دعا ناخبون المترشحين النيابين والبلديين عند فوزهم في الانتخابات والوصول الى البرلمان إلى الحرص على ضرورة التواصل مع الناس، وتحويل المقار الانتخابية الحالية الى أماكن لالتقاء الأهالي الذين أوصلوهم الى قبة البرلمان أو فتح مجالسهم أسبوعيًّا أوشهريًّا لمعرفة القضايا الملحة التي يرغب الأهالي في طرحها .
فقد قالت الناخبة عن الدائرة الثانية بالمحافظة الشمالية زينب أحمد: “من الضروري على المترشحين الذين يتوفقون في الوصول الى البرلمان أن يستمروا في لقاء الأهالي مستقبلا كما هم الآن، وان ينزلوا من بروجهم العاجية لمناقشة قضايا الناس والبحث في تلك الهموم، إذ إن أصوات الناس هي من أوصلتهم الى ذلك المنصب، والمنصب ليس مجرد وجاهة بل هم كما يطلق عليهم ممثلون للشعب ومعبرون عن همومه، لذلك؛ نطالبهم حقيقة بأن يظلوا مستمرين في خدمة المواطن”.
واضافت أحمد “هناك الكثير من القضايا التي لم تفتح في البرلمان السابق أوفتحت ومر عليها مرور الكرام، فالتعليم الجامعي والاسكان والبطالة هموم لاتزال تؤرق جفون المواطنين، فحبذا لو تم التركيز عليها عوضًا عن مناقشة توافه الأمور واقامة جولات مصارعة و “boxing” في أروقة البرلمان.
عن من سترشح، قالت “سأقوم بترشيح من أجده يستحق ذلك وذلك عبر قراءة سيرته الذاتية ومعرفة ما قدمه إلى المواطنين.
من جانبها قالت الناخبة نوال جعفر من محافظة العاصمة: “من أهم الأمور التي يجب أن يهتم بها المترشحون الذين سيتمكنون من الفوز في الانتخابات والوصول الى البرلمان هو التواصل مع الناس الذين أوصلوهم الى قبة البرلمان عبر وسائل عدة كما هو حاصل الآن عند فتح مقار انتخابية. وإعلان الفعاليات التي تناقش هموم الناس اضافة الى توفير أرقام الهواتف التي يمكن لأي شخص من خلالها الاتصال والتحدث مع المترشح”.
واضافت جعفر “للأسف؛ لم يكن بعض المترشحين في التجربة الماضية أهلا لهذا المنصب، فمنهم من نكث بوعوده الكثيرة واختفى عن الأنظار بعد وصوله الى البرلمان وأصبح من الصعوبة العثور عليه والتحدث اليه وتوصيل مشكلاتنا اليه وكذلك بعض المترشحين البلديين”.
وأوضحت “هؤلاء المترشحون في التجربة الماضية طرحوا أنفسهم ممثلين للشعب وحاملي همومهم وقضاياهم الى البرلمان لتجد طريقها للنقاش والحل . وكانت الحملات الانتخابية لا تتوقف ليلا ونهارا. وأخذت الفرق الانتخابية لهؤلاء المترشحين ترسل الخطابات والبيانات الى أهالي المنطقة بغية انتخابهم. ولكن سرعان ما تبخرت هذه الوعود.
وأكدت أن “هذا السلوك من المترشحين الذين خدعوا ناخبيهم جعل شعبيتهم تتأثر ولذلك تغيرت نظرة الناس غليهم ولن يجدوا أية حظوظ للفوز في هذه الدورة اذ إن الوصول للبرلمان كان الهدف منه عند البعض هو الاستفادة الشخصية ليس أكثر “.
وذكرت الناخبة (ز . ح . ع) من المحافظة الشمالية ان تخلي المترشح النيابي والبلدي عن وعوده عقب فوزه والتهرب من لقاء الأهالي هي من الأمور التي أصبحت مألوفة وواضحة في الكثيرين من نواب المجلس السابق والبلديين على حد سواء . وللأسف هذا السلوك غير حضاري ولا يعبر عن رغبة المترشح الحقيقية في الاهتمام بمشاكل الناس وتسخير جهده لإيصالها، بل يدل على أن الهدف من الوصول إلى البرلمان هو خدمة أغراضه الشخصية والاستفادة من السنوات الأربع التي سيبقى خلالها عضوا في البرلمان لتحقيق مكاسب مالية خاصة به.
وأشارت إلى أن الحلقة المفقودة بين الأهالي والمترشح عند فوزه وتأهله للبرلمان ليكون ممثلا للناس يجب ألا تستمر في البرلمان المقبل. موضحة أن هذه الحلقة لن تتحقق في البرلمان القادم نظرا الى ان تركيبة المجلس ستتغير وسيصبح الناس اكثر الحاحا في ايصال قضاياهم والتقاء ممثليهم في البرلمان. من هنا يجب على المترشح وكما نشاهد حاليا الصرف الكبير على الحملات الانتخابية والدعاية التي يقوم بها كل مترشح سواء نيابيا او بلديا ان يتواصل مستقبلا مع الناس عبر لقاء اسبوعي او شهري يتم فيه الاستماع الى الناس كما هو حاصل الآن .
وتحدث م. م الناخب في المحافظة الوسطى ( مدينة عيسى ) قائلا: “ان التجربة السابقة يجب ان لا تتكرر الآن . فبعد وعود من الأشخاص الذين قدموا انفسهم قبل اربع سنوات ليكونوا صوت الناس في البرلمان وكانت كل تحركاتهم قبل اختيارهم مطالبين بضرورة ترشيحهم حتى يتمكنوا من تحقيق مطالب الناس سرعان ما ضاعت هذه الوعود وأصبحنا نلتقي النائب بالصدفة في احد الاماكن اوعند توقف الاشارة المروية ونلتفت يمينا فنشاهد النائب الذي تم ترشيحه واختياره جالسا في سيارته الفارهة من دون حتى ان يكلف نفسه برد التحية”.
واشار منصور الوني من المحافظة الوسطى إلى أن البرلمان الحالي ستتغير ظروف عمله عن السابق وبالتالي فإن الاكفأ سيصل الى البرلمان ولن يجد الأشخاص غير الكفوئين الذين لا يحظون بشعبية كبيرة وقدرة على نقل هموم الناس للبرلمان الفرصة للوصول الا في حالات قليلة ، لذلك فإن التجاوب مع الناس قبل وبعد الانتخابات أصبح قضية مهمة اذ إن الناخب امتلك المزيد من الوعي والدراية عقب تجربة البرلمان السابق الذي قاطعته جمعيات رئيسية مهمة ولها وزن وثقل على الساحة في البلاد .
وقال الوني: “ان دخول المترشحين ككتلة واحدة يعطيهم قدرا أكبر في تمثيل الناس والاهتمام بمشاكلهم. كما ان الحضور في البرلمان والمشاركة في جلساته ليس فقط من باب تكملة العدد بل للمشاركة الايجابية البناءة من أجل خدمة قضايا الناس ونقل همومهم وطرحها بقوة في جلسات البرلمان .
وقال الوني بعض الكتل الكبيرة قررت فتح مكاتب متخصصة لتلقي الاقتراحات والقضايا والهموم التي يعاني منها الأهالي وهذه طريقة فعالة في توفير الفرصة لكل شخص لديه مشكلة ما
العدد 1539 - الأربعاء 22 نوفمبر 2006م الموافق 01 ذي القعدة 1427هـ