يتكرر السؤال من قبل جهات عدة بشأن دور الصحافة البحرينية في الانتخابات الحالية، وهل أنها تنحاز إلى هذا الجانب أو ذاك وتؤثر على الرأي العام، أم انها محايدة في الطرح؟
في الواقع، إننا نشهد حراكاً سياسياً لم تشهده الساحة من قبل، وهناك بعض الممارسات الصحافية غير المقبولة، ونأمل أن تتفاداه المؤسسات الناشطة في سوق الصحافة حفاظاً على المهنة ومكانتها.
ومن المؤكد أن الصحافة لعبت دوراً رئيسياً في توجيه الأنظار إلى قضايا محددة، وإلى نشاطات مهمة حدثت وتؤثر في المسار العام للانتخابات، فالصحافة جزء لا يتجزأ من التجاذبات المجتمعية، وما نحاول الإصرار عليه باستمرار هو أن نركز على الحدث المهم، ونسعى إلى تقريب وجهات النظر بهدف الدفع باتجاه تطوير التجربة السياسية بما يخدم البحرين ومستقبل أهلها.
إن جزءاً من رسالة الصحيفة هو استعراض مختلف الآراء المتداولة على الساحة، وربما تطرح وجهة نظرها بهدف توضيح موقف ينطلق من المبادئ والثوابت، وهو ما يؤسس لمنهج تحاوري وتواصلي بين مختلف الاطراف. فالصحافة لعبت دوراً مهماً في إيصال ما تريده اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات إلى الناس، ونقلت ما تطرحه القوى السياسية إلى الجهات الرسمية، وطوّرت الأفكار نحو منطقة مشتركة يشارك فيها أكثرية الفاعلين في الساحة.
غير أن الصحافة إنما استطاعت أن تلعب مثل هذا الدور لأنها اكتسبت صدقية لدى جماهيرها الذين يتوقعون منها أن تعكس الآراء بإنصاف، وأن تنطق بمواقف تعبّر عن الروح الوطنية الجامعة التي اصطفت خلف كل فكرة تهدف إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي من خلال مشاركة أكبر عدد ممكن من الفعاليات والقوى السياسية والاجتماعية.
بعد ثلاثة أيام سيتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع، وستتضح معالم الخريطة السياسية للمجلس النيابي المقبل، وستدخل مختلف القوى التي ستحتاج إلى بعضها بعضاً لممارسة دورها النيابي. فلدينا قضايا عدة تنتظر التفاعل الإيجابي، كما تنتظر الانتقاد البناء الذي يستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة. والصحافة ستزداد أهميتها، لأن الرأي العام يتنفس من خلالها والحوارات قد تنطلق في أوساطها وتنتقل منها إلى مواقع القرار وإلى قوى المجتمع المتنوعة، وهو ما يستدعي الحرص الشديد على أداء المهنة الصحافية بإخلاص ومن أجل خدمة الوطن والمواطنين أولاً وأخيراً
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1538 - الثلثاء 21 نوفمبر 2006م الموافق 29 شوال 1427هـ