وضع المجالس البلدية وحصص كل كتلة من مقاعدها الـ 40 بعد العرس الانتخابي الذي لا يفصلنا عنه سوى سويعات لايزال غير واضح، إلا أنه من الممكن القول إن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية سيكون لها نصيب الأسد منها، فقبل أربع سنوات حسمت 21 مقعداً بلدياً دون عناء، واليوم تدفع بـ 24 مترشحاً وسط توقعات من المراقبين بأنها لن تتمكن من الفوز بها جميعها على اعتبار أن بعض المناطق تحفظت على ممثلها الذي اختارته الجمعية، عدا مناطق أخرى تخيم عليها أجواء المقاطعة من بينها قرى سترة التي تأثرت بدعوات حركة “حق” الداعية إلى المقاطعة، حتى أن رئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم زارها لثنيها عن هذا الموقف.
في العام 2002 تمكنت جمعية الوفاق من الاستحواذ على 3 مقاعد رئاسية بلدية في محافظات الوسطى (الفقيد إبراهيم حسين) والعاصمة (مرتضى بدر) والشمالية (مجيد السيد علي)، ومن المتوقع هذا العام أن تعيد هذا السيناريو من جديد على رغم خسارتها لبعض الأعضاء البلديين في دوائر مهمة دمجت أو نسفت من على الخريطة إثر القرار الوزاري بمساواة الدوائر البلدية بالنيابية وتقليصها من 50 إلى 40 دائرة، في حين لاتزال حظوظها في محافظتي المحرق والجنوبية غير واضحة ولكن بلاشك لن يكون لـ”الوفاق” نصيب فيهما على مستوى الرئاسة لأنها لم ترشح أحداً في الجنوبية لعدم وجود مؤيدين لها هناك، ولا يوجد من يمثلها في المحرق سوى اثنين حالياً هما مجيد كريمي وحسين عيسى، ودفعت إلى الدورة المقبلة مترشحين بالإضافة إلى كريمي هما: جعفر الحايكي وحسن يوسف.
في المحافظة الشمالية مازالت “الوفاق” تحكم سيطرتها على المجلس البلدي على رغم فقدها مقعدًا واحدًا متمثلاً في الدائرة السابعة التي دمجت مع العاشرة، وبعد إعلان رئيس مجلس بلدي الشمالية مجيد السيد علي مغادرته العمل البلدي بعد الدورة الحالية بات من المرجح صعود أسماء جديدة للرئاسة وهي بلاشك لن تبتعد عن عضو بلدي قديم إذ إن الوفاق لن تغامر بشخص محدود الخبرة، وفي هذا الجانب يلوح في الأفق اسم محمد علي سلمان الذي يعد الوحيد بين جميع المترشحين الحاليين من الأعضاء القدامى بعد أن استبعد كل من علوي السيد شرف وعمران حسين ومحمد جابر الفردان من قائمة الجمعية البلدية.
وفي محافظة العاصمة يتكرر احتمال تزعم “الوفاق” بقوة مجلس بلدي العاصمة والخيارات المطروحة اثنان إما مجيد ميلاد أو صادق رحمة، ووفق تسريبات مقربة من “الوفاق” فإن ميلاد يبدو أقرب إلى مقعد الرئاسة، وخصوصاً أنه كان من بين الأسماء المرشحة لقائمة الجمعية النيابية.
أما في “الوسطى” فإن الأمر يختلف، ففي العام 2002 تساوت كفة الوفاقيين (الفقيد إبراهيم حسين، عباس محفوظ، سيد عبدالله العالي، إبراهيم إسماعيل، سيد رضا حميدان) مع المستقلين وممثلي الجمعيات الأخرى (عيسى قاضي، يوسف أبوزيد، وليد هجرس، عبدالرحمن الحسن، إبراهيم فخرو)، ما حدا بـ “الوفاق” إلى عقد اتفاق بشأن الرئاسة يتم وفقه التنازل لها عن الزعامة في مقابل تولي إبراهيم فخرو منصب نائب الرئيس، بيد أن انتخابات هذا العام لن تستدعي إجراء توافق، فالمحافظة الوسطى خصص لها 9 مقاعد ومع دمج دائرة وليد هجرس سيكون لـ”الوفاق” 5 مقاعد والجمعيات والجهات الأخرى 4 مقاعد، وبعد أن زكى الشيخ علي سلمان عباس محفوظ خلال افتتاح مقره الانتخابي لرئاسة “بلدي الوسطى” لم يعد هناك مجال للتكهنات.
“الجنوبية” من العسير على “الوفاق” - كما أسلفنا - أن تصل إلى زعامتها أو حتى الفوز بمقعد بلدي فيها، وعليه فمن الوارد جداً ارتفاع أسهم العضو علي المهندي رئيسًا لـ”بلدي الجنوبية” وخصوصاً بعد أن أعلن الرئيس الحالي خالد شاهين البوعينين وكل من عبدالرحمن بوبشيت وحمد الفضالة وخالد عبدالله البوعينين وعادل المريسي (انتقل إلى النيابي) عدم ترشحهم مجدداً، وبالتالي فإن من سيواصل العمل البلدي، هم: خالد العاثم وخالد البوفلاح ويوسف الدوسري ومبارك الدوسري إلى جانب المهندي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من ترؤس “بلدي الجنوبية” في العام 2002
العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ