العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ

سياسة المديح وحجب النقد

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

على رغم الطفرة الإعلامية التي شهدتها مملكة البحرين في السنوات الأخيرة والازدياد الكبير في عدد الصحف اليومية، فإن القناة الرياضية في تلفزيون البحرين مازالت تعيش في عصر آخر ليس له علاقة بعصرنا الحالي.

على مستوى الوسائل المقروءة هناك مساحة كبيرة من الحرية وتبادل الأفكار والآراء، دل عليها التنوع في الطرح والغزارة في الإنتاج، ما جذب الكثير من الجماهير الرياضية إلى هذه الوسيلة.

في الجانب الآخر، مازال التلفزيون الذي يشكل الأداة الإعلامية الأكثر تأثيرا ربما في العصر الحاضر مغيباً عن الساحة الرياضية المحلية، بانتهاجه أساليب قديمة عفا عليها الزمن، ترتكز على سياسة المديح وحجب النقد، إذ يُمنع أن يصل من هذه الوسيلة الإعلامية المهمة أي نقد ومن أي نوع إلى أية شخصية أو كيان رياضي.

الوسائل المسموعة هي الأخيرة مازالت بعيدة عن التطور المتلاحق في الوسائل المقروءة، إذ مازالت تعتمد الأساليب القديمة ذاتها في الطرح.

على العكس من ذلك، خطت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على المستوى الرياضي في دول الخليج العربي خطوات كبيرة إلى الأمام، سواء في الكويت أو قطر أو الإمارات أو السعودية.

فالبرامج الرياضية الجريئة التي تبثها القنوات الخليجية تجبرك على متابعتها لإتاحتها المجال للرأي والرأي الآخر، بالإضافة إلى إظهار السلبيات والعمل على وضع الحلول الناجحة لها.

البرنامج الذي بثته القناة الرياضية في تلفزيون البحرين بعد فوزنا على الكويت، كان فعلا تجسيدا حقيقيا لهذا الواقع، من خلال تحويله إلى برنامج تهانٍ أحرج الجميع من حضور ومتابعين، بدلاً من أن يكون برنامجاً صريحاً يناقش أداء المنتخب ولاعبيه ومشكلاتهم بشكل مباشر بين الجماهير واللاعبين.

الطريقة الأبوية في التعامل، والتي مازالت تنتهجها القناة الرياضية، لا يمكن الاستمرار عليها، لأنها ستقضي على المشاهدين القلائل الذين مازالوا يتابعون هذه القناة، وهي مضرة أكثر منها مفيدة، في ظل الأساليب الجديدة التي بدأت تتبعها القنوات الأخرى في الدول المجاورة، بشكل جعلنا في المؤخرة في مجال الحرية في البرامج الرياضية على التلفزيون.

القناة الرياضية الكويتية قدمت بعد هزيمة منتخبها برامج رياضية ناقدة بقوة لاتحاد الكرة وللاعبي المنتخب، بشكل أتاح للجماهير التعبير عن آرائهم بكل أريحية وبعيدا عن مقص الرقيب. حتى مقدم البرنامج شارك الجماهير تفاعلها، وانتقد اتحاد بلاده بقوة ومن دون وجل أو خوف من الرقابة!

نحن لا نطالب بالارتقاء إلى مستوى الطرح الكويتي في البرامج الرياضية أو حتى الإماراتي أو القطري، ولكن على الأقل نتمنى أن تحترم البرامج التي تعرض على قناتنا المشاهد البحريني، من خلال احترام عقله وفكره وقدرته على إبداء الرأي.

ففي الوقت الذي خطت فيه القناة البحرينية خطوات جيدة على المستويات السياسية، متمثلة في البرامج الأخيرة التي بثتها بالتزامن مع الانتخابات، فإنه مازالت القناة الرياضية تعمل بالمقلوب وكأنها في عصر آخر.

المجال الرياضي كان يجب أن يكون المجال الأكثر حرية وديمقراطية على مستوى قنواتنا المحلية، ولكن العكس هو ما يحدث.

في ظل شح الإمكانات التي تعاني منها القناة الرياضية، والتي تعيقها عن نقل الفعاليات بالصورة المطلوبة على غرار القنوات الأخرى، نتمنى أن تظهر القناة بصورة أخرى في مجال البرامج الحوارية والجماهيرية، لكي تحتفظ بجزء يسير من الاحترام لعقلية المشاهد البحريني ومن ثم تحظى بشيء من ثقته واحترامه.

مشكلة حسن مرهون

مازال لاعب النجمة لكرة الطائرة حسن مرهون يعاني من مشكلة رفض ناديه منحه الاستغناء، للعب في نادي الرفاع الشرقي الذي وفر له وظيفة محترمة كان يأملها، وهو ما وعده به نادي النجمة في حال توفير النادي الآخر الوظيفة له.

نتمنى من المسئولين في نادي النجمة النظر إلى قضية اللاعب نظرة إنسانية بعيدة عن الحسابات الضيقة، فالرياضة قبل أن تكون تنافساً هي تعارف وتعاون ومحبة وأخوّة.

محمد عباس

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً