شركة البحرين للإنتاج السينمائي تستحق كل تقدير واحترام؛ لجرأتها وإقدامها على تمويل وإنتاج الفيلم البحريني «حكاية بحرينية»، المعروض حالياً في صالات السينما، والذي يعتبر نقلةً نوعيةً في تاريخ السينما البحرينية من حيث الإنتاج والإخراج والسيناريو، ومن حيث إنه يتناول فترةً تاريخيةً مهمةً من بلادنا (نهاية الستينات) وكيف كانت فئات المجتمع البحريني تتفاعل مع قضاياها الخاصة والعامة.
الفيلم سيشارك في مهرجان دبي السينمائي الأسبوع المقبل، ومن هناك سينتقل إلى صالات خليجية وعربية، وبإذن الله سيصل إلى صالات العرض العالمية، وبذلك يوصل اسم البحرين إلى آفاق بعيدة، ويوضح أن الإبداعات البحرينية تنطلق في مرحلة الانفتاح السياسي بمختلف جوانبه. فالفيلم كُتِبَت قصته في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ولكن كان عليه الانتظار نحو عشر سنوات لكي ينتج؛ لأن محتواه لم يكن سينطلق في فترة سابقة. فمثل هذا الفيلم كان بحاجة إلى انفتاح سياسي ومستثمرين يحبون البحرين وعلى استعداد للمخاطرة برؤوس أموالهم في مشروعات غير تقليدية.
الفيلم مَعلَم سيحدد مدى نمو صناعة إنتاج الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية والثقافية في البحرين خلال الفترة المقبلة، وفي حال استمرت هذه الأعمال فإن المبدعين البحرينيين سيكون لهم مجالٌ خصبٌ للبروز من خلال سوق ذات مردود مجزٍ للمستثمرين، وخصوصاً أن إرثنا التاريخي والسياسي والاجتماعي والثقافي ضخم وثري ويمكّننا من تقديم أفضل الحوارات والقصص المؤثرة التي تجتذب الجمهور وتستطيع خلق رأي عام يبني الأوطان وينقل صورة الإنسان البحريني كفاعل على مدى التاريخ في الخليج.
المستثمرون في الفيلم يقودون أنشطةً تتعلق بالإعلان والإعلام والعلاقات العامة، وجرأتهم على الدخول في عالم السينما، إنما تؤكد أن هذا المجال واعدٌ على المدى المتوسط والمدى البعيد، ويمثل بوابةً اقتصاديةً جديدةً بحيث يمكننا أن نتحدث مستقبلاً عن أرباح الشركات المنتجة للأفلام والبرامج.
إن أملنا في أن تدعم الدولة هذا القطاع وتسهل عليه تحقيق جدواه الاقتصادية وانتشاره محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهذا بحد ذاته يدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية للبحرين، التي نأمل في أن تشتمل على تنمية قطاع ثقافي وصناعي يسهم في رفع مستوى الأداء الاقتصادي للبلاد، وخصوصاً أن لدينا في البحرين الكثير من المبدعين ممن انتقلوا إلى خارج البحرين، ويمكن أن يسهموا في تنشيط هذا القطاع لو فُسِح لهم المجال، ويمكن الاستفادة مباشرة من خبراتهم المتراكمة. تحية لكل من أسهم في انطلاق هذا الفيلم، ونتمنى منهم الاستمرار في تقديم المزيد من الأعمال النوعية?
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1546 - الأربعاء 29 نوفمبر 2006م الموافق 08 ذي القعدة 1427هـ