اتهمت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بفرض شروط جديدة غير مقبولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية،في وقت استشهد فيه فلسطينيان أحدهما طفل. ورفضت «إسرائيل» عرض الفصائل الفلسطينية الداعي إلى وقف الصواريخ على المستوطنات مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق في بيان للحركة من دمشق أن عباس يحاول الربط بين تشكيل الحكومة الجديدة والإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي أسره نشطاء في يونيو/ حزيران الماضي ووقف الهجمات الصاروخية على «إسرائيل». وقال بيان حماس «ان أبومازن (عباس) بدأ يضع شروطا جديدة ليست واردة في أصل الاتفاق والأسس المتفاهم عليها لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية من خلال ربط تشكيل الحكومة بإنهاء موضوع الجندي الأسير وبالتوصل إلى اتفاق فلسطيني بشأن التهدئة». وأضاف «إن موضوع التهدئة الشاملة لم تكن مطروحة ولا يجوز إقحامها في هذا الوقت. أما موضوع وقف إطلاق الصواريخ فالحركة أبدت إمكانية للتعاطي مع ذلك ضمن اتفاق فلسطيني مقابل وقف الاعتداءات والاغتيالات الصهيونية في الضفة والقطاع».
وردا على بيان «حماس» قال مساعد الرئيس الفلسطيني ياسر عبد ربه «إن حماس تريد أن تتنصل من تشكيل الحكومة وتضع اللوم على الرئيس أبو مازن كأن تخترع أن أبو مازن لديه شروطا جديدة. هذه النقاط كانت مطروحة عليهم منذ اليوم الأول ويعرفون جيدا انه لا يمكن أن تشكل حكومة قادرة على فك الحصار من دون القبول بهذه الشروط وهي الحد الأدنى» لكسر الحصار. واعتبر عبد ربه مزاعم حماس بمثابة «آخر ألاعيب قيادة حماس لتبرئة نفسها أمام الرأي العام وإخلاء مسئوليتها عن خراب الوضع الداخلي».
إلى ذلك دعا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس يحيى موسى، عباس أمس الى استثمار ورقة صواريخ المقاومة وعدم التضحية بها.
وقال موسى في تصريحات صحافية إن « الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع ورقة مهمة في يد الشعب الفلسطيني وعلى الرئيس عباس ألا يضحي بها». وقالت حماس انها لم تحصل على ضمانات من عباس بأن الغرب سيعترف بالحكومة المقترحة ويرفع حظر المساعدات.
على صعيد آخر، قال المنسق الأمني الأميركي بين «إسرائيل» والفلسطينيين ان الولايات المتحدة تقوم ببناء قوات الرئيس عباس إلا أنها لا تعدهم للمواجهة مع حماس. وفي أول مقابلة له منذ توليه المنصب في مارس/ آذار الماضي قال اللفتنانت جنرال كيث دايتون لصحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية إن إيران تسلح وتمول حماس وان الولايات المتحدة تريد منع استئصال «القوى المعتدلة» في الأراضي الفلسطينية.
وقال دايتون في المقابلة التي نشرت أمس «نحن مشاركون في بناء الحرس الرئاسي وتعليمه ومساعدته على بناء نفسه بتقديم الأفكار لهم. لا نقوم بتدريب القوات لمواجهة حماس».
ميدانيا، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين اثنين بالرصاص بينهما طفل في اشتباكات في غزة أمس. وقال مسئولون طبيون فلسطينيون ان الطفل أصيب بثلاثة أعيرة مشيرة إلى أنه توفى لدى وصوله مستشفى «الشهيد كمال عدوان» شمال قطاع غزة.وكان ناشط فلسطيني يدعى أيمن جوده (25 عاما) وهو عضو بكتائب عز الدين القسام استشهد في وقت سابق أمس.كما قال الجيش الإسرائيلي أن جنديين إسرائيليين أصيبا بجروح طفيفة في القتال الذي وقع في شمال غزة عندما فجر مسلحون شحنة ناسفة بالقرب من القوات.
من جهتها، رفضت الحكومة الإسرائيلية العرض الفلسطيني بتهدئة مشروطة بوقف عملياتها العسكرية في القطاع.وأكدت حركتا حماس وفتح أمس انه لا مجال للحديث عن تهدئة مع إسرائيل طالما استمر «العدوان» الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقال هنية للصحافيين بعد صلاة الجمعة في غزة «يجب أن يتوقف العدوان الإسرائيلي حتى يتاح للفصائل من جهتها أن توقف ما لديها» في إشارة إلى الهجمات المسلحة. وأضاف هنية «هناك موقف فلسطيني مسئول والآن الكرة في الملعب الاسرئيلي عليه وقف عدوانه وتصعيده ضد شعبنا الفلسطيني وبعدها لن تكون مشكلة كما قالت الفصائل».
إسرائيليا، أفاد استطلاعان نشرا أمس أن أربعة أخماس الإسرائيليين يرغبون في استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس بسبب الأخطاء التي ارتكبت خلال الحرب في لبنان والصواريخ الفلسطينية التي تستهدف جنوب «إسرائيل». وقالت صحيفة «معاريف» أن 78 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع الأول يدعون إلى استقالة بيريتس من منصبه مقابل 17 في المئة يوافقون على بقائه في حين لم يبد الآخرون رأيا. وأفاد استطلاع آخر نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» أن ثمانين في المئة من الإسرائيليين يعتبرون أن على بيريتس أن يستقيل وان 72 في المئة مستعدون للمطالبة بإقالته
العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ