العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ

«موسم الزيارات»

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

سجلت في هذه الأيام عدة رحلات مكوكية ومتزامنة لكل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورفيق خططه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إلى الوجه الشرقي للكرة الأرضية في مسعى لتحسين صورتهما ومحاولة للحفاظ على ما بقى لهما من حظوظ في تلك البلدان. فبوش يقفز من العاصمة الروسية موسكو إلى هانوي عاصمة الفيتنام - التي يزورها أول مرة في حياته - ثم يتجه إلى اندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم.

ولم تخل زيارة بوش من منغصات إذ واجهت زيارته معارضة شعبية وعدم ترحيب شعبي بقدومه، فالشرطة الفيتنامية قامت بشن عدة مداهمات قبل وصوله ضد المعارضين السياسيين كأجراء تحرزي من أية عملية تشويش يقومون بها. ولم تكن جاكرتا بأحسن حالا من سابقتها فمنذ بلوغ خبر زيارة بوش لها والاحتجاجات مستمرة ولم يكد الرئيس الأميركي يصل مدينة بوغور حتى تدفق الآلاف من المحتجين.

مما حدا بأحد مراسلي وكالات الأنباء أن يصف كيف حولت زيارة بوش البلدة الوادعة إلى ما يشبه منطقة حرب، إذ انتشر الجنود بوجوههم الصارمة وهم يحملون أسلحتهم ويقفون على أهبة الاستعداد في الشوارع ويحرسون حواجز الطرق التي أغلقت بالأسلاك الشائكة.

أما بلير فأنه بدأ زيارته بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد وأعقبهاا مباشرة بزيارة خاطفة للعاصمة الأفغانية كابول وبعدها عاد أدراجه لباكستان وغادرها فيما بعد لينهي زيارته التي استمرت يومين. ولم تكن محادثاته في البلدين تتجاوز الحديث المعتاد والسيفونة المعتادة ألا وهي قضية «الإرهاب». لقد تزامنت زيارة الرجلين وتبادلت أدوارهما باتفاق أو تصادف، لكن هذه الزيارات كشفت عن ازدياد حجم الكراهية لهما والتي لم تنشأ إلا على يديهما، وهما بذلك لم يستطيعا أن يختما حياتهما السياسية - التي شهدت أسوأ الحوادث وزادت سياستهما الغبية من نار هذه الخوادث - كما ختمها من سبقهم بخير، ولم يستطيعا أن يحسنا صورتهما أكثر مما فعلاه، فبوش وبلير وجهان لعملة واحدة ومصيرهما واحد ونهايتهما واحدة، ومصيبتنا بهما نحن الشعوب واحدة كنا في الشرق أو الغرب

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً