العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

الذيب بين كماشتي الموقف الرسمي والشعبي

عبدالله حسين comments [at] alwasatnews.com

عاشت القلعة الحمراء مقر نادي المحرق في الأيام الماضية أوقاتا عصيبة ومازالت تغلي وتمور، وكأن في داخلها شيئا ما سيظهر على السطح عاجلا أم آجلا.

هذا ما يمكن قراءته من الحوادث المتسارعة التي نشاهدها ولم نشاهدها وهي تجري في بطن المحرق.

ولقراءة الوضع المحرقاوي المتوتر راهناً، ينبغي أن ندرس عدة ثوابت ومتغيرات، تلعب دورا أساسياً في محور هذا النادي العتيد، فهناك 3 فئات أساسية في تشكيل هذا النادي الكبير، نستطيع أن نصفها بالقوى الحية، وهي تلعب دوراً مهماً في تسيير الأمور، وسنركز على 3 نقاط سنسلط الضوء عليها ونبني موضوعنا. النقطة الأولى تتعلق بالأعضاء الفعليين والرسميين في مجلس إدارة هذا النادي، النقطة الثانية هي الأعضاء الناشطون والمؤثرون في مسيرة النادي وخصوصا في الفريق الأول لكرة القدم، أما النقطة الثالثة فهي التحالفات التي تشكلت من بين الفصائل والفرقاء والجماهير الحمراء.

الموقف الرسمي

الجميع يعلم، وهذا ليس سرا، أن رئيس مجلس إدارة نادي المحرق الشيخ أحمد بن علي، ونظرا لكثرة انشغالاته فهو لا يحضر إلى النادي إلا فيما ندر، هذا الأمر يبدو هو العقبة الأولى خصوصاً وكما هو متعارف عليه أن رئيس أي نادٍ يلعب دوراً محورياً في عملية رأب الصدع التي من الممكن أن تحدث في الإدارة الرسمية أو أية مشكلة تحدث بين الأعضاء يقوم هو بحل النزاع ويطفئ نار الخلافات، هذا الأمر يجرنا إلى إرسال رسالة واضحة وسريعة إلى ربان السفينة الحمراء أحمد بن علي، مفادها: أين أنت من هذه الخلافات والاختلافات التي تعصف بأكبر أنديتنا وزعيمها؟

ظهور المعسكرين «الرسمي» و«الشعبي»

أمر ابتعاد رئيس النادي أحمد بن علي كانت له نتائج سلبية، أبرزها أن أعضاء مجلس الإدارة السابقين، وأولهم نائب رئيس النادي راشد بن عبدالرحمن والذي يبدو أنه يسير في اتجاه معاكس ومعه بعض الأعضاء «رسميين وغير رسميين» الجميع يعرفهم ويعلمهم، هذا الفريق أو «المعسكر» بات عليه في ضوء غياب الرئيس، أن يسيّر أمور النادي، ولكن بما أن راشد بن عبدالرحمن وجد نفسه في لجنة المنتخبات ما أدى لغيابه هو الآخر عن الأمور الرياضية في النادي لاسيما الفريق الأول، لتتعقد المشكلة أكثر ويفسح المجال لظهور معسكر آخر يسمى بالمعسكر الشرفي أو «الشعبي».

إذاً، غياب الجانب الرسمي للإدارة عن المتابعة خلق فجوة كبيرة بين مجلس الإدارة وكذلك الأجهزة الإدارية المتابعة عن قرب لجميع فرق النادي، وكذلك أدى الغياب الرسمي لأعضاء مجلس الإدارة إلى تدهور الأوضاع في النادي، وكذلك التخبط في اتخاذ القرارات الإدارية وأقربها مثالا عملية التجنيس التي غزت صفوف هذا النادي العتيد، حتى أصبح من دون هوية تذكر، وكذلك من الأمور الإدارية المتخبطة التي اتخذت أخيرا، قيام اللجنة الاستشارية التي تشكلت عن طريق مجلس الإدارة باتخاذ خطوات وقرارات من أجل تسيير شئون الفريق الأول، وما أن خرجت هذه القرارات إلى العلن حتى سارع رئيس النادي بنفيها وعدم شرعيتها، هذه الأمور توضح بما لا يدع مجالا للشك أن غياب مجلس الإدارة عن النادي سبب الكثير من المشكلات لجميع الفرق الرياضية.

المعسكر الشرفي أو الشعبي

هذا المعسكر يتزعمه عضوا شرف النادي الشقيقان خليفة وحسام بن عيسى، وهما يملكان من القوة ما يجعلهما يمسكان بمقاليد الأمور في الفريق الأول لكرة القدم، مستغلين في ذلك قوتهما الشعبية بين الجماهير المحرقاوية وخصوصا أنهما يملكان الخبرة الكافية في التعامل مع اللاعبين وكذلك الجماهير، كما أنهما محبوبان ولديهما من القبول ما يجعلهما معشوقي الجماهير في نادي المحرق...

هذا المعسكر كما قلنا يستمد قوته من خلال الامتداد الشعبي الجماهيري، ولهذا فتحركاتهما تتسم بنوع من الدبلوماسية والقوة، مجيرين ورقة الضغط الشعبي لكل قراراتهما، وعليه فهما يعتمدان في بقائهما بجانب الفريق على تمسك الجماهير ولاعبي الفريق بهما، وهو ما حصل في الفترة القريبة الماضية عندما أعلنا ابتعادهما، ولكن الضغوط عليهما جاءت من قبل اللاعبين والجماهير لتجبرهما على تغيير موقفهما والاستمرارية مع الفريق قبل أن يقررا الابتعاد مجددا.

الفرقاء والتحالفات

نجد لزاما علينا ذكر أن نتاج المعسكرين الرسمي والشعبي أوجد حالا من الانقسام بين جماهير ومحبي القلعة الحمراء، وبعيدا عن أيهما أكثر عددا، فليس هذا مهما بقدر ما نستطيع أن نقول إن بداية ظهور المشكلات والخلافات جاء من هذا الجانب، إذ أدى هذا الانقسام إلى شق الصفوف الحمراء التي كانت منسجمة ومتكاملة في معظم فترات تاريخ هذا النادي، حتى وصل الأمر إلى أن يطلق الكثير من محبي النادي كلاما مفاده أن هناك إدارتين في النادي، بل تجاوز الأمر ذلك، إذ خرجت شخصيات مؤثرة في تاريخ النادي وابتعدت عن أسوار النادي العريق حتى يتم الإصلاح في النادي نفسه، وأبرزهم على الإطلاق خليفة بن سلمان وحمد بن أحمد وغيرهم من محبي وعشاق الأحمر.

مؤتمر عام

هذه التقسيمات وجدت بسبب الغياب الرسمي لرئيس النادي عن كل ما يخص أموره الإدارية والرياضية، وعليه من الواجب على أحمد بن علي أن يعطي النادي حقه، وأن يلتفت إلى ما يجري فيه عن قرب، ويقوم بواجبه تجاه ناديه، وأن يعيد صوغ النادي من جديد، ويدعو الأطراف المتنافرة والمتباعدة في رؤاها إلى طاولة الحوار، مستعينا بكلمة المحرق ويعلم جميع أهل الجزيرة الحمراء معنى هذه الكلمة والسر الموجود فيها، إذ يتفق عليها جميع المحرقاويين بمختلف ميولهم عليها، فالجميع يتفق على أنهم يعشقون المحرق ككيان، ولهذا فإن الأمور الأخرى من السهل أن يتم الإجماع والاتفاق عليها، فقط عليهم الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة الأمور بروية وتأنٍ للوصول إلى الحلول الكفيلة بأن تعيد الذئب إلى حاله... شرسا قوي الجسد، سريع العدو ويتمتع بقدر من الذكاء وسعة الحيلة ويمكنه اصطياد البطولات بكل يسر وسهولة... ولكن قبل ذلك على رئيس النادي أن يجد الحل في كيفية الوصول إلى نقطة يلتقي عندها الفرقاء، وهي موجودة في كلمة المحرق التي يلتف حولها الجميع، ويقوم بدعوة الجميع في خطوة من الممكن أن نطلق عليها مؤتمرا عاما، لتعود السفينة الحمراء إلى الإبحار في بحر الإنجازات، بقيادة ربان متمكن يمسك بكل تلالبيب الجسد الممزق

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً