العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ

روعة قطر وخراب البحرين

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

مع التطور الكبير الذي تعيشه الرياضة القطرية هذه الأيام قبيل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الآسيوية، تسكن حالة من الإحباط «المعشعش» نفوس البحرينيين وهي تنظر لمنشآتها الرياضية وهي في حال يرثى لها، وإن الأمطار التي يعرف عنها أنها « أمطار الخير» أصبحت في مفهوم الرياضة البحرينية « نقمة» ،لأنها بكل بساطة أمست تكشف الأخطاء والنواقص التي تعيشها رياضتنا في منشآتها.

ونحن ننظر بعين التعجب من روعة إستاد خليفة الدولي الذي سيكون على موعد مع الافتتاح المتوقع له أن يكون مفاجأة كما هي الدورة « المفاجأة»، وإلى صالات الفعاليات الأخرى وخصوصا في أكاديمية أسباير، وما تحمله مع عجائب أبهرت الجميع قبل أن تكتمل صورة المنشآت الأخرى، وننظر من جهة أخرى إلى الإستاد الوطني الذي أصبح عالة على الرياضة البحرينية قبل أن يكون منقذا لها، وإلى صالات أم الحصم التي يعلن المسئولون فيها عن موعد جديد لافتتاحها في كل أسبوع، وإلى صالة الجفير التي شابت وتعدت أيام حياتها الأصلية وأصبحت تتنفس اصطناعياً، وإلى «ملاعب الوحل» التي تملكها غالبية أنديتنا الفقيرة وتحولت إلى برك للسباحة بعد هطول الأمطار.

كيف لنا أن نفهم أن دولة صديقة تملك كل الإمكانات تعمل من خلالها كل العجائب لترفه شعبها من خلال رياضة ناصعة وصحية، وبين دولة أمست ملاعبها غير آمنة وغير صحية وهي التي تملك الإمكانات نفسها إن لم تكن هي الأفضل، هذا السؤال حقيقة سألته أحد المتابعين بشغف للرياضة وتجده في كل محفل، فأجاب «في الحقيقة إن الحكومة القطرية تبذل الكثير لصالح وطنها وتنفق أموالا طائلة لعمل المنشآت والمعسكرات المتنوعة لمنتخباتها وتوفر أفضل البيئات لتحقيق الإنجازات، كما أنها تجنس لاعبين من ذوي الكفاءة وأصحاب الإمكانات العالية التي تخدم الفريق، فيما نحن لا معسكرات فعالة لمنتخباتنا، ولا صرف سليم لأموال الحكومة القليلة أصلا، ولا تجنيس ممنهج ومدروس كي يخدم بالتالي بشكل صحيح».

الكثير كان يضحك عندما شاهد ملعب مركز كرزكان الخاص بنادي التضامن وهو يمتلئ بمياه الأمطار وكأنه بركة للسباحة، ولا أعتقد أن ملعبا للمالكية أو سترة أو قلالي سيكون مختلفا للملاعب الرملية التي تلعب عليها، حتى ملاعب توبلي والاتفاق والنجمة لكرة اليد لم يسلم منها، ما استدعى جميع لجان المسابقات بالاتحاديين لإلغاء مباريات يوم الأحد في دوري شباب اليد وناشئي القدم، وهنا نستذكر كلام المسئول الذي حضر إلى البحرين موفدا من نادي إنتر ميلان الإيطالي وحينها صرح بأنه أعجب بالمنشآت التي تحويها البحرين، وهنا يبدو أنه شاهد ملاعب قطر ثم جاء في نصف ساعة عبر الطائرة واعتقد أنه يشاهد ملاعب البحرين.

هل يعقل أن ملعبا كالاستاد الوطني لن يكون تحت الطلب حينما تتساقط الأمطار عليه، إذا لو افترضنا أننا نعيش في دولة كبريطانيا وتتساقط فيه الأمطار يوميا، فإننا سنؤجل كل المباريات، كذلك فإن مباريات دوري الفئات السنية لكرة القدم ستؤجل تباعا في كل مرة وخصوصا إنها تلعب على ملاعب رملية والتي أصبحت الآن «ملاعب وحلية» ولن ينتهي الدوري في موعده.

لنأتي قليلا لمعرفة أسباب هذه المشكلات جميعها، والحل معروف تماما وهو أن القائمين على تخطيط هذه المنشآت لا ينظرون إلى المستقبل البعيد، ولا يدرسون سلبيات المرحلة الماضية وكيفية تلافيها، بل والإصرار على هذه الأخطاء، والأمثلة واضحة تماما، فمثلا نرى مدينة خليفة الرياضية تبنى على أنقاض ملعب مدينة عيسى القديم غير الصالح أصلا، فرياضتنا دائما متعوّدة على «الترقيع» بمعنى التصليح والترميم فقط، فإذا كان أساس البناء غير سليم، فإن البناء سيكون متهالكا وسيحتاج من جديد للإصلاح والترميم وهذا ما يعني عدم النجاح في بناء أية منشأة ما دامت منشآتنا جاءت بـ «الترقيع»?

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً