اختارت بعض الجمعيات السياسية وللأسف عددا من المترشحين غير متفرغين لتمثيل الناس في المجالس البلدية، وهو أمر ربما لا تكون عواقبه واضحة الآن ولكن مع مرور الوقت يتضح مدى حرص مثل هؤلاء المترشحين على مصالحهم أكثر من حرصهم على تبليط شارع هنا أو نزف حفرة مجاري هناك.

في الدورة السابقة، كان من بين أعضاء المجالس البلدية أناس يعملون في مصارف وآخرون في شركات وأعمال حرة، ولم يفرطوا في هذه الأعمال حتى الآن، على عكس الموظفين الحكوميين منهم والذين منحوا إجازة لمدة أربع سنوات بصورة مؤقتة، وعليه إذا جئنا لأداء الأخيرين سنلاحظ أنهم كانوا الأقدر على إنجاز المشروعات بالصورة المطلوبة، والأكفأ ميدانياً في متابعة المشكلات مباشرةً وإيصالها للمسئولين في أقرب وقت، بينما كان نظراؤهم من الصنف الأول بعيدين كل البعد عن هم الشارع ومعاناته.

اليوم يتكرر مثل هذا السيناريو وفي ظل عدم متابعة غالبية المترشحين للسيرة الذاتية لممثلهم البلدي، فإن مثل هذه الأمور ستمر مرور السحاب وسنشهد مشاهد مأسوية جديدة في الكثير من الأحياء والمناطق في المملكة. لا يمكننا الجزم أن جميع الأعضاء في الدورة المنتهية من عمر العمل البلدي ممن كانوا يعملون في الأعمال الحرة والقطاع الخاص فاشلين ولم يحققوا شيئا، ولكن غداً يندفع الناخبون إلى صناديق الاقتراع ومن المستحسن تذكيرهم أن البعض لم يقدموا ما يستحق الذكر وعليهم ألا يكرروا الخطأ مجدداً