في عُرف الأوقات وفي زمن السرعة وفي ثقافة التغيير، نستطيع أن نقول إن الفاصل بيننا وبين يوم التصويت أقل من أسبوع بل هي أيام معدودة لا أكثر، إلا أن اقتراب هذا اليوم لنا كثير ما تصاحبه زيادة في المفارقات ... كثيراً!
فقد تطوّرت آليات الحملات الانتخابية على رغم قلّة الوقت المُتاح للمترشحين والناخبين وموزعي الإشاعات وغيرها على حد سواء من موضة تمر علينا كل أربع سنوات، وقد كان للمسجات التلفونية نصيب الأسد والفيل والغزال وحتى الحمار! أحدهم قص علينا وجمّع أرقام تلفوناتنا من فورمات وهمية وآخر طّلعهم بطريقته الخاصة من (...) وغالبهم وزّعوا فلايرات وإعلانات وكاتبين تحتها للتواصل عبر المسجات أرسل رسالة فاضية سوّيناها وابتلشنا من كثر مسجاتهم!
ولم تكن الإشاعات هذا العام بعيدة... بل هي موجودة ولكن ما اختلف هو الوسيلة التي توزع، فبالإضافة إلى خدمات بعض الناس الذين تطوعوا في الترويج والتوزيع كل بجهده وبطريقته الخاصة، هناك الإنترنت الذي قام بالواجب وأكثر، وتداول الناس في المنتديات والرسائل الإلكترونية لتبادل الأفكار الصالح منها والطالح في الشأن الانتخابي وتوزيع ما تيسر من الإشاعات على المترشحين المساكين.
وهل في فكركم أن المجالس قد خلت من هذه الخدمة الجبارة التي جنّد بعضهم نفسه لنقلها عبر لفّه على الخيم الانتخابية وكأنه عزّام، سالفة من هذا وخبر من ذاك وبهارات من عنده وقام الشوط، بل إنها قامت بدور أيضاً جبار في نقل ما تيسر من تلك الإشاعات وتوابعها وكل هذا باسم الشفافية والحرية والديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر!
أنا متأكد من أن فترة الانتخابات أسقطت الكثير من الأقنعة ومسحت الكثير مما تبقى من مجاملات بين الطرف والطرف الآخر أياً كان، ونشّفت وجوه ناس كُثر نعرف بعضهم ونجهل بعضهم الآخر، وجعلت الناس تتعامل ليس على ما تريد، بل على ما تهدف، ومن هنا يجب علينا أن نتحمل هذا الـ Risk، الذي سنواجه صعوباته في الفترة المقبلة، كون ما فعله بعضهم لا يعطي مجالاً للتبرير أو الرجوع إلى الخلف على الأقل، ومن هنا البداية
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ
