العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

تصويتنا هذا اليوم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

سيدلي البحرينيون بأصواتهم اليوم لاختيار نوابهم وأعضاء مجالس بلدياتهم، وبذلك تدخل مرحلة الاستحقاق الحالية ذروتها وسنتعرف عما قريب على تشكيلات النواب والبلديات التي ستتولى خلال السنوات الأربع المقبلة مسئوليات عدة تتعلق بتحقيق مطالب المواطنين. ولأن المعارضين سيدخلون في البرلمان وسيكون لهم حضور ملموس فإن التحديات الملقاة عليهم ستكون أكبر من ذي قبل.

إن من المهم الإشارة إلى أن من ينتصر في ميدان المعارضة، أو الانتفاضة، أو الحرب، ليس بالضرورة أن ينتصر في ميدان السياسة داخل قبة البرلمان. فالرئيس الأميركي جورج بوش الأب انتصر في حرب تحرير الكويت في 1991، لكن الشعب الأميركي أسقطه في الانتخابات لاحقاً، وأحد أهم الساسة البريطانيين، وينستون تشرتشل، أنقذ بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ولكنه سقط في الانتخابات بعد ذلك. فالانتصار في ساحات المعارضة (وما يتخللها من سجون ومظاهرات ومنافٍ) لايعني بالضرورة الانتصار في العمل البرلماني او البلدي.

وعليه فإن الكثير يسألون عن أولويات المعارضين الذين سيدخلون البرلمان، وهل انهم سيتوجهون للمصادمة مع الحكومة وانصارها أم انهم سيبحثون عن وسائل للتعاون ومد الجسور والتفاهم بشأن مختلف القضايا المطروحة على الساحة؟ وليس من شك ان هناك من يروج (ويعول على) الاصطدام، تحقيقاً للأجندة التي يعتقد أصحابها بأن بإمكانهم الحصول على المزيد من المزايا والهدايا والمنح على أساس انهم «حماة النظام» في مقابل المعارضين.

وعليه فسنعول على حكمة المعارضين، ونأمل ان ينأوا بأنفسهم عمن يحرضهم للدخول في مصادمات، لان المسيرة أمامهم طويلة، وهي ليس سنوات أربع، وإنما تمتد الى ما بعد ذلك... وعليهم ان يحملوا الأمانة بأعصاب حديد غير متوترة، وأن يبتعدوا عن تحقيق آمال الذين يربحون من التصادم.

إن الفرحة تملأ قلوب الكثيرين لأن اكثرية القوى الفاعلة على الساحة ستشارك، و على رغم كل ما يطرح بشأن محدودية الصلاحيات لدى مجلس النواب، فإن مما لاشك فيه هو أن المجلس يوفر آلية سياسية مؤثرة لإيصال الرأي وتواصل الأفكار والاطلاع على مجريات الامور عن قرب، وهذه كلها أثرت وستؤثر في حياتنا العامة.

إن أملنا في أن ننظر الى الكتل البرلمانية على أساس المواقف من كل قضية، فليس بالضرورة أن تعارض (أو تؤيد) إحدى الكتل كل ما تطرحه الحكومة، او ما تطرحه كتلة قريبة من الخط الرسمي، فالجميع أبناء البحرين، والأداء سيكون مكشوفا للناس جميعاً، ومن لديه الكفاءة وينجز تقدماً لمصالح المواطنين، من أية كتلة كانت، فإنه سيستحق الاحترام والتقدير، ومن ليست له كفاءة ولايعرف سوى الشعارات والتصريحات التي تنشر البغضاء بين الناس، فليس له نصيب من الاحترام. على أية حال، فإن تصويتنا اليوم إنما هو خدمة للوطن والمواطنين

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً