الاتحاد البحريني لكرة القدم يعتزم جلب نادي إنتر ميلان الإيطالي العريق إلى البحرين للعب مباراة ودية مع المنتخب الوطني الأول احتفالا بمرور 50 عاما على تأسيس الاتحاد.

هذه المبادرة وعلى رغم أهميتها الإعلامية ودورها في إضافة عنصر جديد إلى الكرة المحلية إلى جانب إتاحة الفرصة للجماهير البحرينية لمشاهدة نجوم عالميين على الطبيعة وعلى أرض البحرين فإنها في اعتقادي لم تكن في وقتها المناسب.

كان الأحرى بالاتحاد وهو يحتفل بمرور 50 عاما على تأسيسه أن يقيم مهرجانا أو احتفالا من نوع آخر، فمثلا كان من الأجدى الاحتفال بالقضاء على الملاعب الرملية لدى الأندية وإعلان العام 2007 عام الملاعب المزروعة، أو الاحتفال بتطبيق النظام الاحترافي للاعبين، أو الاحتفال بافتتاح أكاديميات متخصصة لتدريب اللاعبين الصغار!

مثل هذه الأمور لو كانت موجودة كان من الأحرى الاحتفال بها للتدليل على تغير الوضع الكروي في البحرين بعد 50 عاما من تأسيس الاتحاد.

إذا كان حال منشآتنا الرياضية بعد 50 عاما ما شاهدناه في مباراة الرفاع والحالة الأخيرة على ملعب النادي الأهلي، أو ما رأيناه أمس الأول من تأجيل لمباريات الدوري بسبب الأمطار، فما جدوى جلب إنتر ميلان إلى البحرين!

المبالغ التي ستصرف على جلب مثل هذا النادي العريق للعب مباراة استعراضية من الأجدى استثمارها في أماكن أخرى تتعلق بالملاعب والمنشآت أو حتى العقول.

الاتحاد القطري لكرة القدم جلب مستشاراً ألمانياً على مستوى عال في الاتحاد مهمته وضع الخطط والبرامج للارتقاء بالكرة القطرية، وهذا ما بدأنا بتلمسه حاليا في الأندية والمنتخبات القطرية.

كان من الأجدى باتحادنا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسه التعاقد مع مستشار كروي عالمي لتكليفه بمهمة وضع الخطط الكفيلة بتطوير الكرة البحرينية والدوري المحلي إلى جانب تقديمه للاستشارات الفنية والإدارية.

الإداريون البحرينيون وعلى رغم كفاءتهم فإنهم بحاجة إلى اكتساب خبرات عالمية من خلال التعامل مع مثل هؤلاء المستشارين المتخصصين القادرين على نقل الفكر الكروي العالمي إلى ملاعبنا المحلية.

سوء التنظيم وخلل البرمجة في المسابقات بالإمكان التغلب عليه بالاستفادة من الخبرات العالمية.

مرور 50 عاما من عمر الاتحاد كان يتطلب فعلا احتفالية كبيرة تعرض من خلالها النهضة الكروية الشاملة التي كان من المفترض حصولها على جميع المستويات، إلا أن الاتحاد فضل الاحتفال الإعلامي على طريقته الخاصة، ولكن ما نتمناه ألا نحتفل بعد مرور 100 عام إن شاء الله بجلب إنتر ميلان أيضا?