التنافس الشريف وتبني الأساليب الحضارية هو أمر من المفترض أن يتبناه المترشح أو المترشحة، لا أن يذهب البعض في الحديث عن نفسه أكثر من اللازم، وعن مواقفه التي لم نسمع عنها قط إلا في خيال بعض المترشحين وحتى المترشحات، كما ظهر جلياً في لقاءاتهم ببعض برامج الفضائيات الحوارية أو حتى في مداخلاتهم المباشرة في خيام بعض المترشحين في دوائر ليست دوائرهم، متذمرين ومشتكين من سوء حالهم كونهم دخلوا المعترك الانتخابي كمستقلين لا دعم لهم.
للأسف، قد تظهر هذه المظاهر بصورة واضحة مع العنصر النسائي المترشح في هذه الانتخابات، وتحديداً «الغيرة النسائية»، أي عندما تتحدث مترشحة عن نفسها بصورة مثيرة للشفقة، بل وواضعة مقارنة بينها وبين تلك المترشحة عن الدور الذي لعبته في مواقف وطنية هي فقط من يعرفها لا غيرها، والتي واقعاً لا يمكن إلا أن تكون مقارنة خجولة وكلاماً ينم عن مدى بؤس أسلوب هذه المترشحة.
إن ما طرحته هذه المترشحة - مع كل الاحترام - لا يعبّر عن اتزان في الطرح، فما بالك لو أرادت أن تكون مدافعة عن حقوق الشعب وممثلة بنائه في داخل قبة البرلمان!
والمترشحة الأخرى، المعنية في هذا الموضوع، هي واحدة من أوائل السيدات البحرينيات اللواتي تعلمن وحصدن مؤهلاتهن العلمية في الخمسينات من جامعات عربية وأجنبية بالخارج، ومن ثم عملن في وقت كان فيه العمل محرماً على الفتاة. وقد خرجت أجيالاً ومازالت، ليس هذا فحسب فالصغير قبل الكبير يعرفها، من ابن القرية إلى ابن المدينة، وخصوصاً أن مواقفها الوطنية الصامدة ووقوفها في المطالبة بحقوق شعبنا معروفة، وهي لم ترضخ يوماً لمطالب السلطة، والذي برهن في أكثر من موقف وأكثر من مناسبة، خصوصاً في حقبة التسعينات.
ولأن كفة رصيد هذه المترشحة الوطني مرتفعة، فإن أصحاب القوائم السوداء والتقارير المشبوهة، المنتمين إلى تيارات متطرفة أيضاً من جانب آخر، يحاولون تسقيطها من خلال استغلال الدين واستخدام أساليب رخيصة مبتذلة، وذلك من أجل المس بصدقيتها العالية والنيل من سمعتها لصالح رفع كفة قائمتهم الانتهازية، التي تحاول جاهدة ولو بالتزوير، قمع قوائم الوطنيين وتشويه تاريخ نضالهم الوطني... ومترشحتنا هذه واحدة منهم
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ