العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ

استنكار عام لمظاهر العنف والعنصرية في ملاعب كرة القدم الفرنسية

بعد حادثة مشجع باريس سان جيرمان

مازالت قضية العنف في الملاعب الرياضية تثير المشاعر وردود الفعل في فرنسا منذ الحادث الأخير الذي شهد إطلاق أحد رجال الشرطة النار على مشجعي نادي «باريس سان جيرمان» لكرة القدم مما أسفر عن مصرع احدهما وإصابة آخر.

وكان الحادث وقع عندما تعرض رجل الشرطة الأسمر الذي كان يرتدى زيا مدنيا للضرب والركل ولألفاظ سباب هو وأحد المشجعين الإسرائيليين خلال محاولة حمايته من اعتداء مشجعي نادي «باريس سان جيرمان».

ووقع الحادث اثر هزيمة النادي الباريسي 4/2 أمام نادي هابوئيل تل ابيب الإسرائيلي في إطار بطولة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وحاصر مشجعو النادي الباريسي رجل الشرطة والمشجع الإسرائيلي ونعتوهما «بالأسود القذر واليهودي القذر» ما اضطر رجل الشرطة للكشف عن هويته ولإلقاء قنبلة مسيلة للدموع على المشجعين.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما استمر المشجعون في اعتدائهم ما أرغم رجل الشرطة على إطلاق رصاص مسدسه بعد أن فقد نظارته الطبية فنفذت في رئة أحد مشجعى الفريق الباريسى وأصابت آخر. قبل أن يلوذ ومعه المشجع الإسرائيلي بمطعم طلبا للنجدة.

ومنذ وقع الحادث وردود الفعل المستنكرة تتوالى من جانب الجميع وخصوصا بعد أن انتهت التحقيقات مع رجل الشرطة إلى انه كان في حال دفاع يائس عن النفس وإخلاء سبيله من دون إيقاف عن العمل.

وعقد وزير الداخلية نيكولا ساركوزي اجتماعا بمقر الوزارة أمس شارك فيه رئيس رابطة كرة القدم للمحترفين، ورئيس نادي باريس سان جيرمان، ورئيس شرطة باريس، ووزير الرياضة.

واتخذت في هذا الاجتماع عدة قرارات مهمه لمنع العنف في الملاعب الفرنسية مع التشديد على ضرورة اتخاذ نادي «باريس سان جيرمان» تدابير خاصة لما عرف عن مشجعيه من اللجوء دوما إلى العنف والانفلات الأمني.

ومن بين الإجراءات الجديدة التي قررها وزير الداخلية في اجتماعه، وضع قائمة إضافية بالمحظورات في الملاعب الرياضية.. مع التشديد على عقد اجتماع قبل كل مباراة بين جمعيات المشجعين وقوات الشرطة. وقصر حجز وبيع التذاكر على الجمعيات الرسمية للمشجعين. مع تشديد العقوبة في حال اللجوء إلى العنف بل وإقامة مباريات بلا جمهور إذا لزم الأمر، وتأتى هذه الإجراءات الجديدة لتضاف إلى إجراءات سابقة نص عليها قانون صدر في يناير/ كانون الثاني العام 2006 بشأن منع أي شخص يشكل تهديدا على الأمن العام من دخول الاستادات الرياضية، وحل أية جمعية مشجعين تضم أعضاء يلجأون إلى العنف.

وصرح فردريك تيرييز رئيس رابطة كرة القدم للمحترفين اثر الاجتماع الذي نظمه وزير الداخلية بأن «الرد الوحيد هو الحزم» مشيرا إلى أن الحوار لازم لكنه يجب أن يصاحبه الحزم...ذلك أن كرة القدم لا ينبغي أن تتحول إلى حرب وإنما إلى حفل... ولا مكان للعنف ومعاداة السامية والعنصرية فيها»

وأكد رئيس نادي باريس سان جيرمان الآن كايزاك أن العنف في الملاعب يمثل «تهديدا على وجود النادي» نفسه، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ تدابير جذرية للقضاء على آفة «العنصرية ومعاداة السامية» في النادي. وقال انه يفضل «المدرجات الخالية» على التنازل عن المبادئ والقيم.

من ناحية أخرى، استمرت ردود الفعل المستنكرة للعنف في الملاعب من جانب الهيئات العامة والأفراد. فقد نددت رابطة حقوق الإنسان في بيان أصدرته بتساهل نادي «باريس سان جيرمان» المتكرر إزاء «مشجعيه العنصريين». واعتبرت النادي مسئولا تماما عن المأساة الأخيرة التي أودت بحياة أحد مشجعي النادي.

وأشار بيان الرابطة إلى مسئولية وزارة الداخلية إلى جانب مسئولية رئيس النادي عن اتخاذ تدابير جادة «لوقف تيار العنف والعنصرية « بين مشجعة النادي. مشيدا بشجاعة رجل الشرطة الذي التزم بضبط النفس ولم يطلق سوى رصاصة واحدة أصابت مشجعا في مقتل ونفذت من جسده لتصيب آخر.

ودعا فيليب فيلييه رئيس الحركة من أجل فرنسا إلى حل الأندية التي تضم مشجعين «من البرابرة» قائلا انه لا يمكن أن نقبل بأن تضم الأندية مشجعين يشكلون عصابات مارقة «. ورأى في الحادث الأخير مؤشرا على «عودة العنف بعد أن اعتقدنا انه انحسر من بلادنا». أما كريستيان استروزى وزير تهيئة الأراضي والقريب إلى نيكولا ساكوزى فقال في حديث نشرته اليوم صحيفة «لوباريزيان» أن وزير الداخلية اتخذ جميع الإجراءات اللازمة، وانه يتعين الآن وضع الثقة في القضاء... مشيرا إلى أن الحوادث الأخيرة لا تعنى تصاعد العنصرية أو معاداة السامية في فرنسا وان كانت «غير مقبولة بالمرة». وأضاف ايستروزى انه منذ العام 2002 ونيكولا ساركوزى يغلظ العقوبة على مرتكبي الأعمال العنصرية والمعادية للسامية.

وطالبت حركة مكافحة العنصرية من أجل الصداقة بين الشعوب «المراب» باتخاذ إجراءات ضد الأندية الرياضية التي يبدر عن مشجعيها تصرفات عنصرية... وأوصت بشكل خاص بحرمان هذه الأندية من الدعم الذي تتلقاه.

ورأت الحركة المناهضة للعنصرية أن «هذه الدراما تعكس مناخا وإطارا عنصريا في مجال كرة القدم في فرنسا وأوروبا». وطالبت الأندية بضرورة التعبئة ضد هذه «آلافة». كما طالبت بحرمان الأندية من أي «دعم عام تتلقاه إذا ما بدر من مشجعيها مثل هذه التصرفات العنصرية».

ووجهت الحركة نداء رسميا إلى الرعاة من اجل رفض تمويل الأندية المخالفة.

يذكر أن الرئيس جاك شيراك أدان العنف في مجال الرياضة، ووصف ما قام به مشجعو نادي بارى سان جيرمان بأنه «مخز وغير كريم».

بينما دعا دومينيك دو فيليبان رئيس الوزراء إلى اتخاذ «إجراءات جديدة ضد كل من يستخدمون العنف في الملاعب والمحافل الرياضية».

كما نددت سيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي المعارض لانتخابات الرئاسة الفرنسية في عام 2007 بما جرى ووصفت العنف في الرياضة بأنه غير مقبول... منددة بصفة خاصة بالعنصرية ومعادة السامية?

العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً