العدد 3858 - السبت 30 مارس 2013م الموافق 18 جمادى الأولى 1434هـ

نظرية خاطئة تضر بالتماسك الاجتماعي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أي بلد في العالم، ولكي يكون موحَّداً، فإنه يعتمد على مبدأ الاعتماد المتبادل بين المكونات المجتمعية والجغرافية. فمثلاً، الولايات المتحدة الأميركية تُعتبَر بلداً موحَّداً لأن ولاياته تعتمد على بعضها البعض، ولأن مكونات المجتمع تعتمد على بعضها البعض. وهذا الحال ليس خاصاً بأميركا فقط، وإنما أي بلد متماسك فإنه يتأسس على مبدأ «الاعتماد المتبادل»، بحيث ينتعش السلم الأهلي من خلال ترابط العلاقات المجتمعية بصورة مصيرية، ومن خلال سيادة القانون المطبق على الجميع على أساس المواطنة المتساوية والمتكاملة.

هذا المبدأ ليس فقط في السياسة الوطنية، وإنما أيضاً في السياسة الدولية؛ إذ إن تكثير الاعتماد المتبادل يؤسس للسلام بين الدول، وكذلك الحال بالنسبة للفرد. ففي حالة الفرد يكون الشخص معتمداً على غيره بالكامل في عمر الطفولة، وعندما يكبر يسعى إلى الاستقلال لتكوين ذاته، وبعد أن ينضج يكتشف أنّ نموه وتطوره في حياته يعتمد على «الاعتماد المتبادل» مع الآخرين.

وعلى أساس هذا المفهوم نرى أن الخطأ يكمن في السياسة المعتمدة حالياً في البحرين، إذ تتوجه كل الجهود لتثبت أن المشكلة السياسية الحالية سببها اختلاف فئتي المجتمع الرئيسيتين، وأن مصلحة فئة تمسك حالياً بمفاصل الدولة تعتمد على إبقاء الفئة الأخرى خارج مؤسسات الدولة، أو إضعافها وتهميشها إلى ما يقرب الصفر. وتأسيساً على هذه السياسة، فإنه وحتى الحوار الوطني أصبح مرهوناً بهذه النظرية، إذ إن الحوار ليس بين السلطة والمعارضة، وإنما بين مكونين متناقضين في المصالح.

إن هذه النظرية خاطئة ومضرة للتماسك الاجتماعي، وهي لا تأتي بأي نفع بعيد المدى لمن يطرحها اعتقاداً منه أنه يستفيد منها حالياً. النظرية خاطئة لأنها تعتبر مصلحة فئة ما، تساوي الإضرار بمصلحة فئة أخرى. هذه النظرية تتطلب عزل فئة عن أخرى في جميع المجالات، وإبعاد فئة معينة عن مؤسسات للدولة (كما يحدث حالياً بصورة مستمرة)، وتطبيق هذا العزل في مختلف المناطق التابعة للبلد الواحد، بحيث تمنع فئة من الاقتراب من مساحة محددة... والنتيجة تكون غير حسنة على جميع المستويات، لأن هذه السياسة لا تؤسس مجتمعاً متماسكاً، ولا تؤسس استقراراً مستداماً، بل ويصبح الحديث عن توافقات ووحدة وطنية مجرد عبارات نظرية من دون أي شواهد واقعية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3858 - السبت 30 مارس 2013م الموافق 18 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:14 ص

      الحكومه تلعب صح

      جلوس المتحاورين متضادين واستثناء الحكومه الطرف الاصل في الازمه من تشكيله الحوار هو أخطر من الأزمه نفسها و هي ازمة أخرى قد تتشكل من خلا هذا الحوار وعلى المستوى الرسمي للأسف. يصنع صوره غير حقيقيه على المشهد البحريني على ان الازمه بين مكونين في البلد قد يغذيها الوقت ان استمرت مهزلة الحوار هذه و يضهر تأثيرها مستقبلا" بعد أن يكرس لها

    • زائر 19 | 7:05 ص

      الى من بيده هذا.

      ان كنت تعلم فتلك مصيبة ، وان كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر ..ارتضى على عيش بنفس ظليمة ، وتبتاع أخرأك بدنيا أصعر .

    • زائر 18 | 6:42 ص

      العدل اساس الحكم.

      انه من ضمن الأسباب الرئيسية للانتفاصات والثورات ، معظم الحكومات الغير عادلين لشعوبهم او رعايأهم تحصل في عهدهم ثورات ، لا ونرى أيضا قوة الحراك بمقدار الظلم ، سبحان الله.

    • زائر 16 | 4:10 ص

      المجتمعات المشاعية ليسة كما المشتركة

      قد يكون من الأسرار أن المجتمع ليس جماعات وأحزاب متفرقة وانما مؤسسات وأفراد مكونه لمجتمع. ومجتمع البحرين مدني وليس عسكري. فالمجمع يجتمع في المشترك و المصير الواحد ويجمعهم الدم لأنهم أبناء آدم والعلاقة البينية بيني وبينك كما بيني وبين نفسي ولا فرق ولا خلاف في هذا. أطلق على المجتمع في البحرين أول دولة بها مجتمع إشتراكي بني بعد بزوع فجر الاسلام. فالاسلام كل ومشترك به الخاص وبه العام. فرغم وجود التشابه بين الناس الا انهم مختلفون. السؤال هنا فيما ولما وعلى ما الناس

    • زائر 15 | 3:20 ص

      هذا هو باختصار

      بختصر انتم جبتو لأنفسكم

    • زائر 14 | 3:06 ص

      خصوصيات!!!

      كل ما يطبق في البلدان الأخرى لا يمكن أن يطبق هنا لأن البحرين لها خصوصياتها وإن الخليج لهم خصوصياتهم وإن العرب لهم خصوصياتهم فالمبادئ الإنسانية لم تخلق لنا بعد!!

    • زائر 13 | 3:05 ص

      السلام لله

      اولائك الغوغائيين الذين ينتهجون هذه السياسية يدورون داخل دائرة مغلقة والدوران في دائرة مغلقة دائماً مايقود إلى نقطة البداية
      من غير الممكن استمرار سياسة التهميش والتمييز والاقصاء لا في الحاضر ولا في المستقبل
      سيعودون للإصلاح في نهاية المطاف وأنوفهم في التراب

    • زائر 9 | 1:04 ص

      هذا الحوار لا يحل ازمة البحرين

      رسالتي للمعارضة بان يكوون التفاوض مع الحكم وليس مع المولاة ... لا ادري لماذا هذا الاهتمام ؟ والسعي بدخول لقاءات ثنائية معهم .. كأنما المسألة طائفية .. ناهيك عن اضاعة الوقت في امور لا تخدم الوطن .. مع قناعتنا بان هذا الحوار فاشل ... و لا اساس له .

    • زائر 8 | 12:31 ص

      العبرة

      احسنت يا دكتور على هذا المقال ولكن يعلم كل بحريني ان هذه القوال والافعال مصطنعة من افراد متمصلحة والعبرة في التاريخ شاء من شاء وابا من ابا

    • زائر 7 | 12:19 ص

      كان عليهم قبل غيرهم الرفض ( الطرف المقابل للمعارضة في الحوار )

      الرفض في دخول الحوار بتلك الكيفية اثبات ان الخلاف ليس بين مكوني الشعب (سنة وشيعة ) وهذا ما تريد ان تروج له السلطة وتريد ان ترسل برسائلها للخارج
      التي تحمل هذا المضمون اليس على المقابلين للمعارضة رفض هذا التشكيل
      لانه يؤسس الى مالا يرضاه كل محب لوطنه واهله

    • زائر 6 | 12:09 ص

      شخصت لبّ المشكلة ولكن

      هم يعرفون ويعلمون ذلك ورغم مخاطره لكنهم يكرسون هذا الوضع المقيت ويرهنون الوطن بمستقبله وحاضره على هذا الاساس والبعض جالس يتفرج
      ان هناك سياسة خطيرة تمارس في الوطن وتسبب وتسبب وتجلب له المصائب ولكنهم يصرون على هذه السياسة ويسخرون الامن وكل قدرات البلد من اجل تكريس سياسة خاطئة ومقيتة ومنبوذة في كل العالم ويحاولون ان يوصموا من
      يريد تخليص البلد من هذه السياسة بالخيانة في حين ان هذه السياسة لا يمكن ان تمارس الا من شخص لا يحب الوطن وانما يحب مصلحته الشخصية فقط

    • زائر 5 | 12:00 ص

      الله

      الله سبحانه وتعالى من سيحاسب الظالمين واصحاب الفتن والتشتيت بين الطوائف

    • زائر 4 | 11:27 م

      سلمان دائي

      الأخ منصور الجمري، مقالك اليوم يثلج الصدر، وما أنكم من الشخصيات المقربة أو الصديقة لولي العهد، لماذا لاتقومون بإرسال رسالة عاجله له حول هذا الموضوع، ليس لكونكم من الفئة المتضررة، وإنما للتحرك قبل فوات الأوان، إذا أن الحوار القائم لن ينهي الأزمة أبداً ما دام الحكم بعيداً كل البعد عنه

    • زائر 10 زائر 4 | 1:19 ص

      هو يسمع ويرى

      ولي العهد ليس بمنئى عما يدور في الفوضى التي تدار بها شؤون البلاد والعباد

    • زائر 3 | 11:23 م

      كان تهميشا واصبح إبادة

      كان جزء من الشعب يمنع من الوصول لمناصب معينة و بالخصوص في المؤسسات العسكرية و اليوم في مل المؤسسات بل وكل المناصب الكبيرة و الصغيرة مثال: انظروا لما حصل في معهد البحرين للتدريب من تغييرات إدارية متواصلة حتى الان رغم الفشل الذي وصل اليه بسبب تلك التغييرات

    • زائر 2 | 11:10 م

      القادم أسوأ

      القادم أسوأ . هذا ما جنته يدى.

    • زائر 1 | 11:04 م

      الحماقة شي والفهم شسء اخر

      ماجرى ويجري هو شيء من الحماقة ويحاول كل احمق ومغرور اثبات وجهة نطره بالطريقة التي يراها ناجعة وهو يعلم ومن حوله ومن خوله بذلك بما سيؤول اليه الامر ولكن على نار هادئة قد تزيد حرارتها في لحظة ما وتحرق كل شيء كما حصل لبعض الدول الاقليمية والتي مازالت تنتشر فيها الفوضى

اقرأ ايضاً