى المجالات بأنها مجرد سلعة معروضة للبيع بمئات الدنانير، متناسياً ما قدمته في كل المجالات الأدبية والعلمية والطبية والفنية والأسرية؟ وهل بات الرجل العربي رجلاً يبحث عن ضعف المرأة أنى وجدت كي يستغله، وهو الذي طالما كان عوناً للمرأة وسنداً؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3859 - الأحد 31 مارس 2013م الموافق 19 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 8:21 ص

      ياشعب يامظلوم

      حبيبي هذا الشعب الذي رسم له تاريخ عظيم ، فجائوا اللقطاء ليفسدوا، في ارض الشام العزيزه ، ولانهم لاتاريخ ولا جذور لهم ، جائوا لخراب الارض والنسل فصبرا يابلاد العز والكرامه علي اشباه الرجال فالقبضايات هنا ليرجعوا لك عزك وكرامتك، من اخوانكم البحرينين

    • زائر 33 | 6:47 ص

      سحره أم شعوذه والاستعانه بصديق قديم

      من القديم الجديد أن الفرعون استعان في مصر بالسحره والمشعوذين والدجالين والكهنة، بينماهاروت وماروت في بابل كشفوا عن السحر الذي ويفرق بين المرء وزوجه. وملك النبي سليمان (ع) ولا يحتاج الى شرح لكن من يتبع ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان لكن الشياطين كفروا.. فهنا سؤال هل أخذ السحر والشعوذه للسيطرة على هذه الفئة من الناس أم ماذا حصل لهم ليتوهموا أن هذا طريق الجهاد بقتل الناس وانزال الاذية فالاخرين؟

    • زائر 32 | 6:36 ص

      قيل وقال وروى عن من والناس في حيره

      قد لا يكون وجد بعض مطلقي الفتاوي أن هذه الفتاوي من البدع التي جاء بها المسعر واستمثرها منذ بدء الاستعمار. فدعم ما يسمى بالسطة الدينية المؤثره في البسطاء من الناس. بين أيدي الناس الكثير منه المنسوخ والناسخ، المكرر والمعاد تكراره، المقلد والمغشوش .... فقد يحتار العبد الفقير لله من يتبع؟ يتبع الضن (الفتوى) أم ما قاله تعالى؟

    • زائر 31 | 6:06 ص

      هل فعلا لاجل عيون سوريا

      سؤال واحد ... من أين جاءت هذه الحمية والغيرة الشديدة على الشعب السوري حتى قامت الجمعيات الاسلامية والحكام وأمريكا وأوربا وكلها تتفق على الجهاد في سوريا ... أين هؤلاء عن بقية الشعوب ... هل الهدف الشعب السوري حقا ... انتبه أيها الشعب السوري قبل فوات الاوان

    • زائر 30 | 5:53 ص

      بوحسن

      عفوا أستاذة سوسن السبب لست الخليجين ولكن النظام المجرم الذي شردهن وقصف سوريا بالكامل حسبي الله ونعم الوكيل علية وعلى من سانده

    • زائر 29 | 5:49 ص

      انتبه أيها الشعب السوري

      هل فعلا العرب والمسلمين الذين تسللوا الى سوريا بأسم مجاهدين .. هدفهم الشعب السوري ... أين كانو موجودين وليبا تقصف ليلا نهارا ... وأين هم عن الشعب الفلسطيني ... وأين هم عن بقية الشعوب الاخرى ... أقول للشعب السوري أنتبهو لأنفسكم قبل فوات الاوان

    • زائر 25 | 5:23 ص

      سراييفو

      يابنيتي إذا أردتي المزيد عن ما كانوا يعملون اقرئي عن حرب سراييفو !!!!!!

    • زائر 23 | 4:15 ص

      الله يهداج بس

      توج عارفة بأخلاقيات العرب والمسلمين هاذى الاخلاق منذ فجر التاريخ وحاول الاسلام يغيرها وماقدر بس احنه كعرب ومسلمين مانقول الصج

    • زائر 22 | 3:54 ص

      وجنت على نفسها براقش

      لا يوجد ثورة في سوريا بطبيعه الحال هنالك من يريد تحويل سوريا لمستنقع يدب به القمامه وهذا الذي يحصل بسبب الجهل ولأبتعاد عن الدين وتصدير الفتاوى من قبل المنافقين وتكفيريين ، اليوم الفكر المنحرف يدعم بالمال وسلاح ولعدد .. نعم نظام الاسد لا زال دكتاتوري ولاكن افضل نظام عربي وبتصوري لو بشار الاسد تعجل بلأصلاحات لما حصل كل ذلك ... ليس فقط الجيش الحر من باع بنات ونساء سوريا وحتى في غرب العراق الأنبار ولموصل من باع شرفه وزوج بناته على انجاس الارض ولإن اطفال في هذه المناطق لا يعرف حسبهم ونسبهم

    • زائر 20 | 3:16 ص

      من سبب

      لعن الله من كان السبب

    • زائر 19 | 3:09 ص

      إنها قمة الانحطاطي الخلقي للمتمسلمين

      هؤلاء المتملسلمين الذين ضربوا الدين الاسلامي في مفاصله الحساسة وشوهوا هذا الدين وقميه العالية تحت مسمّى الدين فإنهم يحملون اوزارا مضاعفة وحسابهم يوم الحساب عظيم وكبير.
      هم لا يكترثوا بما نقول ولكنهم يوم يبعثون للحساب سيكون ندمهم وحسرتهم بالغة وفظيعة

    • زائر 17 | 2:55 ص

      لا,,,,لا,,,,,

      لا أوافق على,,,,,,عنوان المقال,,,,,

    • زائر 15 | 2:52 ص

      طلاق

      وقد تناقلت الاخبار العالمية بأن هناك من طلق زوجته لكي يذهب.كل منهما للجهاد في سوريا على طريقته الخاصة طبقا للفتاوى الغريبة والعجيبة.

    • زائر 12 | 2:41 ص

      باسم المعونات .. يسلبون الشعب السوري كرامته وعزته

      الاستاذة سوسن دهنيم، مقال رائع جدا، كل مقال يتلوه ما هو اروع .. مقال يعري من اسموا انفسهم عربا ومسلمين .. بانت الحقيقة؛ هل حقا ان هذه الوحوش البشرية تقدم مساعدات للشعب السوري ام انهم يسلبون الشعب السوري كرامته؟ يسخرون الدين لخدمة أغراضهم الشاذة والشريرة، يستغلون من غسلت ادمغتهم للقيام بأعمال ارهابيه في سوريا وينتهكون الاعراض، يبيحون لأنفسهم ما حرم الله. كل ذلك باسم الدين. هؤلاء قوم كتب الله عليهم الذلة، والهزيمة مصيرهم بإذن الله. تحية مباركة لك ولقلمك المدافع عن المظلومين اينما وجدو

    • زائر 8 | 2:08 ص

      الدينار

      هؤلاء الذين يلبسون الزي الاسلامي وما يطلقون على انفسهم حمات الدين باعوا دينهم بحفنة من الدنانير وباعوا آخرتهم بدنياهم وباعوا ضمائرهم للحكام الظالمين وباعوا كرامتهم وشرفهم وعزتهم بالذل والهوان ، وما نقول الا حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 7 | 2:08 ص

      الى زائر رقم 6

      ههههههههههه

    • زائر 6 | 1:32 ص

      اشرف من ...

      الرجاء عدم قذف المحصنات العفيفات السوريات ، هن اشرف نساء الكون ، من انتهك اعراضهن شبيحة بشار السفاح ومن يروج لزواج .. الم.....

    • زائر 14 زائر 6 | 2:42 ص

      أم محمد81

      وشلون عن اللي يروج لزواج المسيار ومادري وراها كم إسم حطيتون تحت نفس المعنى والله حاااااااااااااااااااالة.

    • زائر 16 زائر 6 | 2:54 ص

      الواقع المر

      يا بولسان المثل يقول كل ديرة وفيها مقبرة والإمام الشافعي يقول صن لسانك عن الأذى --- فلك لسان وللناس السن

    • زائر 5 | 1:14 ص

      نكاح الجهاد

      لقد اغرقت سوريا بفتوى التكفيريين
      و اصبحت المواطن السوري بين دكتاتورية السلطة و دكتاتورية المعارضة و هي الاشد دكتاتورية تتغلف بالدين لتبيح الاعراض و قتل الانسان

    • زائر 3 | 12:24 ص

      رضوا بالذل .. فليذوقوه إذا !

      هم من رضوا بالذل ، هم من إعتزوا بالإرهاب و أهله التكفيريين ، هم من قبلوا بالهمجيين القادمين من خارج الحدود بحجة الجهاد ، هم من باعوا ثورتهم و إحتجاجاتهم للإرهابيين ، هم من إعتزوا بعلم الإنتداب الفرنسي و تبرئوا من علم العزة السوري العربي ، هم من أخطئوا و جنوا تبعات خطأهم!

    • زائر 2 | 12:15 ص

      يا منتقم

      عورتين قلبي من صباح الله خير الله ينتقم من الوحش البشريه

اقرأ ايضاً