قال والد الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو في لندن أمس إن ابنه قتل «بقنبلة نووية صغيرة» بناء على أوامر الحكومة الروسية.
وقال الأب والتر ليتفينينكو الذي يعمل طبيبا إن «النظام ظفر به... هذا النظام خطر قاتل على العالم». وأضاف أن «ألكسندر قتل بقنبلة نووية صغيرة. وكانت متناهية الصغر حتى أنك لا تستطيع أن تراها». وأعد الجاسوس السابق قبل وفاته بيانا تلاه صديقه ألكسندر جولدفارب خارج المستشفى التي توفي فيها في وقت متأخر أمس الأول. وكتب ليتفينينكو مخاطبا الشخص المسئول عن وفاته قائلا «لقد نجحتم في إسكات شخص واحد ولكن هذا الصمت تكلف ثمنا». والتقى لوجوفوي مع نائب السفير البريطاني في موسكو يوم الخميس وقال انه سيرد على أي أسئلة لدى الشرطة بشأن هذا الموضوع.
وأضاف «لقد أظهرتم أنفسكم في صورة البرابرة القساة كما يقول منتقدوكم دائما». وأعرب عن شكره للحكومة والشرطة البريطانية «لوضعه تحت رعايتها». وقال ليتفينينكو في ختام البيان المؤرخ يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني «إنه شرف لي أن أكون مواطنا بريطانيا».
في هذه الأثناء واصل الأطباء في لندن التحقيق في أسباب وفاة ليتفينينكو الغامضة بعد أن توفي في المستشفى إثر تعرضه لتسمم واضح. وتوفى الجاسوس (43 عاما) وهو منتقد عنيف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل ثلاثة أسابيع بعد أن التقى مصادر روسية في العاصمة البريطانية (لندن). وقالت الشرطة البريطانية إنها تحقق في «الوفاة غير المبررة»، وفي وقت لاحق أعلنت السلطات الصحية البريطانية أن عميل الاستخبارات السابق سمم على الأرجح بمادة البولونيوم 210 وهي مادة مشعة جداً. ورفض الكريملين أكثر من مرة تلميحات أصدقاء ليتفينينكو بأنه متورط في عملية التسميم المزعومة. وقال متحدث باسم بوتين على هامش القمة الأوروبية الروسية في هلسنكي إن الوفاة «مأساة» ولكنه أضاف أنها الآن من اختصاص الشرطة البريطانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «وفاة شخص هي دوما مأساة. في الوقت الراهن الأمر بين أيدي أجهزة تطبيق القانون في بريطانيا لتحقق فيما حدث إذ كان ليتفينينكو يعيش أخيرا». وقالت روسيا في وقت سابق انه من السخف التلميح بأن الكرملين هو الذي حاك مؤامرة ضد ليتفينينكو. ويذكر أن جاسوسا روسيا سابقا في موسكو واعترف بأنه التقى مع ليتفينينكو في فندق بلندن مع روسيين آخرين في اليوم الذي أصيب فيه فجأة بوعكة. وقال الرجل ويدعى اندريه لوجوفوي لصحيفة «روسية» إنهما تحدثا بشأن «أعمال». والتقى لوجوفوي بنائب السفير البريطاني في موسكو أمس الأول وقال انه سيرد على أي أسئلة لدى الشرطة بشأن هذا الموضوع. ولم تذكر السفارة تفاصيل بشأن المحادثة.
وقال أحد الأطباء إن نوع السم ربما لن يعرف على الإطلاق. واستبعد خبراء طبيون تلميحات سابقة بأن الوفاة نجمت بسبب معدن ثقيل مثل التاليوم أو إشعاع. وإذا تبين أن روسيا لها يد في تسميم ليتفينينكو فان هذا قد يكون له عواقب دبلوماسية بعيدة المدى. وسيكون الحادث الأول من نوعه الذي يقع في الغرب منذ الحرب الباردة
العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ