كيف لنا أن نعبر عما حدث من فشل المرأة وللمرة الثانية في الانتخابات؟ هل يكفي الغضب وحده! إن التعبير عن ما نشعر به نحن النساء من غبن وتجنٍ لا تكفيه كلمات الزعل في الدنيا كلها... وإذ كنت أعبر عن غضبي مع شخصية كنت أعتبرها على درجة عالية من التقدم والتحرر ذاكرة لها أن فاجعة عدم النجاح مؤلمة لدرجة كبيرة وفوجئت بإجابة سمجة، وفيها الكثير من الاستهتار المقيت وبطريقة تدل على التشفي قائلة: النساء هن المسئولات بسبب عدم مساندتهن للمرأة بالدرجة الكافية! وصدمت من تلك الإجابة التافهة وهي تصدر بكل بلاهة عن مفكر (كما يقولون عنه) فما بالك بغير المتعلمين، كيف سيحللون مثل هذا الخبر... يا ويل النساء! فهن المتهمات دوماً وأبداً!
وإذا ما تغاضينا عن نزاهة الانتخابات! ووضع أصوات غير مؤهلة في الساعات الأخيرة في الصناديق لترجيح كفة الميزان لمن هم في الأوليات للحصول على الأصوات لصالح جهات معينة... وحرمان امرأة مثل منيرة فخرو، التي هي تضاهي أعتى الرجال تفكيراً وحكمة وثقافة، من المشاركة البرلمانية... هي كلها دلائل على تخلف بعض مظاهر المجتمع الذكوري.
إن المرأة ليست ضد المرأة كما يعتقد الكثيرون وان أمية الذكور تأتي من أمية هذا الشعب إذا ما أدركنا تأخر المرأة في التعلم بعشرات السنين في الرجل... وحرمانها من حقوقها كلها بضغوط واحتقار وفهلوة! من لاتزل حتى يومنا هذا مسيرة ومقيدة فكراً وقالباً في الشريحة الغالبة من المجتمع وبأمر من الرجل. إن هيمنة الرجل وسيطرته على القوانين كانت معها معاناة المرأة ولأجيال طويلة مضت وآتية، وقانون الأحوال الشخصية الذي لم يبت إلى الآن في أمره على رغم محاولة تطبيقه لما يزيد على الـ 30 عاماً، وتأجيله والمراوغة من المسئولين!
إن ضعف المرأة في الانتخابات هو جزء لا يتجزأ من قسوة الرجل وظلمه وسيطرته التامة عليها. فهي أبداً لن تحصل على حريتها أو حقوقها دونما مساندته. إن نظام الكوتا كان من الواجب تحقيقه وكان على الرجال الفطاحل أن يكونوا كريمي النفس ومساندتها بأن يتحدد لها ولو نسبة 20 في المئة إجبارياً كما في الدول الأخرى العربية والإسلامية! من اريتيريا وعمان والمغرب العربي. إن الرجل الذي يتمتع بحقوقه الاجتماعية كافة ومعظم السياسية ويغوص في ملذات الحياة رامياً لها بالفتات من المكتسبات التي لا تسمن من جوع! لابد من تغيير هذه الأنانية وإذ إن إعادة الانتخابات مع إعطائها نسبة الكوتا مستحيلة إلا أننا قد نحلم مثلاً وبحركة «جدعنه» بتعيين المديرات من النساء مثل منيرة فخرو في مجلس الشورى لتعديل بعض من الرموز السياسية، وهي من الأعلام الواضحة في تاريخ البحرين الحديث وغيرها من المثقفات. فهل يتحقق الحلم أم سنبقى متجمدين في كابوس الظلم والتفرقة والجهل والتأخر... وسيطرة الرجل على ذلك المخلوق الجميل والمهضوم الحقوق منذ أزمنة بعيدة؟?
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1546 - الأربعاء 29 نوفمبر 2006م الموافق 08 ذي القعدة 1427هـ