العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات الصدر إلى 202 ومقتل 53 في تلعفر وبغداد

الصدر يطالب الضاري بفتوى تحرم القتل ويرفض لقاء المالكي - بوش

بغداد، الكوفة - رويترز، أ ف ب 

24 نوفمبر 2006

وقعت أمس ثلاثة هجمات في سوق تلعفر ما أسفر عن مقتل 23 شخصاً وهاجم مسلحون حي الحرية السني مما أدى إلى مقتل 30 شخصاً. وتعرضت مقار سياسية للقصف والتفجير ما زاد من التوتر الطائفي بعد يوم شهد أكثر التفجيرات دموية في مدينة الصدر ارتفعت حصيلته إلى 202 قتيل.

وفي الوقت الذي دعا فيه الزعماء السياسيون إلى ضبط النفس وفرضت السلطات حظراً للتجول على بغداد في مسعى لتجنب نشوب حرب أهلية شاملة قتل المهاجمان الانتحاريان 22 شخصاً ببلدة تلعفر قرب الحدود السورية.

وطالب التيار الصدري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري بـ «فتوى تحرم قتل الشيعي» ورئيس الوزراء نوري المالكي بإلغاء قمة مقررة بعد غد الاثنين مع الرئيس الأميركي جورج بوش.

وطالب الصدر، في خطبة الجمعة الضاري بفتوى «تحرم» الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» و»قتل الشيعي». وأضاف «في حال صدور هذه الأمور من الضاري، فأنني سأصدر بياناً اشجب فيه أي اعتقال أو اعتداء عليه وإلا فلا».

كما أكد بيان أصدره وزراء ونواب الكتلة الصدرية أن «دخولنا العملية السياسية كان لدرء المفاسد (...) وحقن الدماء». وأضاف «لذلك إذا لم يتحسن الوضع الأمني وتوقف» المالكي عن «مقابلة بوش في الأردن فأننا سنقوم بتعليق عضويتنا في مجلس النواب وكذلك مشاركتنا في الحكومة».

وفي كربلاء، طالب وكيل للمرجع الديني السيدعلي السيستاني وزراء «لا يستطيعون ممارسة دور حقيقي» لوقف العنف بتقديم استقالتهم. وفي النجف، دعا إمام الحسينية الفاطمية الكبرى صدرالدين القبانجي «الجميع إلى ضبط النفس وعدم اصدر ردود فعل غير منضبطة». وجاء هذا المطلب فيما حمل سكان مدينة الصدر قتلاهم وساروا خلف نعوشهم وأخذوا يهتفون غضباً وحزناً على الضحايا. وأعلنت مصادر طبية ارتفاع عدد قتلى التفجيرات إلى ما لا يقل عن 202 شخص في انفجار أربع سيارات مفخخة.

على صعيد متصل، قال مسئول بوزارة الداخلية إن مسلحين هاجموا جيباً للسنة في حي تقطنه غالبية من الشيعة في بغداد وأحرقوا أربعة مساجد ومنازل. وأضاف أن حجم الإصابات في حي الحرية غير معروف إلا أن احد السكان قال إن 18 شخصاً على الأقل قد قتلوا وأصيب 24 آخرون.

وفجر مسلحون مكتب «الشهيد الصدر» في وسط بعقوبة وأضرموا النار فيه بينما اعتقلت قوة أميركية عراقية مشتركة داهمت المكتب فجراً خمسة من حراسه من دون معرفة الأسباب.

ومن جهته، أعلن مصدر إعلامي في هيئة علماء المسلمين، أن قذائف هاون استهدفت مقر الهيئة في مسجد أم القرى (غرب بغداد) فور انتهاء صلاة الجمعة من دون أن تسفر عن إصابات.

وأصدرت الهيئة بياناً يؤكد أن مقتل «المدنيين مدان تحت أية ذريعة كانت»، موضحة أن ما حدث في مدينة الصدر «يوم دامٍ في مشهد متكرر تكاد لا تخطئه العين لإثارة الفتنة الطائفية».

إلى ذلك، أعلن مصدر أمني أن «أكثر من 13 قذيفة هاون استهدفت حي الاعظمية (شمال بغداد) مساء الخميس» بعد تفجيرات الصدر ما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص بجروح.

وكانت تحركات قوات الأمن هي الحركة الوحيدة التي شهدتها شوارع بغداد (الجمعة) بجانب آلاف المشيعين الذين تدفقوا سيراً على الإقدام خلف سيارات تحمل نعوش ضحايا تفجيرات الصدر متجهين جنوباً إلى النجف.

وقال أحد السكان ويدعى حسن لدى مرور المشيعين «في نهاية المطاف كلنا خاسرون». وأضاف «هذا وطننا... بلدنا. يجب أن يتحد السنة والشيعة لإعادة بناء بلدنا حتى نتمكن من التنفس».

ومن جهته, أدان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى التفجيرات «الإرهابية» التي وقعت في مدينة الصدر. وحذر في بيان من «التهاون مع الأعمال التي تستهدف تكريس الفرقة»، داعيا «الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته إلى التصدي لأعمال العنف الطائفي وتفويت الفرصة أمام هؤلاء الذين يستهدفون وحدة وأمن واستقرار العراق والمساس بمكونات مجتمعه».

ووجه موسى الدعوة لأعضاء لجنة العراق التابعة للجامعة لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات على الساحة العراقية.

إلى ذلك, أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت أربعة متمردين واعتقلت ستة آخرين فجر الجمعة خلال عملية دهم استهدفت خلية لتفخيخ السيارات شمال بغداد.

وأوضح بيان للجيش أن «القوة تعرضت لإطلاق نار من مسجد بالقرب من المبنى المستهدف لدى اقترابها منه في قرية الطارمية المضطربة إلى الشمال من بغداد». وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية مصرع جندي بريطاني متأثراً بجروح أصيب بها في إطلاق نار أثناء عملية قرب البصرة.

في غضون ذلك, أفادت تقارير كورية جنوبية بأن سيئول تعتزم تمديد وجودها العسكري في العراق لعام آخر مع تخفيض عدد القوات الحالي البالغ 2330 جندياً إلى النصف.

ونقلت وكالة «يونهاب» للإنباء عن مسئولين حكوميين أن خفض القوات الكورية نحو 1100 جندي سيكتمل بنهاية العام 2007. وأشار التقرير إلى أن القرار اتخذ في اجتماع تنسيقي شارك فيه عدد من الوزراء في مقر الرئاسة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «لا يمكننا تأكيد التقرير».

إلى ذلك, يصل الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى طهران اليوم (السبت) في زيارة مخصصة للحصول على مساعدة إيران لإحلال الاستقرار في هذا البلد, ويتوقع أن يتم خلالها إبرام اتفاقات مهمة لمصالح البلدين والمنطقة.

ونفى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمى عقد قمة ثلاثية تجمع رؤساء العراق وإيران وسورية في طهران للتشاور بشأن الأوضاع في بغداد، معتبراً أنه من السابق لأوانه التفكير بهذه القمة.

وفي الإطار ذاته, اتهمت إيران الجيش الأميركي «بالوقوف مكتوف الأيدي» أمام العنف الدامي الذي يشهده العراق ودانت الاعتداء «الإرهابي» الذي استهدف مدينة الصدر

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً