العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ

عازف «روك» مسلم يدعو للتسامح من خلال قرع قوي للطبول

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«لماذا اخترت نغمة عربية؟ لأن المسلمين يعتقدون أنها أغنية إسلامية ولكنها ليست كذلك بل هي أغنية عالمية».

هذا ما قاله داني، صاحب الشعر الطويل والوجه الطفولي ومؤسس فرقة «ديوا»، وهي واحدة من أكثر فرق «الروك أند رول» شعبيةً في إندونيسيا. يقول داني إن الذي يلهم موسيقاه هو معتقده (الصوفيّة)، وهي شكلٌ زاهد ومتسامح من أشكال الإسلام. وعلى رغم مظهره، يختلف داني عن سائر نجوم الروك، فهو يشجّع على الإسلام المعتدل عالياً في دولة تشارك بشكل أساسي وحيوي في الحرب ضد الإرهاب.

ووجدت صعوبة في تدوين كلماته التي لم تكن مسموعة بوضوح بسبب الصوت الصّخب في المكان، وكانت جملة «واهاي جيوا يانغ ينانغ» (أيتها النفس المطمئنة) مطلعاً لأغنية «محاربو الحُب» الأولى في الألبوم ويُسمع معها قرعٌ قوي للطبول. وعنوان الأغنية «لاسكار سينتا» هو لعبٌ على «عسكر الجهاد»، وهي المجموعة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في إندونيسيا. غير أن الأغنية لم تختلف كثيراً عن العظات التي ينشرونها، فيغنّي داني عن الحرية الدينية ويسندها بإشارات قرآنية مفهومة بسهولة من قِبَل جمهور فرقته في إندونيسيا، الدولة المسلمة ذات الكثافة السكانية الأكبر في العالم، وفي ماليزيا المجاورة.

إنّها استراتيجية واعية، لكن الساخطين قد يعتبرونها نوعاً من الحيل الترويجية. ويقول داني إنّه ينقل رسائل التسامح والسلام إلى جانب ألحان الروك الغربية والنغمات الغربية. ويشتري أصحاب التفكير الغربي والمسلمون المتطرّفون ألبوماته، ونأمل أن يتمكَّن من نقل رؤيته المتمثّلة بالتسامح إليهم، فألبومه الجديد يتجه إلى بيع مليون نسخة قانونية في إندونيسيا وحدها، وتشير التقديرات إلى وجود ثلاثة أو أربعة أضعاف ذلك العدد من النسخ المقرصنة. واحتلّت الأغنية الرئيسية من الألبوم الحالي المرتبة الأولى في إندونيسيا لثلاثة أسابيع مطلع العام الجاري، وتخطّط شركة EMI للإنتاج لإصدار نسخة باللغة الإنجليزية من أغاني «ديوا» إلى الأسواق الأجنبية قريباً.

إنَّه عملٌ حاذق ويمكن نشره بسهولة؛ فعندما يصدح المقطع الأخير من أغنية «محاربو الحُب»، يتردَّد في الأغنية صدى الآية القرآنية الآتية: «يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم». وهذه الأغنية لا تعكس ما تتعلّمه جماعات داني الإسلامية الصارمة في المدارس الإسلامية.

داني البالغ من العمر 34 عاماً ليس هو الدّاعية المثالي للإسلام، فقد شارك جدّه في حركة الجماعات الإسلامية لدار السلام التي كان من بين أعضائها القائد الذي خطَّط لتفجيرات بالي قبل بضعة أعوام. كما أنَّ والده كان عضواً بارزاً في منظّمة دعت إلى نشر الفكر المتطرف، أمّا والدته المسيحية السابقة جويس فكان لها تأثير معتدل، إذ تحوَّلت من الكاثوليكية إلى الإسلام عندما تزوّجت.

والتحق داني عندما كان صغيراً بمدرسة أصولية سلفية، تنشر تعاليم صارمة من دين الإسلام؛ كما تسود الصوفية بين مسلمي إندونيسيا، غير أن الرسالة السلفية لم تمكث كثيراً مع داني، فقد ترك المدرسة الثانوية عندما كان مراهقاً وأسَّس فرقة «ديوا»، التي يجمع اسمها أوائل حروف أسماء الأعضاء المؤسسين، فهو يعني «الله» باللغة السنسكريتية. وانتشرت أغنيات الفرقة الآسرة بسرعة في إندونيسيا وأصبح داني نجماً.

غير أنَّ رسالة داني فيها معانٍ كثيرة، فمنذ سقوط نظام سوهارتو الاستبدادي في العام 1998 ومجيء الديمقراطية، ازداد الدعم للأحزاب السياسية الإسلامية المتشددة في إندونيسيا. ومع أنها لا تُدعَم من قِبَل الأكثرية وخصوصاً الجاويين المعتدلين، إلا أن الحوادث الأخيرة - مثل المظاهرات ضدّ الغرب والدعوة إلى فرض الشريعة ومقاضاة رئيس تحرير النسخة الإندونيسية من مجلة «بلاي بوي» - فتشير إلى تسلّل تأثير السلفيين إلى الأرخبيل. كما يشير إلى ذلك أيضاً الانتشار السريع للحجاب في العاصمة (جاكارتا).

ولم يردّ داني من خلال الموسيقى فقط بل أيضاً عبر انضمامه إلى مجموعة صغيرة من المتديّنين المعتدلين الذين يحاولون تعليم مظاهر التسامح في الإسلام. والمخاطر كثيرة بالنسبة إلى هؤلاء، الذين يستخدمون صوتهم كوسيلة، ففي السنة الماضية، بعد أن أصدرت الفرقة ألبومها الذي أظهر كلمة «الله» بالحروف العربية على غلافه، اعتُبِر داني كافراً ومرتداً عن الدين، فنقل زوجته وأولاده الثلاثة للإقامة في فندق خوفَاً على سلامتهم. ولم يشعر بالأمان لكي يعيدهم إلى المنزل إلاّ عندما عقد فيه زعيم إسلامي مؤتمراً صحافياً أيَّد فيه مغنّي الروك.

ماري كيسل

كاتبة بصحيفة «وول ستريت?

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً