أكثر التصريحات التي نسمعها من المسئولين الرياضيين الخليجيين حينما تُقام أي بطولة خليجية ان الهدف الأكبر لهذه البطولات هو التجمع بين أبناء الخليج الواحد، وزيادة أواصر المحبة والود فيما بينهم، بعيداً عن أمور المنافسة، وصحيح أن كل فريق يُشارك يهدف للبطولة ولكن التجمع هو الهدف الأكبر.

بالطبع مثل هذه الأحاديث بتنا نسمعها كثيراً وباستمرار بكل محفل خليجي، ولكن هذا الكلام لابد أن يتم تطبيقه على أرض الواقع فعلياً من قبل الجميع بلا استثناء، وألا يكون مجرد حديثاً روتينياً مُركباً يُقال في كل بطولة من باب (المجاملات والمحاباة) فقط، ولا نريد أن نجمع الكل في مثل هذه التصرفات، ولكن ما نراه أن مثل هذه الأمور باتت تتكرر في أكثر من محفل وأكثر من تجمع، وكنا خلال الأسبوع الماضي على موعد مع حدثين خليجيين هما بطولة الأندية الأبطال لكرة اليد في البحرين وبطولة الأندية الخليجية للكرة الطائرة في العين، وكنا سعيدين للغاية بإقامة هذين التجمعين، لكن للأسف هنالك من يقدم الأمور التنافسية (الخاطئة) قبل الأهداف الأسمى لمثل هذه البطولات.

ففي بطولة كرة اليد كانت بداية الدور التمهيدي على وقع (هوشة) بين مضر السعودي والسد القطري، وليس جميع اللاعبين طبعاً، ولم ينته الدور التمهيدي إلا على وقع (فضيحة وفشيلة) ومعركة طاحنة بين أكثر من 4 لاعبين كويتيين ضد لاعبين اثنين من الريان في مشهد (مؤسف ومُخجل) وهو أقرب إلى مشاهد (المصارعة)، وفي بعض اللحظات تخيلنا أن جون سينا وأندر تيكر تواجدا في البحرين كضيوف شرف على بطولة الخليج لكرة اليد!.

الأمر الثاني المُخجل الذي لا يمكن (ترقيعه) بأي حالٍ من الأحوال وهو اعتذار نادي العين الإماراتي عن استضافة البطولة الخليجية للكرة الطائرة في يوم انطلاقتها وفي ظل تواجد الفرق الثمانية في العين، بل والأدهى من ذلك توجه فريق المحرق البحريني للصالة لخوض لقائه الأول أمام كاظمة الكويتي ليتفاجأ بإلغاء البطولة، والسبب في ذلك إصرار نادي العين ومواطنه الشباب على مخالفة اللوائح المتعلقة بتسجيل اللاعبين، فأين الكلام المعسول الذي قيل في البداية (مرحباً بالأشقاء الخليجيين)، (خليجنا واحد)، (أنتم بين أهلكم)، فهل إذا كانت الفرق الخليجية بين أهلها في العين أن يتم تقديم الأهل على الضيوف ويتم تقديم المصلحة الخاصة على العامة! وهل هنالك تسمية أخرى غير (طرد) الضيوف عندما تم إلغاء البطولة لسبب (تافه)؟.

في طريق عودتي من دبي فجر الأربعاء، وعندما كنت أتصفح الملحق الرياضي لجريدة الاتحاد الإماراتية صعقني خبر مفاده أن العين يُطالب بمحاسبة المتسبب من الاتحاد الإماراتي للكرة الطائرة الذي أفشى الأسرار للفرق المُنافسة فيما يتعلق بمخالفة نادي العين للوائح، وبالطبع هذا اعتراف صريح بأن العين (مُخالف)، وهو في الوقت نفسه يريد من الأندية الخليجية السكوت عن حقها.

ولكن كل هذا لا يمنعنا من الإشادة بكل الرياضيين الخليجيين الذين يسعون دائماً لإقامة واستمرارية هذه البطولات وفق اطر التعاون والمحبة والمنافسة الرياضية (الشريفة)، ونقول للآخرين كفاكم بهرجات!.