العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

انتخبوا المجلس المتنوع

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

يتجه البحرينيون اليوم لانتخاب مجلس جديد تدل كل المؤشرات أنه سيكون مجلسا قويا، وقد لا تفوز قوى المعارضة - المتحمسة جدا - فيه بالغالبية، وقد لا تصل إلى مقاعد تؤهلها لفرض رؤيتها في المجلس، ولكن المهم أن ما نبحث عنه ذلك المجلس المتنوع الذي يعكس العقد الاجتماعي الفريد من نوعه في البحرين مذهبيا وقبليا وسياسيا حتى لو أن المجلس - وبسبب النظام الانتخابي الحالي - لن يفرز تلك التشكيلة الأقرب إلى الواقع.

كثيرا ما شهدنا خلال أسابيع قليلة خلت اختلافات كبيرة بين وجهات نظر متقاطعة عن سعي البعض لإضفاء صفة اللون الواحد على المجتمع، ولكن الكينونة الاجتماعية البحرينية رفضت مثل هذا الطرح دائما، وكانت تنبذ دائما الناشز من الأصوات، وأثير وربما ضخم جدا موضوع تدخل المرجعيات الفكرية والسياسية أو الدينية بشأن قضايا الشأن العام وفي مقدمتها موضوع الانتخابات النيابية ومدى الحاجة لإخضاعها للمؤثرات الدينية أو الاجتماعية.

على نحو الإطلاق يمكن القول ان الحراك الساخن الذي يعيشه الواقع الاجتماعي ليس سلبيا بالضرورة، فهو من زاوية أخرى يمكن أن يصنف ايجابيا باعتباره علامة تحتسب لنقاط أخرى مضيئة يعيشها البحرينيون في هذه المرحلة المهمة من التحول السياسي نحو تأسيس أطر لبناء شراكة حقيقية بين الشعب وحكومته في تحديث النظام السياسي في البحرين.

على رغم ما يقال عن سلبيات تثار على التجربة، فإنها تعبر عن ديناميكية جميلة تعكس البحرين في فسيفسائها المتنوعة، ولا مناص من الاعتراف لقاعدة واقعية وهي أن البحرين كانت ومازالت وستبقى بلدا مفتوحا ومتنوعا مذهبيا وثقافيا وسياسيا وأبناؤها متنوعون أيضا في الأعراق والمذاهب، وتنوعهم ذاك لا بد أن ينتج انعكاسات تفكير واتجاهات متقاطعة، وهذه الحقيقة لا يجوز لأحد مهما كان المزايدة والمكابرة عليها، ولا يستطيع أيا كان أن يقفز على التنوع بوصفه طبيعة إنسانية أولا وحالة بحرينية فريدة ثانيا.

أرى - وقد يخالفني كثيرون - أنه لا ضير أن ينزل أي تجمع أو جماعة أو تيار قائمة تخوض الانتخابات باسمهم وتعبر عن رؤيتهم لمعالجة الأزمات التي يعيشها الوطن في أكثر من صعيد، ومن حق الجماعات والتجمعات الأخرى أيضا أن تنزل بقوائم أخرى ولتسمها كيفما شاءت طالما أن الجميع يسعى للارتقاء بالبحرين في خضم هذا التحول التاريخي، ويجب علينا جميعا أن ننظر إلى واقعنا المتناقض بنظرة لا تخلو من تفاؤل حتى لو كان مشوبا بشيء من حذر

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً