العدد 1538 - الثلثاء 21 نوفمبر 2006م الموافق 29 شوال 1427هـ

السكوت أفضل من التصريح؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يعتقد الكثير أن الرياضة أصبحت إحدى الأساسيات التي تشق من خلالها الدول طريقها نحو العالمية ليست المنافسة الرياضية فقط، وإنما حتى على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، حتى أن الكثير يقول إن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة، وهو ما يعني أن للرياضة دوراً كبيراً في صلاح أوضاع البلد وخصوصا فيما إذا كانت نسبة السكان في البلاد يتزعمها الشباب الذي يهوي الرياضة أكثر من أي شيء.

هذه المقدمة ليست لموضوع سياسي وإنما رياضي، أتعب الجماهير المتابعة للشئون الرياضية، وسبب هذا التعب هو أنها ملت من الكلام الذي أصبح لا فائدة منه في ظل عدم المبالاة من المسئولين، وأتحدث هنا عن مأساة القناة الرياضية الفضائية التي لا حصر لها ولا عد، وهي التي تبين للجميع وفقا لمقتضيات النقل الفضائي المباشر والبرامج التي تنقلها حاليا، أنها لا تسعى نحو التطور وإنما للبهرجة فقط على أن للهيئة قناة رياضية وأخرى اقتصادية وأخرى غيرها.

الغريب أن مسئولي الهيئة الإعلامية أعلنوا في مؤتمرات صحافية سابقة أن الهيئة تسعى لإحداث المفاجأة في تطوير القناة الرياضية وأن هدفها من خلال ذلك كسب الجمهور الشبابي الرياضي، ولكن لو قمنا بعمل أي استفتاء على ذلك، فإننا لن نجد سوى التصريحات الصاخبة التي لن ترحم أي شخص كان في هذه القناة أو حتى الهيئة المسئولة عن تشغيل هذه القناة، والتي ستبين أن الجمهور البحريني لا ينتظر أي شيء من قناة هكذا.

قد يقول العاملون في القناة أو المخرجون إنهم لا يستطيعون عمل أي شيء مع عدم تحرك المسئولين الكبار لذلك، وسيؤكدون أن السبب الأكبر لهذا الجمود هو في المسئولين أنفسهم، وبالتالي فإنه يجب تحويل سيل الاتهامات إلى هؤلاء المسئولين.

لكن تعالوا لننظر قليلا في أسباب هذا الجمود ولنسأل، كيف بوزارة تحصل على 332.418 من موازنة الدولة وهي لا يمكنها أن تحقق العجيب والمبدع، أليس للرياضيين حق في أن يلتفت المسئولون في تصحيح أوضاع هذه القناة، أليس لهذه القناة أن تحظى بالثقة التي تعطى للقناة الأم؟، على رغم أنها الأوفر حظا في جذب الجماهير، أليس من حق الجماهير أن تحظى بمشاهدة كل ما تهواه الأعين؟، أين تصرف هذه المبالغ!، أليس من الغريب أن تؤسس قناة بهذا الحجم بثماني كاميرات فقط أن نقلت فعالية فإنها لن تستطيع نقل أخرى في الوقت ذاته، أو حتى تسجيلها، كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات صريحة توضح!

نحن هنا نناشد مسئولي هيئة الإذاعة والتلفزيون المسئولة عن القناة الرياضية أن تنحو بنظرتها الرحيمة إلى هذه القناة التي كلما تمضي الأيام تنحدر أوضاعها وتسيء إلى الأسوأ، وأصبح مشاهدتها كابوسا لا يطاق مع البرامج والمباريات القديمة التي عفا عليها الدهر والطريقة التي تنقل بها هذه المباريات، فأصبحت مأساة و» فضيحة» في وجه التطور الكبير التي تشهده القنوات الفضائية العالمية، وياليتها لم تكن، حتى أن بعض الدول كالعراق تشتعل فيها الحروب، قامت بإنتاج أكثر من قناة استحوذت على إعجاب الجماهير على رغم بروزها الذي لم يدم أكثر من سنوات بسيطة.

حدث ولا حرج

ولعل الأخطاء اليومية في عمل القناة واضح للعيان أكثر مع النقل السيئ والتغطية الغريبة للبطولات والمباريات العالمية، ولا يخفى كيف كان النقل في مباراة الكويت ومنتخبنا في تصفيات كآس آسيا وحينها تحدث محللو القنوات عن صعوبة التحليل مع ركلة الجزاء مثلا، أو حتى مع تغطية عربي 15 للكرة الطائرة، وخصوصا مع كل وقت مستقطع ينتقل حينها للإعلان ولا يتم الرجوع للمباراة إلا بعد مرور نقطتين من المباراة، وهذا يكشف عن سوء في نقل وتقديم البرامج، ونحن هنا نتمنى أن يلتفت مسئولو الهيئة قليلا حتى يعطوا هذه القناة حقها، وليعملوا على تحقيق ما قالوه بجذب الجماهير، وأنا هنا أعتقد أن ذلك إن تحقق فإنه لن يتحقق إلا بعد سنوات طويلة وفيها تبوح الأصوات

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1538 - الثلثاء 21 نوفمبر 2006م الموافق 29 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً