ستكون احتياجات العالم من الطاقة أكبر بنحو 60 في المئة العام 2030 مما هي عليه الآن. وستزداد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالنسبة ذاتها تقريباً. وقد شكل الوقود الأحفوري العام 2009 ما نسبته81 في المئة من إجمالي إمدادات الطاقة الأولية العالمية، التي تضاعفت بين 1971 و2009. ويؤدي تنامي الطلب العالمي على الوقود الأحفوري دوراً رئيسيّاً في ازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
والواقع أن الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الطاقة واستهلاكها تمثل نحو 65 في المئة من الانبعاثات العالمية.
ولتحقيق التخفيضات الكربونيـة التي يعتقد العلماء أنها مطلوبة بحلول العام 2020؛ تقول وكالة الطاقـة الدولية إن العالم يجب أن يـولِّد 28 في المئة من كهربائه من مصادر متجددة، و47 في المئة بحلول العام 2035. لكن الطاقات المتجددة لا تشكـل اليوم إلا 16 في المئة من إمدادات الكهرباء العالمية.
شهدت السنوات الست الأخيرة نموّاً ملحوظاً في نشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة حول العالم، حتى أثناء فترة الركود الاقتصادي. ونما الاستثمار في الطاقة بنسبة ضخمة بلغت 630 في المئة بين العامين 2004 و2010. وفي العام 2011، على رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي، بلغ الاستثمار في الطاقة المتجددة 257 مليار دولار. وشهد قطاع الطاقة الشمسية النمو الأقوى، عززه انخفاض الأسعار والدعم الحكومي. فقد انخفض سعر الوحدات الفوتوفولطية بنحو 50 في المئة خلال العام 2011، وهو حاليّاً أدنى 75 في المئة مما كان قبل ثلاث سنوات.
لا بد أن توماس إديسون يبتسم الآن من عليائه. فقبل 81 عاماً، العام 1931، التقى إديسون هنري فورد الذي اخترع السيارة العاملة بالبنزين، وقال له: «لو كان لي مال لكرسته للشمس والطاقة الشمسية. يا لها من مصدر للطاقة. آمل ألا ننتظر حتى ينضب النفط قبل أن نفعل ذلك».
من جهة أخرى، قفزت طاقة الرياح، التي تتصدر المصادر المتجددة الأخرى، إلى رقم قياسي جديد العام 2011، ويستخدمها الآن ما يزيد على 80 بلداً.
ومثلما تغيرت اقتصادات الاتصالات والمعلومات بما لا يضاهى خلال العقدين الماضيين، سيتغير اقتصاد الطاقة كذلك خلال العقد المقبل أو العقدين المقبلين.
الاتجاهات الأخيرة في شيوع الهواتف الخليوية تعطي فكرة عن سرعة انتشار التكنولـوجيات الحديثـة. ففي نهاية 2010، كان هناك 5.3 مليارات اشتراك في الخطوط الخليوية حول العالم، بما في ذلك 4 مليارات اشتراك في البلدان النامية (بالمقارنة مع مليون وحدة العام 1986 و961 مليوناً العام 2001). ويقول رئيس معهد سياسة الأرض لستر براون، إنه بعدما وصلت مبيعات الهواتف الى مليون العام 1986، تضاعفت كل سنتين خلال السنوات الخمس عشرة التالية.
ونشهد الآن نموّاً مماثـلاً في أرقام تكنولوجيات الطاقة المتجددة . فتركيبـات الخلايا الشمسيـة تتضاعف كل سنتـين، والنمو السنوي لقـدرة طاقـة الـرياح ليـس بعيداً عن ذلك.
نعم، هناك عوائق كثيرة أمام تنامي الطاقة المتجددة، لكن ذلك يجب ألا يثنينا عن طموحاتنا. ومثلما كتب هنري ديفيد ثورو، «إذا بنيت قلاعاً في الهواء، لا تدع جهدك يذهب هباء، ضع الآن أساسات تحتها».
العدد 3856 - الخميس 28 مارس 2013م الموافق 16 جمادى الأولى 1434هـ