العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

إلى متى؟

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

لم يكن يوم الخميس الماضي بالهين على العراق وعلى مدينة الصدر خصوصاً إذ ثكلت الأخيرة بمقتل 202 من أبنائها وجرح أكثر من 250 آخرين في سلسة انفجارات شملت عدة أماكن من المدينة، ابتداء من سوقها الشعبية إلى مداخلها وشوارعها، لم تفرق هذه الجريمة النكراء بين امرأة ورجل أو طفل وشيخ ، إنما أريد منها إيقاع أكبر عدد من الضحايا كأنما هو حقد دفين لا يعرف مداه ولا دوافعه ولا الجهة التي تقف وراءه ، وإن حامت الشكوك حول الجهات المعتادة (أميركية أو موسادية أو تكفيرية أو بعثية) والمنتفعة من بقاء العراق على حاله.

ولم تكن هذه الجريمة الأولى من نوعها التي تستهدف أهالي هذه المدينة بالطريقة نفسها إذ سبقتها هجمات وهجمات، فلم تكد تلتقط أنفاسها من الحصار الذي فرض عليها من قبل القوات الأميركية إثر اختطاف أحد جنودها وقتل من أجله الأبرياء وجرح آخرون ودمرت منازل حتى فوجهت بهذا الاعتداء الآثم.

وقبل حوالي شهر قضى29 شخصاً نحبهم وجرح أكثر من 50 آخرين في انفجار قنبلة مخبأة داخل سلة للقمامة وضعت على جانب الشارع استهدفت عمال اعتادوا الجلوس في قارعة الطريق في انتظار عمل. وفي رمضان الماضي لقي 35 شخصاً غالبتهم من النساء والأطفال كانوا واقفين في طابور أمام إحدى محطات بيع «الكيروسين».

والقائمة تطول وتطول ولا يسع سردها في هذه الزاوية، فالقبور تحفر بشكل يومي والجنائز لا تهدأ، وهجوم شرس ومستمر يسعى إلى تصفية أهالي هذه المدينة وشعب العراق عموماً، كأن منفذوه في سباق مع الزمن.

ربما اعتادت أنفسنا - وللأسف الشديد - على مثل هذه الأخبار من العراق أو فلسطين أو غيرها من بقاع العالم ، فلا تجد منا استنكاراً أو شجباً أو حتى تعاطفاً، بل ألفت أعيننا على مثل مناظر الضحايا والأشلاء والدماء، فغدونا نستصغرها ونمر عليها مرور الكرام، كأن الذي يحدث مجرد «أفلام كارتونية» صاغتها «الخدع السينمائية»، فإلى متى تبقى قلوبنا قاسية ولا تنبض بالشعور الإنساني اتجاه هذه الشعوب المستضعفة والتي تداعت عليها القوى الظلامية في سحقها وإبادتها؟

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً