أعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تستضيفها الدوحة الشهر المقبل رسميا افتتاح قرية الرياضيين لاستقبال المشاركين الذين يبلغ عددهم أكثر من 10500 رياضي ومسئول يمثلون 45 دولة. وقد كلفت هذه القرية ما يربو على مليار دولار وبدأت في استقبال طلائع الوفود اعتباراً من الخامس عشر من هذا الشهر.
إن هناك الكثير من التحديات التي يجب على قطر أن تواجهها بنجاح حتى تظهر هذه الألعاب بالشكل المرغوب وتؤدي النتيجة المطلوبة.
هذا الحدث الذي يقام لأول مرة في دولة عربية يتابعه البلايين من الناس حول العالم، ومن المؤكد أنه سيضع قطر وبقوة على خريطة العالم، غير أن الفشل في إنجاز ما يجب إنجازه قبل الوقت المحدد، قد يعني كارثة للدولة التي تحاول أن تكون مركزاً مالياً عالمياً ووجهة سياحية متميزة.
وعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يزور قطر خلال هذه الدورة نحو 350 ألف زائر في الأسبوعين الأولين من ديسمبر، وستعاني قطر من نقص حاد في عدد الغرف الفندقية، خصوصا بعد أن أعاقت أزمة توفر الأسمنت جهود الإنشاء لبعض الوقت، ويقول العاملون في قطاع الفنادق في الدوحة: إنه من الصعوبة بمكان إيجاد شاغر في فنادق الدوحة، حتى للأحداث العادية كالمؤتمرات والاجتماعات التي أصبحت شائعة في الدوحة، فماذا عن هذا الحدث الرياضي الدولي الضخم. صحيح أن هناك ما يزيد عن تسعة وثلاثين فندقاً تحت الإنشاء الآن، ولكن البعض منها فقط أصبح جاهزاً قبل الألعاب، ولا بد من إيجاد عدد كبير من الغرف الفندقية أو من ترتيبات الإقامة لاستيعاب كل هذا العدد من الزوار.
جان بول دي بوير، المدير العام بالوكالة لهيئة قطر للسياحة، يعترف أيضاً بأنه سيكون هناك طلب شديد على الفنادق أثناء الحدث، ولكن وكما يقول «إن هذا يحدث في كل حدث رياضي ضخم، وسيكون هناك الكثير من الرحلات المكوكية بين الدوحة والبحرين ودبي وأبوظبي، ولربما الكويت أيضاً والرياض، أعتقد أن الكثير من الناس سيطيرون إلى الدوحة ومنها في اليوم نفسه».
وكانت قطر قد وضعت خطة سياحية طموحة في العام 2004، وقد خصصت مبلغ خمسة عشر مليار دولار لبناء الفنادق وجذب الشركات الفندقية لإدارتها، ولإقامة متاحف ومتنزهات، ولتوسيع الخطوط الجوية القطرية، وكان الهدف هو الوصول إلى ثلاثة أضعاف عدد السياح القادمين للدوحة سنوياً، ليصل إلى نحو 1.4 مليون سائح بحلول العام 2008، غير أن هذا المخطط لا يتماشى مع الحاجة الماسة العاجلة التي أوجدتها الألعاب الآسيوية، وعلى الأقل من المؤكد فإن مطار الدوحة الجديد والضخم والذي سيتكلف بناؤه 5.5 مليارات دولار، لن يكون جاهزاً للاستخدام في فترة انعقاد الألعاب، فموعد انتهاء الأعمال به سيكون في العام 2009م، ولهذا اضطرت اللجنة المنظمة للتعاقد مع شركة سيمنز لإنشاء صالة إضافية في المطار الحالي بقيمة 23.9 مليون دولار، ومن المتوقع أن تتعامل هذه الصالة مع ثلاثة آلاف راكب في الساعة، ويقول المنظمون إنهم «واثقون من أن ذلك سيكون كافياً».
من الأمور التي تؤخذ في الحسبان في مناسبات كهذه أيضاً المواصلات العامة الداخلية، وقد اتفقت الهيئة مع شركة «مواصلات» التابعة للدولة لجلب وتشغيل 800 حافلة للألعاب، وستنفق شركة «مواصلات» مبلغاً قدره 391 مليون دولار لتعزيز أسطولها من التاكسيات وخدمات الليموزين، فعدد التاكسيات الحالي والذي يتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف تاكسي لا يعتبر كافياً، إلا أن ازدحام الطرقات بهذه الأعداد الإضافية من التاكسيات والحافلات قد يثير مشاكل مرورية على السلطات أن تتعامل معها في حينه.
مارثون آسيوي طويل قطعته الدوحة لتاهيل نفسها لاستضافة الألعاب الآسيوية، فهل تقطع مراحله النهائية بنجاح؟ هذا ما ستجيبنا عليه الأيام القليلة القادمة التي تفصلنا عن الألعاب الآسيوية 2006
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1542 - السبت 25 نوفمبر 2006م الموافق 04 ذي القعدة 1427هـ