إن الأجواء المشحونة التي عايشها البحرينيون منذ أمس الأول حتى يوم أمس، من شد وجذب في الأعصاب والحديث الطويل الذي لا يتوقف عن الانتخابات ونتائجها التي صاحبها هطول الأمطار الكثيرة جعلت من تجربة انتخابات 2006 ذات نكهة وطابع خاص، يختلف عن ذاك الذي شهده البحرينيون قبل 4 سنوات. فقد شارك الجميع من شتى الأطياف؛ وحتى الذين ترددوا في التصويت بداية، قرروا في منتصف اليوم أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار الأفضل من بين المترشحين في دوائرهم، غير عابئين بالمطر ولا بالوقوف في طوابير الانتظار بمراكز الاقتراع المنتشرة في المحافظات الخمس. وعلى رغم أننا كنا نأمل وبشدة أن تصل سيدة بحرينية فاضلة إلى قبة البرلمان بالانتخاب، فإننا أيضاً نؤكد أن المرأة المترشحة كانت حاضرة وبقوة في هذه الانتخابات، متحملة بذلك قساوة الإشاعات وسوئها من شتى الأساليب والأنواع. هناك من توقع عدم وصولها... وهناك من قال: دع المرأة تصل في الكويت أولاً حتى تصل في البحرين... فطبيعة المجتمعين شبه متقاربة فيما يتعلق بحصول المرأة على مقعد منتخب في البرلمان. ومع هذا فإننا نجد أمامنا واقعاً جديداً في غمار هذا المعترك الانتخابي، وديمقراطية يجب أن تتسم بالتسامح، بحيث لا يسمح للأطراف الأخرى الغالبة بإلغاء صوت الأقليات التي يجب أن تحترم أيضاً، ولا تصادر حقوقها بأي شكل من الأشكال. وبما أن البرلمان المقبل ستطغى عليه هيمنة الإسلاميين بشقيهم السني والشيعي، فإن من الضروري ألا يلغى صوت الأقلية اليسارية التي ربما تبرز مع حسم نتائج الجولة الثانية في هذا البرلمان مع المرأة التي حصدت مقعدها الوحيد بالتزكية. نحن نعلم أن اللعبة الانتخابية هي لعبة فوز وخسارة، لكن من الضروري ألا تطغى القضايا السياسية على القضايا المعيشية التي هي أيضاً قضايا محورية تمس هاجس المواطن أولاً لا أخيراً..?
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ