العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ

النسور والعاصمة اسمان جمعتهما القلعة الأهلاوية الصفراء

صفحة الذكريات مع أول رئيس لفريق النسور

لو رجعنا بصفحة الذكريات إلى مطلع الخمسينات فإنها ستشهد ولادة أكثر من عملاق رياضي بداية بإشهار أول اتحاد رياضي أشرف على ألعاب كرة القدم، السلة، الطائرة واليد.

ومن بين أبرز الولادات قاطبة إشهار فريق النسور الذي بدأ فريقاً صغيراً بضم نخبة من اللاعبين الطلاب الذين يدرسون في مدرسة المنامة الثانوية، ثم أصبح عملاقا يمثل مع فريق المحرق أحد قطبي كرة القدم البحرينية.

محدثنا هو أول رئيس لفريق النسور محمد حمزة يقول: «إننا كنا مجموعة تلعب في فريق النادي الأهلي المهتم بصورة كبيرة بالنواحي الثقافية والفنية والاجتماعية لذلك دفعنا الحماس جميعاً نحو تكوين كيان رياضي خاص يهتم بنا بدرجة كبيرة ويرعى مواهبنا الكروية فاتفقنا جميعا على ذلك».

ولادة النسور

يقول حمزة في إشهار فريق النسور: «بعد أن اتفقنا جميعا على أن يكون لنا كيان رياضي اجتمعنا في مجلس بيتنا الكائن في (فريق الفاضل) واتفقنا على أن أترأس هذا الفريق ويتولى أخي عبدالله حمزة أمانة السر كما أوكلنا إلى سامي تقي الأمانة المالية».

و تابع «ولم يكن الهدف من تكوين الإدارة سوى رعاية فريق كرة القدم وهو الحلم الأكيد - بالنسبة إلينا - آنذاك. وأطلقنا في هذا الاجتماع اسم (النسور) على فريقنا. واستكمالا لهذا الاسم فقد تم اختيار شعار الفريق من 3 نسور متلاصقة مع بعضها بعضا. أما الشعار الحالي الذي يحمله الأهلي فقد صممه أخي عبدالله حينما وضع نسراً كبيراً وتحته اسم الأهلي».

المعاودة مدرباً للفريق

ويقول حمزة: «وحينما بدأ الفريق يكبر تدريجيا ويصبح كياناً كروياً تتابع مبارياته الكثير من الجماهير قررنا أن يكون لنا مدرب يشرف على تدريب الفريق فاخترنا جاسم المعاودة الذي كان يشرف على تدريب غالبية اللاعبين في مدرسة المنامة الثانوية، ونجح هذا المدرب معنا بصورة كبيرة ما دفع إلى تدخل بعض الشخصيات في الضغط على المدرب جاسم المعاودة لكي يدرب فريق المحرق إلى جانب النسور إلا أن المدرب رفض الاستمرار مع المحرق في الموسم التالي وأصبح معنا يمثل علماً من أعلام فريق النسور».

مشكلة الملعب

وأضاف «وكانت أبرز وأهم المشكلات التي واجهتنا في بداية إشهار الفريق - كما يقول حمزة - عدم وجود ملعب يتدرب عليه الفريق وخصوصا أن هناك بعض الشخصيات المعروفة آنذاك لم تكن تؤيد انفصالنا عن الأهلي وتكوين كيان خاص بنا. وبعد البحث الطويل استقر بنا الأمر على اختيار الأرض المقابلة لقصر الشيخ حمد التي تقع خلف مدرسة المنامة الثانوية والتي كانت مجرد ارض رملية زراعية يحاذيها مجرى مائي إلا أن إصرارنا لم يمنعنا من إعدادها بعد أن قمنا بوضع المقاسات وإجراء التخطيط. وحينما تم إعدادها وبدأنا في التدرب عليها اعترضت علينا إحدى الشخصيات المعروفة ولم تنقذنا من ذلك إلا موافقة سكرتير حكومة البحرين آنذاك بلغريف على السماح لنا باستخدام الأرض ملعباً لفريق النسور».

المنافسة على الدوري

ويتذكر أول فريق للنسور حيث شارك الفريق في أول دوري رسمي أقيم موسم 1956 - 1957 بإشراف الاتحاد البحريني ومشاركة فرق: النسور والمحرق والفردوسي وجلوستان والاتفاق والنهضة... وخسرنا أول ألقاب البطولة بقرار جائر من حكم المباراة بفارق نقطة واحدة عن المحرق!

فريق السلام لكرة السلة

وشعرنا بالغبن والظلم من قرار حكم المباراة فاعترضنا ورفضنا هذا التمييز وقررنا الانسحاب من الدوري العام في موسوم 58 - 59 وتشكيل فريق لكرة السلة ولكن خوفاً من عدم موافقة الاتحاد الرياضي الذي كنا على خلاف معه قررنا تسمية الفريق باسم «السلام» إلا أن هذه التسمية سرعان ما اختفت بعد أن عرف الجميع أن هذا الفريق هو فريق النسور. ومنذ ذلك التاريخ كنا من أقوى المنافسين على بطولة كرة القدم وأبطالاً في كرة السلة سنيناً كثيرة.

أول لقاء خارجي

ويتذكر حمزة الكثير في اللقاءات الخارجية التي لعب فيها النسور في السعودية وقطر والبصرة، أما ابرز اللقاءات التي مازالت عالقة في الذاكرة فهي مباراة الفريق مع فريق النهضة السعودي التي أقيمت في الدمام وخصص ريعها لصالح ضحايا الاعتداء الثلاثي على مصر في مدينة بورسعيد. وتمكن النسور من الفوز في هذه المباراة والحصول على درع الجهيني.

الدمج في العاصمة

وحينما كبر فريق النسور وأصبح قلعة صفراء وأصبح له مقر بني بسواعد أبنائه ومساعدة محبيه وجدنا أن هذا المقر أقل بكثير من طموحاتنا كما وجدنا أن إمكاناتنا المادية لا تسعفنا لتنفيذ كل طموحاتنا لذلك قررنا في العام 1982 الاندماج مع النادي الأهلي وتشكيل أول مجلس إدارة كنت أنا أمينه المالي واخترنا اسم «العاصمة» كتسمية للنادي بعد الدمج ولكن بعد مرور فترة وجيزة جاءني نظير الدرازي وقال لي: «لماذا اخترتم اسم العاصمة فاسم الأهلي أفضل؟»، فوافقته في كل ذلك وقمت بتجميع توقيعات أعضاء فريق النسور ونجحنا في تغيير الاسم إلى الأهلي.


مقتطفات من الحوار

ولأن الحديث مع أول رئيس لفريق النسور محمد حمزة طويل ومتشبع واستمر فترة طويلة كان خلالها المتحدث يتذكر حوادث مر عليها أكثر من خمسين عاما، فقد قمنا بتسجيل بعض المقتطفات غير المرتبطة التي فيها محمد حمزة:

* فريق النسور هو من رشح جميل الجشي - رحمه الله - لعضوية مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم بعد عودته من استكمال دراسته في بيروت. واعترض بعض أعضاء الاتحاد على هذا الترشيح خوفا من أن يكون الجشي عضوا في فريق النسور، إذ كان النظام في المسابقة يمنع على الفرد أن يجمع بين عضوية الاتحاد وعضوية في فريق آخر.

ونجحنا في هذا الترشيح إذ أصبح الجشي بعد ذلك من أكفأ الشخصيات الرياضية التي تركت بصمتها على كرة القدم البحرينية والخليجية والآسيوية.

* كنا نستعد لمقابلة فريق الجيش الانجليزي في مباراة ودية كانت ستقام على ملعب فريق النسور إلا أننا فوجئنا بمن أخبرنا قبل المباراة بساعات أن الملعب مملوء بالمياه من دون أن يسقط مطر، وعرفنا بعد ذلك أن إحدى الشخصيات المسئولة في البلدية قامت بفعل ذلك بسبب رفضها انفصالنا عن الأهلي وتلاشينا هذه المشكلة بنقلنا المباراة إلى ملعب آخر.

* في بداية تشكيل فريق النسور لم يكن اللباس الرسمي للفريق يحمل اللونين الأصفر والأسود وهما اللونان الحاليان، فقد لعبنا بأكثر من لون ولكن بعد إحضار المدرب جاسم المعاودة أول بدلة رسمية للنسور من انجلترا حملت اسم الفريق باللغة الانجليزية تم اعتماد الأصفر والأسود للفريق.

* كانت موازنة الفريق تقوم على اشتراكات اللاعبين ومساعدات الكثير من الشخصيات أمثال: علي الوزان وعلي أجور بالإضافة إلى مدخول تنظيمنا «الهوزي هوزي».

* كنت أتولى الإشراف على تدريب الفريق حين سفر المدرب جاسم المعاودة الذي يرافق عمته في سفر طويل يستمر 3 أشهر?

العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً