العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ

ساعد الله مناطق المحرومين

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

في موسم الشتاء، الذي تتخلله بعض القطرات الضائعة من هنا وهناك، تعاني قرى البحرين وحتى بعض المدن، من تجمّع الأمطار التي لا تعرف مغادرة الشوارع لأن المخططين نسوا أن يخططوا لتصريفها!

في الأيام الأخيرة، سقطت «قطرتا» مطر، إلاّ أنها خلفت دماراً في شوارع القرى التي تحوّلت إلى مستنقعات تسبح فيها السيارات و»السنانير» وأشياء أخرى!

الغريب أن بعض الطرق الحديثة أو التي جرى تحديثها أخيراً، تعاني من المشكلة نفسها التي تعاني منها الطرق البالية. كان الله في عون الأهالي الذين يعيشون في مناطق لم تعد تصلح لمرور السيارات ولا لمشي الأوادم، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك. فهناك كرّانة وحلة العبد الصالح والديه والسنابس، ولا ننسى جنوسان التي تعلم أطفالها ونساؤها السباحة جيداً لتجاوز البحيرات التي تنشأ على وقع سقوط الأمطار!

سيقول المعنيون بالأمر إن لدينا مشروع تطوير القرى، وهو مشروع يستهدف بالدرجة الأولى تطوير شوارع القرى وطرقها البالية، إلا أن المشروع لم ير النور في أغلب الطرق، وربما كان ذلك بسبب ضعف موازنة وزارة الأشغال والإسكان المنهكة من كثر المشروعات التي تلحق وتوضع تحت مظلتها، فيما بقيت الموازنة على حالها من دون تغيير ولا تبديل.

ولا ننسى أن معظم قرى البحرين تحوي عدداً كبيراً من البيوت الآيلة للسقوط المأهولة بالسكان، وفي قرية الصالحية وجد الحاج أمثلة مروعة لهذه البيوت التي لا يزال سكانها مرابطين في محلهم لعدم إدراج منازلهم ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط بأجزائه الشامل والعاجل والخطر. وغالباً ما تكون لسكان هذه المنازل ذكريات خاصة لا تنسى في الشتاء العابر، ويسمع الجيران صوت وقوع المياه في الأواني وكأنها تعزف لحن المعاناة التي عاش معها الأهالي وتعايشوا معها، حتى أن بعض كبار السن لا يستطيع النوم إلاّ وهو يسمع صوت وقوع المياه في الأواني في الشتاء. وفي الصيف فإن البديل موجود بالضرورة وما على الأهالي إلا فتح باب الحمام وسماع سقوط الماء على السطح!

نحن لا نلغي دور وزارة الأشغال والإسكان خصوصاً في مشروع البيوت الآيلة للسقوط، الذي يعتبر أحد أهم البرامج التي تعنى بها المجالس البلدية، لأنه برنامج يعالج وبشكل مباشر، أحد أهم الحاجات لدى المواطنين وهي حاجة السكن، بالإضافة إلى أن البرنامج يخدم شريحة الفقراء التي طالما بقيت محرومة، ولذلك فإن أحد رؤساء المجالس البلدية يقول إن أفضل وأروع لحظات حياته هي حين يسلم مفتاح منزل مؤهل إلى أصحابه.

إن المطلوب حالياً هو ضخ موازنة إضافية إلى وزارة الأشغال والإسكان، لتتمكن من تغطية المشروعات التي تتزايد في كل يوم، وضخّها بالكادر الوظيفي المميز القادر على إنجاز المهمات، ليعمل جنباً إلى جنب مع الكادر الحالي الذي أثبت في كثير من المواقع قدرته على إنجاز ما يوكل إليه، خصوصاً في مشروع البيوت الآيلة للسقوط.

وتبقى المشكلة الأزلية التي لا تفارق جفون القرى، هي تلك الشوارع المتعطشة إلى مياه الأمطار ولا تتخلى عنها إلاّ بعد أيام وأيام، فمتى تجد القرى المحرومة حلاً لهذه المعضلة؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً