العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ

غربان الموت

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

يبدو أن آخر خطوط المحرمات والممنوعات، في الساحة العراقية، قد بدأت تسقط وتتهاوى، إذا لم تكن قد سقطت فعلا. ويرافق ذلك، في ضوء الفظائع الرهيبة التي شهدتها الأيام الأخيرة، انطباع بل اعتقاد متزايد بأن هستيريا العنف الطائفي - المذهبي، قد فلت من عقاله، وأنه بات من المتعذر لجمه، أو وقفه وقطع دابره، الأمر الذي بدأ يؤسس لنوع من التسليم بالأمر الواقع والخرافات القديمة وهي بأن الغربان تحوم في الأجواء العراقية، ما يعني بأن أرواحا كثيرة ستزهق.

تفجيرات مدينة الصدر المروعة، ومئات الجثث المجهولة التي تظهر في الساحات ومكبات النفايات والمجاري المائية من وقت إلى آخر كلها تعبير عن حال الانهيار الأمني الواسع الذي وصفه وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر بـ «الفوضى العارمة» التي أرادتها الإدارة الأميركية «فوضى خلاقة» تعيد رسم المنطقة على هواها وخدمة مصالحها، لكن الرياح لا تأتي عادة بما تشتهي السفن.

وها نحن أمام حمام دم جديد، يشرع أبوابا واسعة على كل الاحتمالات في ظل تعطل مشروع المصالحة الوطنية، وعجز الحكومة العراقية عن التعامل مع الملف الأمني.

نعم، هناك أكثر من يد تلعب في الساحة العراقية وأولها يد الاحتلال والأطراف المستفيدة من استمرار وقوع العراق تحت سيف عدم الاستقرار، والغرق في دوامة العنف، لكن غراب القتل الأسود الذي ينعق في الأفق العراقي، لا يجب أن يتحول إلى قدر أبدي لا يمكن الفكاك منه. فمع اقتراب الاحتلال من اختتام عامه الرابع، يفرض المشهد العراقي الحالي مسارعة جميع الفرقاء العراقيين إلى وقف نزيف الدم، والاحتكام إلى ما يجمع وهو كثير إذا تم النظر إليه بعيون لا تطلب الثأر، أو الاستحواذ على كل أوراق اللعبة من دون وضع الآخرين في الاعتبار. كل ذلك يأتي خوفا من أن نغمض أعيننا يوما ونصحو على كومة رماد تسمى العراق?

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً