العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ

إحداثيات الكتلة الأكبر

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يحق للوفاقيين الاحتفال، يحق لهم ما هو أكثر من ذلك، وحين يضاف لهم مقعدهم «المؤجل»، ومقعد أو مقعدان من مقاعد الحلفاء بعد الدور الثاني فإن للجلسة الأولى وتوزيع المناصب الرئاسية للمجلس ولجانه، حديث آخر.

الوفاقيون أثبتوا يوم السبت أن شارعهم السياسي لايزال مرتبطاً بهم أوثق ارتباط، وأنهم بسبعة عشر نائباً يمثلون الكتلة الأكبر، التي مثلت ثقة الناخبين في دوائر المعارضة المحسومة، والتي سيكون لها أيضاً أن تفرض رؤية جديدة على العمل النيابي في البحرين. المجلس النيابي المقبل سيكون مفصلياً في التجربة الإصلاحية، وعلى السلطة أن تدرك أن «ثلة» لا بأس بها من وزراء اليوم باتت عليها «المغادرة»، فلا مكان للضعفاء أو قليلي الحيلة.

ندرك أن سمو رئيس الوزراء بخبرته قادر على مسايرة هذا الجيل الجديد/ المختلف من النواب، ونثق في أن اختياراته ستكون دقيقة، وأنه قد تحدث مفاجآت، فقد تنال أطراف من المعارضة عضوية مجلس الوزراء (منيرة فخرو، آخرون على شاكلة وزرائنا في السبعينات والثمانينات من النخبة)، شتى الاحتمالات مفتوحة، وجميعنا ينتظر.

في الجهة المقابلة، إذا ما نجح التيار الوطني والديمقراطي في إيصال نائبين من المقاعد الأربعة التي يتنافس فيها (عزيز أبل، عبدالرحمن النعيمي، سامي سيادي، إبراهيم شريف)، فإن لكتلة المعارضة في المجلس النيابي حينها أن تتحالف تحالف «الملوك» مع مستقل واحد، له أن يظفر بمنصب النائب الأول لرئيس المجلس النيابي، وللمعارضة باقي المناصب، وأعتقد أن الإشارات في هذا الصدد تزداد وتيرتها لصالح النائب المستقل عادل العسومي.

تدرك الكتلة الأكبر ضرورة أن يكون بجانبها نائبان على الأقل من التيار الوطني الديمقراطي، فالأمور إن سارت عكس ذلك ستفضي إلى مجلس ثنائي/ طائفي، وستفرض هذه الحال على كتلة الوفاق سعت إلى ذلك أم لم تسعَ، لا فرق. وعليه، يدرك الوفاقيون حساسية الأمر وحِدته، ولعلهم يتجهون في لحظة من اللحظات لإهداء منصب الرئاسة لأحد الفائزين من التيار الوطني الديمقراطي (سني)، وسيكونون بذلك الرابح الأكبر.

يبدو دخول معارضين «سنة» في الدور الثاني من الانتخابات مصلحة استراتيجية للكتلة الأكبر، وعلى النقيض من ذلك، ستسعى جمعية المنبر الإسلامي إلى تعزيز حظوظها في محاصصة «الوفاق» مناصب المجلس العليا على حساب حليفتها/ غريمتها جمعية الأصالة الإسلامية. إن نجاح أي مترشح من التيار الوطني الديمقراطي أيضاً سيعيد الاعتبار لهذا التيار الوطني، الذي قدم للبحرين الكثير من التضحيات والشهداء، والذي لابد أن يكون له صوتٌ مسموعٌ في المجلس النيابي، وسيكون لهذا الصوت أن يكون الضمانة المهمة في وقايتنا من مجلس نيابي طائفي التقسيم والرؤية?

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً