لم تفز المرأة إذاً في هذه التجربة من الانتخابات أيضاًَ، لكنها لم تكن مفاجأة كبيرة، فبدراسة متأنية وواقعية و «غير طموحة» لغالبية الدوائر قبل الانتخابات يمكن التوصل إلى هذه النتيجة بسهولة. لا علاقة لوعي الناخب أو إيمانه بالمرأة بالموضوع، فمعطيات الشارع السياسي تفرض «استحالة» فوز المرأة في بعض الدوائر، ليس لأنها «امرأة»، ولكن لاعتبارات أخرى تتعلق بالتيارات المسيطرة في الدائرة، التي سقط قبالها رجال أيضاً.
سنعود مرة أخرى للوم وعي الناخب، وعدم إيمانه بالمرأة، وكون المرأة عدواً للمرأة، وغيرها من الكليشيهات المكررة كثيراً، ونعتبرها أمراً واقعاً، من دون أن ندرس المترشحات، وظروف دوائرهن. بغض النظر عن كون المترشحات «نساء» فإن العامل المشترك بين غالبيتهن هو نزولهن «مستقلات»، وهي نقطة لفتنا النظر إليها كثيراً، وأثبتت التجربة أن حظوظ المستقلين لم تكن كبيرة، رجالاً ونساء، فالفوز كان للتيارات وليس للأشخاص، وكان واضحاً وقوف الناخبين مع التيارات الإسلامية تحديداً، وإسقاطهم الباقين «إجمالاً» من المستقلين والمستقلات. وحدها خسارة منيرة فخرو، كانت غير متوقعة، أو على الأقل كانت الأكثر لوعة وحزناً في أوساط «مؤيدي المرأة»، أو مؤيدي «التيار» لأنها كانت أقرب للفوز؛ ولأن التوقع كان كبيراً لوصولها للدور الثاني لولا إضافة الأصوات من المراكز العامة. منيرة ستتقدم مع جمعيتها «وعد» بطعن في نتائج الانتخابات في دائرتها، والذي ستتكشف نتائجه قريباًًًًً?
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ