العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ

ليلة الحسم...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

يسمي منظرو الانتخابات ليلة الاقتراع بليلة الحسم، وفيها يحشد بعض المترشحين جهودهم ويكثفون من وجودهم ليضمنوا الحصول على أكبر قدر من الأصوات. بينما يفضل بعضهم التواري عن الأنظار في هذه الليلة لتجنب أي زلة أو موقف سلبي يؤدي في النهاية إلى تكوين صورة ذهنية سيئة عنه، وهو ما يصعّب إعادة المياه لمجاريها في قناعات الناس وخصوصاً أن القناعة تشكلت في وقت قريب جداًَ من الانتخابات، ولو أنها حدثت قبل ذلك لكان بالإمكان تعديلها باعتماد منهج التأثير التراكمي على القناعة نفسها. ولعل المشهد الانتخابي باح بكثير من خفاياه قبل ساعة الحسم حتى، وفي بعض المناطق يبدو الموقف محسوماً لبعض المترشحين سواء في المجلس النيابي أو المجالس البلدية. وفي بعض المناطق تتزايد مخاوف المعارضة من التلاعب بنتائج الانتخابات، ولذلك رصدت كل ما يمكن رصده في الأصوات وحركة الناخبين لكي تضمن الحصول على تفسير في حال حدوث ما هو عكس التوقعات. وفي الضفة الأخرى، يبدو التشاؤم واضحاً على بعض المترشحين الذين تأكد لهم أنهم لن يحصلوا إلاّ على أصواتهم وأصوات زوجاتهم وأولادهم وأصوات من هنا وهناك، ويظل ما حصلوا عليه من أصوات مضمونة بحسب ما يتبادر لهم مجرد أرقام لن تؤثر على عملية الاقتراع لأننا أمام أصوات لا يمكن ضمانها بسهولة، اللهم إلا إذا كان لدى بعضهم خطة «بنكية» لضمان الصوت مقابل الهدية المالية. وهناك مسألة أخرى باتت واضحة هذه الأيام، وهي أن المترشحين يتعاملون مع جمهور صعب للغاية، لا يمكن إقناعه بسهولة، وهناك جمهور ينتظر أكثر مما سيقوله المترشح، وهناك جمهور لا يقبل بما يقوله المترشح، فبعض هؤلاء كان خطابهم حماسياً أكثر من اللازم، ونسوا أنهم ألقوه في مناطق لا يقبل سكانها بانتقاد الوزراء والمسئولين، ولذلك انقلب السحر على الساحر، وفقد المترشح أصواتاً كانت في الحسبان مضمونة ولكنها تحولت إلى مترشح لم تكن له حظوظ. أما الجمهور الآخر فهو الجمهور الحماسي، وهو أكثر حساسية من جمهور الموالاة، لأنه ينتظر من المترشح ما هو أكثر من طاقته، ومن السهل جداً أن ينقلب على أي مترشح وفي أي وقت. ولكن الواضح أن هذا الجمهور تغلب عليه الروابط الحزبية وهو ما يقلل من خطورته على المترشح. ويبقى بعض المترشحين يلعبون على الوتر الطائفي ويطالبون الناخبين بالنزاهة وعدم الانسياق وراء البعد المناطقي أو الطائفي أو الحزبي، ولكن لا يمكن بحال أن ننفي هذه العوامل لأنها موجودة وفاعلة، ولها دورها حتى في أكثر الدول ديمقراطية. وإذا ما توهم بعض المترشحين بأنه سيصل إلى مرحلة لا ينظر فيها المترشح إلى بني عقيدته ومنهجه وعشيرته فسيخسر قوانين اللعبة الانتخابية.

السؤال الذي ينتظر إجابة سريعة يوم غد السبت هو من سيفوز في الانتخابات؟ وإذا ما اتضحت معالم الإجابة سيجر السؤال سؤالاً آخر عن التكتلات داخل المجلس ومدى الدور الذي ستلعبه المعارضة تحت قبة البرلمان؟ والأهم من ذلك كله هو عدد المقاعد التي ستفوز بها المعارضة، الأمر الذي سيحدد مدى فاعليتها؟ وبعد ذلك كيف ستتعاطى المعارضة مع الحكومة؟ هل سيكون بالمواجهة والصدام أم أن لديها منهجاً وخطة أخرى؟ هذا بالنسبة إلى المجلس النيابي، أما بالنسبة إلى المجالس البلدية فإن معظمها في انتظار تشكيلات جديدة عدا بعض الوجوه القديمة التي أعادت الترشح، والسؤال الذي يشغل الناس هو عن الدور الذي ستقوم به المجالس في الدوائر الانتخابية وخصوصاً أن الجميع يترقب تعديلات على صلاحيات الأعضاء وبنود قانون البلديات. دعونا لا نستبق الحوادث، ولندع السبت يقرر من سيفوز ومن سيزيل صوره وإعلاناته من الشوارع والذاكرة

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً