من حق الناس أن تسأل: لماذا كل هذا الإرهاب في عهد من المفترض أن يسمى عهد الحريات، يكفل للجميع حق التعبير عن آرائهم سلمياً من دون قيود أو موانع، ومن دون ممارسة إرهاب الدولة على الإفراد؟ شواهد غريبة خلال اليومين الماضيين بدأت بمنع مسيرة سلمية تطالب بالتحقيق في «قضية رأي عام»، ومن ثم اعتقال اثنين لحيازتهم منشورات (ليست أسلحة ولا قنابل)، بل هي أوراق تحمل آراء في ظل دستور يكفل هذا النوع من الحريات، واتهامهم بقلب نظام الحكم!

شاهد آخر: الهجوم على مسجد الأنوار بمنطقة الديه ومحاصرته وأخذ كل ما فيه من أوراق، نوع آخر من الإرهاب. تهديدات اللجنة العليا للانتخابات بإحالة المشككين في نزاهة العملية الانتخابية إلى النيابة إرهاب أيضاً، إذ لا يمكن للجنة أن تطلب منا اعتبارها نزيهة مع وجود كثير من الدلائل المشككة كالمراكز العامة ومنع الرقابة الدولية وعدم محاسبة المرتشين. فهل اللجنة تطلب من الناس القول إن الانتخابات نزيهة مع هذه الشكوك؟ ألم يكن حرياً بها التروي قبل هذا التصعيد لمصادرة الحريات وإلزام الجميع بنزاهة الانتخابات؟ أليس من حقي كمواطن أن أعبر عن هواجسي ومخاوفي من التلاعب؟ لماذا تم حفظ قضية المترشح المتهم بالرشا في المحافظة الوسطى على رغم إصرار الشاكي واعترافه بتسلم أموال مقابل تغيير عنوانه؟ لم تبقَ سوى خمسة أيام على الانتخابات، فلماذا تكميم الأفواه وإرهاب الناس وإجبارهم على أمور يتوجسون منها؟