العدد 3857 - الجمعة 29 مارس 2013م الموافق 17 جمادى الأولى 1434هـ

الخزاعي يترجم قصيدة البحار العجوز لكولريدج

صدرت للباحث الأكاديمي والناقد المسرحي محمد الخزاعي ترجمةٌ لنص «قصيدة البحار العجوز» لرائد المدرسة الرومانطيقية صامويل تيلور كولريدج، وذلك عن المؤسسة العربية للطباعة والنشر.

احتوى الكتاب - في طبعته الأولى في 151 ورقة من الحجم المتوسط - على النص الأصلي الإنجليزي بالإضافة إلى الترجمة العربية مع التعريف بالشاعر طبقاً لما ورد في النسخة الأصلية من دائرة معارف البيوغرافيا العالمية.

يضم كتاب قصيدة البحار العجوز بين دفتيه نصّاً للشاعر الإنجليزي الشهير صامويل تيلور كولريدج مع ترجمة عربية موازية للنص الإنجليزي الذي عكف الخزاعي على ترجمته، مشيراً إلى أن هذا الكتاب هو من التراجم التي يعتز بها كثيراً، وهي تضاف إلى جهوده في البحث والنقد والترجمة والتي من بينها «أبطال مسرحية مارلو الرئيسية، أطروحة ماجستير، باللغة الإنجليزية 1969»، و«دراسة للتطور بدايات أدب المسرح العربي رسالة دكتوراه بالإنجليزية 1978» و«تطور بدايات المسرح العربي باللغة الإنجليزية 1984»، و«ترجمة كتاب جزر البحرين – دليل لتاريخها وتراثها، لأنجيلا كلارك 1985» وقد صدر له كتاب «دراسات في الأدب المسرحي 1992» بالإضافة إلى ترجمة «مزرعة الحيوان لجورج أوريل 1994» والبدايات دراسة مقارنة لنشأة وتطور «أدب المسرح عند العرب 1996» كما ترجم كتاب الأختام الدلمونية لخالد السندي 1999، وترجم كذلك كتاب ديلمون تاريخ البحرين في العصور القديمة لبيتر كورنول 2000 ومقدمة لخمس مسرحيات من البحرين 2000 وديوان أيقظتني الساحرة لقاسم حداد 2004 ونشر عدداً من الدراسات والمقالات في النقد الأدبي. وأضاف الخزاعي بترجمته رائعة كولردج «قصيدة البحار العجوز» إلى المكتبة العربية أثراً مهمّاً لشاعر مهم كون صامويل تيلور كولريدج أحد أهم رواد المدرسة الرومانطيقية والتي أثراها عبر مجموعة أعماله الشعرية وكتاباته النثرية في الأدب والدين وتنظيم المجتمع، فهو أحد الذين كان لهم تأثير قوي على الحركة النقدية وتجاوز المدرسة الكلاسيكية، ويمكن للقارئ العربي استشفاف ملامح المدرسة الرومانطيقية من خلال قراءة الترجمة الضافية لهذه القصيدة التي وفرها لنا بالعربية المترجم محمد الخزاعي. قصيدة البحار العجوز هي نص شعري قصصي يسرد فيه كولريدج حكاية بحار عجوز مع طائر القطرس، حيث كان البحارة يستمتعون بهذا الطير كلما مر بهم ويأنسون به وسط البحر وضمنهم البحار العجوز الذي خلا بالقطرس مرة وجرى بينهما حوار وحديث انتهى بقتل العجوز للقطرس فلامه البحارة على ذلك فمن يؤنسهم بعد الآن، بل ومن يعكس لهم أحوال الطقس من هدوء أو صخب، فما كان من البحار العجوز سوى أن خلع قلادة المسيح واستعاض عنها بشيء من بقايا القطرس ولبسها على صدره، ربما تكفيراً عن الذنب أو لإبعاد النحس الذي حل بالسفينة وبحارتها بعد قتل طائر القطرس.

إنه لبحار عجوز،

يستوقف واحداً من ثلاثة.

«بحق لحيتك الطويلة المشتعلة شيباً وعينك المتألقة بريقاً، لماذا استوقفتني الآن؟

****

إن أبواب العريس مشرعة على مصراعيها،

وأنا أقرب الناس إليه،

فالضيوف تم استقبالهم والوليمة تم إعدادها،

لعلك تسمع الضجيج المرح».

****

يمسكه بيده الناحلة؛

قائلاً له: «كانت هناك سفينة»

«دعني ولا تمسكني أيها الشيخ الأخرق»

بسرعة يسحب يده.

*****

يظل ممسكاً به بنظرة عينيه اللامعة -

وقف ضيف حفلة الزفاف ساكناً بلا حراك،

وأصغى كطفل في الثالثة من عمره؛

كذلك شاءت إرادة البحار.

****

جلس ضيف حفل الزفاف على صخرة؛

لم يكن بوسعه سوى الإنصات؛

وهكذا تحدث الرجل العجوز،

البحار ذو العينين اللامعة.

***

«ودعت السفينة بالهتاف، وأخلى الميناء

ومررنا والسرور يغمرنا

أسفل الكنيسة، وأسفل التل

وأسفل أعلى المنار.

***

بزغت الشمس من الجهة اليسرى،

ومن جهة البحر أشرقت -

وأضاءت براقة، ومن الجهة اليمنى

غربت هابطة إلى البحر.

****

«وفي كل يوم يرتفع أعلى

حتى تصل عند الظهير إلى ما فوق الصارية»

وهنا ضرب ضيف حفل الزفاف على صدره،

لأنه سمع صوت موسيقى المزمار الصاخبة.

***

فالعروس مشت داخل القاعة،

وكانت محمرة كالوردة؛

وأمامها يسير المنشدون

وهم يؤمنون برؤوسهم بمرح.

****

ويضرب ضيف حفل الزفاف صدره،

مع ذلك لا يملك سوى الإصغاء؛

وهكذا مضى الرجل العجوز متحدثاً،

البحار ذو العينين البراقتين.

****

وهبت علينا الآن ريح عاصفة،

وكانت عاتية وشديدة.

وضربتنا بأجنحتها المستبدة،

ودفعتنا معها إلى الجنوب.

ومع الصواري المائلة والمقدمة المغمورة،

وكمن يمضي بالصراخ واللطمات

لايزال يقتفي ظل عدوه،

وإلى الأمام يحني رأسه،

أبحرت السفينة، وزمجرت العاصفة بشدة،

وإلى الجنوب دائما كنا نطير معها.

والآن قدم الضباب والثلج معاً

واشتد بنا البرد العجيب؛

وإذا الجليد بارتفاع الصواري يطفو،

في اخضرار كالزمرد.

العدد 3857 - الجمعة 29 مارس 2013م الموافق 17 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً