هذا حديث من القلب متمنياً أن يصل إلى قلب المسئول الأول على القناة الفضائية الرياضية وأن يكون صدره رحباً لما أقوله والنظر بعين الاهتمام والاعتبار لهذه الكلمات البسيطة.
منذ افتتاح القناة الرياضية حتى يومنا لم نلمس أي تطور حقيقي لها لا من الجانب الفني ولا من خلال المادة التي تقدم الى الجماهير والتي عبارة عن مجهودات عشوائية غير مركزة غاب عنها الإبداع والابتكار ما جعل الجماهير تفقد ثقتها فيها من جراء إهمال المسئولين في وزارة الإعلام أو في هيئة الإذاعة والتلفزيون حتى وصلت إلى هذه الحال المؤلمة والمؤسفة.
نحن عندما نطالب بتطوير وتحسين عمل القناة إنما نسعى إلى أن نكون مع الدول المتقدمة في هذا المجال لنفتخر جميعاً عند إخواننا في دول الخليج على أقل تقدير ولا نسوق انتقاداتنا لها جزافاً من دون إثباتات أو أدلة وبراهين، والوضع المعاش يدل على ما نقوله من انتقادات معقولة طلباً في التطوير والتميز.
ان لتأخر قناتنا الحبيبة خلال السنوات الماضية منذ ولادتها حتى يومنا هذا له أسبابه التي أوصلتنا إلى هذه الحال إذ كانت غائبة عن الحدث المحلي عوضاً عن الحدث الخارجي ما جعل شريحة كبيرة من المشاهدين يغضون الطرف عن شاشتهم الفضية وينتقلون لعقولهم وفكرهم وحواسهم إلى القنوات الرياضية الأخرى من دون رجعة الا في حالات اضطرارية ونادرة.
هذا الهروب من قبل الجماهير عن قناتنا الرياضية لها أسبابه وعلينا التوقف عندها بإمعان كي نعرف أسباب عزوف جماهيرنا عن قناتنا المحلية.
وهنا نقترح بأن تقوم هيئة الإذاعة والتلفزيون بعمل استبانة لشريحة واسعة من الجماهير لمعرفة ما تريده من برامج ومعرفة رأيها عن عمل القناة لتصحيح الأخطاء في المرحلة المقبلة حتى نتوصل إلى نقاط التطوير والتغيير والتي تقودنا إلى النجاح.
القناة الرياضية تحتاج إلى غربلة شاملة وتأهيل من جديد في جميع الأمور المتعلقة بالقناة من خلال إيجاد الكوادر البشرية من ذوي الكفاءة العالية والساحة تعج بالكثير من الطاقات الإبداعية في هذا المجال علينا الاستفادة منها وتفجيرها لصالح القناة مع وجود الإمكانات الأساسية من المستلزمات المتطورة والصالحة للعمل والكافية في عملها المتوازن مع الطاقة البشرية.
ولابد أن تكون هناك بلورة متكاملة لخطة عملية وعلمية خلال كذا سنة مثلما ما قامت به زميلتها القناة «الأم» من الاهتمام في التطوير ونحن لا نريد الطفرة المستعجلة التي تربك الوضع ولا نفكر بداية فيما وصل إليه إخواننا في دول الجوار على اقل تقدير وإنما نريد أن نبدأ بخطوات ملموسة تنقلنا أولاً من هذا الوضع المأسوي الذي نحن فيه وعلاج الأخطاء ومعرفة أسباب هذا التدهور ووضع النقاط على الحروف بدراسة علمية هادئة ومركزة.
العنصر البشري مهم جداً أن أردنا ان نسير بخطى ثابتة إلى النجاح بفاعلية، فكلما كان العدد كافياً للعمل كل في مجال تخصصه مع إعطائه الحرية في الإبداع والابتكار بخلق مواد جديدة بأسلوب متطور يرفع عن كاهل القناة التقليد والرقابة الميتة وينقلها إلى الأجواء الصحية في العمل من دون ضغوط تمنعه من مواصلة الجهد الذي بدأه.
ولا يجوز بتاتاً أن نعتمد على عناصر قليلة جداً ونطلب منها أن تسير برامج القناة بصورة أي كلام بإمكانات معدومة الوجود تتعبهم وترهقهم حتى يتعرضوا للمرضى كما حدث للمخرج المخلص الوفي في عمله أحمد عاشور الذي كان يبذل المجهود الفائق لطاقته بعشرات المرات في ظل الوضع المؤلم في قناتنا الرياضية.
وحتى لا يتكرر الحدث نفسه على المسئولين بالقناة أن يزيدوا من عدد الكادر البشري وتوفير المستلزمات الأساسية للعمل لرفع الضغوط النفسية عن هؤلاء المستضعفين بتحملهم المسئولية الكاملة وسط إهمال واضح من المسئولين الكبار في وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون غير عائبين بما يعانيه هؤلاء من التعب والإرهاق والنقد اللاذع الذي يطالهم كل مرة.
لا يجوز بتاتاً أن نقدم أعذارا واهية إلى الجماهير لعدم الإمكان بنقل المباريات لدوري كأس خليفة بن سلمان بسبب انشغال كاميرات النقل في صالة الشباب بالجفير لنقل مباريات البطولة العربية والأخرى للانتخابات، فهذا العذر مخجل جداً وغير مبرر لأن من المفترض أن تكون لقناتنا الرياضية أجهزتها الخاصة بها وأن تكون متوافرة لإقامة أكثر من مباراة في مناطق مختلفة من دون أن يؤثر ذلك على حركة النقل في أي ملعب.
نحن هنا نطالب المسئولين الكبار في وزارة الإعلام التدخل لانقاذ القناة الرياضية باستثمار الموازنة المخصصة للوزارة لتطويرها بالشكل العلمي وتضيف الكفاءات (الرياضية الاكاديمية)وإيجاد الإمكانات الأخرى المتطورة عبر خطة واضحة المعالم وغير ذلك لن نتعب قلوبنا مرة أخرى لا بداء أرائنا من أجل الصالح العام لتطوير هذه القناة وإيصالها إلى الهدف المنشود ولكن ثقتنا بالمسئولين كبيرة في تفهم ما نريده وتريده الجماهير لتكون قناتنا علامة بارزة بين دول مجلس التعاون بإذن الله حينها لن نطوي الصحف ولن يجف مداد القلم لكلمات الإشادة والإطراء بشجاعة وقوة بأس?
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ