يصادف يوم 26نوفمبرالجاري مرور 20 عاماً على افتتاح جسر من الخير والمحبة والعطاء، يربط المملكة العربية السعودية بمملكة البحرين، ألا وهو جسر الملك فهد، الذي قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ـ رحمهما الله ـ بافتتاحه العام 1986م.
وترصد ذاكرة التاريخ وقتها الكلمات التي افتتح بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، اللوحة التذكارية للجسر،قائلاً «بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله»، ثم تحدث قائلاً «إن هذا الجسر من منجزات القرن العشرين، ولم يكن أحد ليصدق أنه من الممكن أن يقام مثل هذا الجسر الذي كان فكرة، وكان من الصعوبة بمكان تنفيذها إلا أنه والحمد لله ها نحن نلمس ونرى بأعيننا كيف أمكن تنفيذ هذا الجسر الذي كنا قد وضعنا له حجر الأساس عندما كنا في مؤتمر قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي عقد وقتها في البحرين وهكذا شاءت إرادة الله أن يفتتح الآن فلله الحمد والشكر».
هذه الكلمات التي ذكرها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، اثناء افتتاح جسر الخير والمحبة، تُعد مدخلاً قوياً لرصد 20 عاماً هي عمر هذا الجسر، الذي جاء لتحقيق رؤية حلم قديم حلم به الأجداد وشاء المولى القدير أن يتحقق، ليصبح تجسيداً لروابط الإخوة والجوار التي تربط بين المملكتين الشقيقتين.
وفي تاريخ الأمم تعد وسائل الاتصال والمواصلات من المعايير الحضارية التي يقاس بها تقدمها، و ما قدمه جسر الملك فهد يُعد معلماً شامخاً وشاهداً قوياً على مدى التحضر ومواكبة المتغيرات السريعة والمتنامية في المملكتين، كما رصدت إحدى الدراسات الاقتصادية الهامة إن هذا الجسر سيكون أداة فعالة وجزءاً مكملاً في مسيرة العولمة والتكامل الاقتصادي الذي ينادي به الاقتصاد العالمي الآن.
لقد أنعش الجسر المجال الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في شتى المجالات التجارية والسياحية والصناعية، وذلك من حيث سرعة تسليم البضائع وسهولة التخزين وخفض تكلفة الإنتاج، كما يعد هذا المشروع الأهم جغرافياً لأنه أوصل البحرين بعد قرون طويلة بالبر حتى أصبح يمثل شرياناً للحياة، ومن أكثر المنافذ حركة في الشرق الأوسط.
ومن الجانب الاجتماعي فإن شعب المملكتين تربطهم أواصر القرابة والروابط العائلية والاجتماعية منذ القدم، زادها جسر الخير والمحبة تواصلاً وارتباطاً بعد ان مثل الجسر طريقاً ميسرة للوصول الى بعضهم البعض، ولم يقتصر ذلك التواصل على مواطني المملكتين فحسب بل امتد الى كافة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
لقد شكل الجسر معادلة ناجحة للاقتصاد في المملكتين الشقيقتين وللجوانب الاجتماعية، حيث أتاح للأسر التواصل على ضفتي الجسر، وسهل إمكانية التنقل، فتحية تقدير وعرفان لكل من ساهم في إنشاء هذا الحدث التاريخي .. وليبقى دائما جسر الخير والمحبة، عمقاً للتواصل وشرياناً للحياة بين المملكتين الشقيقتين السعودية والبحرين
إقرأ أيضا لـ "معن بن عبد الواحد الصانع"العدد 1542 - السبت 25 نوفمبر 2006م الموافق 04 ذي القعدة 1427هـ