على رغم أن لجنة بيكر، رئيس مجموعة البحث الخاصة بالعراق مازالت في طور بحث خيارات أميركا في العراق وفق استراتيجية جديدة تستهدف «تحقيق النصر»، فإن التطورات تكشف ملامح هذه الاستراتيجية. فبالإضافة إلى إطلاق يد الحكومة العراقية في الملفين الأمني والسياسي وتعزيز قدرات الجيش العراقي وحل الميليشيات، فإن الاستراتيجية الجديدة تتضمن أيضاً إشراك دول الجوار ولاسيما سورية وإيران والسعودية بشكل جدي، إذ لم يعد خافياً أن لهذه الدول نفوذاً كبيراً عند هذه الجهة أو تلك داخل العراق، وزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبغداد تأتي ضمن هذا التوجه، خصوصاً أن المعلم التقى بيكر في نيويورك قبل أيام من زيارته لبغداد، كما أبدت إيران على لسان مسئوليها استعدادها للتعاون بشأن الملف العراقي.
زيارة المعلم لبغداد، يتوقع لها أن «تدشن» مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، فضلاً عن بحث الملف الأمني وقضية الحدود، ودعم حكومة الوحدة الوطنية والعملية السياسية، وتعزيز الجانب الاقتصادي... وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ نحو ربع قرن نتيجة الخلافات السابقة بين الرفاق!
كل المؤشرات تشير إلى أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق ستصب في صالح تحقيق الاستقرار في بلاد الرافدين، لأن كل خيارات لجنة بيكر تنحصر في تسليم مقاليد الأمور للحكومة العراقية، بهذه الصورة أو تلك، وهذا هو مربط الفرس
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1542 - السبت 25 نوفمبر 2006م الموافق 04 ذي القعدة 1427هـ