كثيرة هي الطرائف التي حدثت يوم الانتخابات النيابية والبلدية، ففي الدائرة السابعة من محافظة العاصمة لم تصدق إحدى الناخبات نفسها حين أخبرها الجهاز بأنها توفيت منذ سنين! وكان كل ما فعلته أن قالت: «الحمد لله والشكر، يعني بطلع من قبري عشان أنتخب! خلني أروح أطبخ لأولادي أحسن من القعدة وياكم، ويش قالوا... ماتت!».
ولم تكن هذه الطرفة الأولى ولا الأخيرة، ففي الدائرة التاسعة من المحافظة الوسطى، دخل أحد الناخبين إلى قاعة الاقتراع، وجهه يدل على أنه من الجالية الآسيوية، وربما - نقول ربما ليس إلاّ - يكون من حديثي العهد بالجواز البحريني على أية حال. دخل والتوتر واضح على ملامح وجهه، وحين قبله الجهاز أخذ ورقتي النيابي والبلدي ودخل إلى غرفة التصويت. نظر إلى ورقة البلدي ووضع علامة على المرشح المطلوب، ولكن حين وقع نظره على المرشح النيابي عادت له الحيرة، وأخذ يلتفت يميناً وشمالاً، وحينها انتبه له أحد المنظمين وسأله عن سبب التوتر، وقال بصوت خافت: «ما يعرف وجه مرشح نيابي، يمكن نسيته»! لم يتمالك صاحبنا نفسه وطلب من «البحريني» العودة واختيار أي مرشح نيابي، وعاد فعلاً ولكنه رمق منصة المرشحين، ولما تأكّد أن صاحبه غير موجود ولم يتذكر الصورة وضع علامة على أحد المرشحين وخرج هارباً بسرعة من القاعة!
وفي الدائرة السابعة من المحافظة الوسطى، تفاجأ أحد المواطنين بمنعه من التصويت على رغم أنه تأكد من بياناته حسبما يقول، وأكد أنه لم يتورط في أية قضية، وما زاد من مفاجأته أن الجهاز قبل زوجته الآسيوية البحرينية، وهو الآن يفكر جدياً في الذهاب إلى بلاد زوجته ليأخذ جنسية مزدوجة ويشارك في الانتخابات هناك بعد أن مُنع من ممارسة حقه في انتخابات البحرين.
وفي إحدى دوائر الشمالية، يقال إن أحد المسنين تسلم ورقتي النيابي والبلدي وذهب إلى المنظمين وسألهم: أي مرشح أختار؟ فطلبوا منه أن يرجع ويختار أي واحد من المرشحين، وحين خرج من المركز الانتخابي أكد أنه وضع الورقتين خاليتين... فالمهم أن جوازه ختم بختم التصويت! ولا نعلم ما قصة مقطع الفيديو الذي انتشر في الهواتف، ويظهر المقطع طفلاً صغيراً وقد ختم جوازه بختم الانتخابات، ومهما كانت حقيقة هذا المشهد فإنه يثير أسئلة عدة، عن إمكان حدوث بعض التجاوزات في بعض مراكز الانتخابات.
عموماً، يبدو أن خريطة المجلس المقبل قد ارتسمت معالمها بعض الشيء، وستكتمل باكتمال ما تبقى من نوابٍ يوم السبت المقبل، ومهما كانت الأسماء التي ستنضم إلى ركب النواب فإن المجلس سيكون حامي الوطيس، وكل الآمال معلقة على تغيير نهج المجلس، ولا شك أن المعارضة التي دخلت بقوة وتنتظر من بقي من ركبها، ستكون رقماً صعباً يُحسب له ألف حساب?
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ