العدد 1546 - الأربعاء 29 نوفمبر 2006م الموافق 08 ذي القعدة 1427هـ

تجربتي البلدية... وقرار الترشيح

ربما كنت كغيري ممن لم يكن ينوي ترشيح نفسه في بداية الأمر، ذلك لأن قرار الترشيح ليس أمراً سهلاً على الفرد، إذ تحكمه عوامل واعتبارات عدة يصعب التكهن بها ابتداء. وهو ما يؤكد الحاجة الماسة لدراسة ومراجعة قرار من هذا النوع من حين لآخر حتى اللحظة التي لا يمكن التراجع عنها.

كان نتيجة هذه الحال إرباكاً حقيقياً في وسطي الاجتماعي، إذ صرحت بعدم عزمي الترشّح العام 2002 للمجلس البلدي لعدد ممن تربطني بهم علاقات وثيقة، وقد رتب عليها البعض فأعلن ترشحه حينها، ولكنه تفاجأ بعد ذلك بقراري، فلماذا حصل هذا التغيير؟ وما هي دوافعه؟

لم أكن حديث العهد بالعمل الاجتماعي التطوعي ومتابعة قضايا المنطقة مع المؤسسات الأهلية، فقد لبثت معهم عشرين عاماً نحمل هذا العبء ونتشارك في توجيهه ودفعه من خلال القنوات المتاحة، وبالتالي فإن استعظام المسئولية نتيجة الإدراك بما تضيفه من ضغوط وتأثيرات سلبية على ارتباطاتي الاجتماعية والأسرية، فكنت أرى إمكان الاستمرار على هذا المنوال والتعاون مع من يتصدى لها رسمياً في المجلس البلدي، بالإضافة إلى كون التجربة مازالت وليدة وغير واضحة المعالم، وصلاحياتها محدودة، بينما تطلعات واحتياجات الناس كثيرة، فضلاً عن استقراري الوظيفي وقابلية الترقي مفتوحة. فكانت تلك أبرز الأسباب في عدم الرغبة في الترشّح.

وعلى الاتجاه الآخر دأبت جمعية «الوفاق» على تشكيل مجموعات عمل في المناطق التي تتمثل فيها قواعدها ولها التأثير فيها بغية البحث عن عناصر جيدة لكتلتها في المجلس البلدي بعد قرار المشاركة آنذاك. وكنت أحد عناصر المجموعة في دائرتنا، وكانت الفترة بين الإعلان عن المشاركة والانتخابات قصيرة لا تتسع إلى مزيد من المشاورات والنقاشات، وخصوصاً أن التجربة جديدة على مناطقنا. لقد قامت المجموعة المذكورة بعملية مسح وتقييم لوضع الدائرة والأسماء التي طرحت نفسها للترشيح وكان لها احترامها، إلاّ أنها لم تنل قبول غالبية الشرائح الاجتماعية من جهة، والرؤية التي تنشدها «الوفاق» من جهة أخرى، ما دعا للبحث عن شخصية تملك حداً معقولاً من القبول المناسب، وينسجم مع ما تطمح الجمعية إليه. وتم الحديث مع بعض الشخصيات التي يمكن أن تصدق عليها الرؤية، فكان الاعتذار هو الجواب. وضاق الأمر واستوجب الحسم، ما دفع عدداً من أعضاء المجموعة المعنية إلى اقتراح اسمي والطلب مني الرد، وإزاء هذا المشهد كان لابد من قرار نهائي مني لإقفال الملف. وكانت نظرتي المتواضعة وعلى رغم الأسباب السابقة ترى أني الشخص المناسب في تلك المرحلة التأسيسية مع وجود أكفاء آخرين في الدائرة، وهذا الإشكال هو من عوامل التبكير في الإعلان عن عدم الرغبة في مواصلة الدورة التالية?

العدد 1546 - الأربعاء 29 نوفمبر 2006م الموافق 08 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً