قام «الوسط الرياضي» قبل أربعة أشهر بمبادرة إنسانية لاحتواء الاختلافات والخلافات التي عصفت بقرية شهركان، والتي كانت انعكاساتها سلبية جداً وزادت من الهوة بين الجميع، حتى أصبحت لغة الحوار مفقودة جداً في ذلك الوقت.

استطعنا خلال تلك الفترة الحرجة تقريب وجهات النظر إلى حد كبير عبر اللقاءات التي أجراها «الوسط الرياضي» مع الطرفين.

وطالبنا من الطرفين بعقد اجتماع حواري تطرح فيه النقاط المهمة والخلافية حتى نصل إلى الحل الأمثل لعودة المياه إلى مجاريها، والتقاء الأحبة في هذه القرية الطيبة على طاولة واحدة من دون تشنجات ولا استفزازات من الطرفين.

وفعلاً وجدنا أن الطرفين لديهما الرغبة الكبيرة في الحوار لتعقلهم وتفهمهم الظروف المحيطة بهم، وكادت هذه الجلسة تعقد لولا سفر بعض الشخصيات من الطرفين إلى الخارج، ما أجل الموعد إلى أجل غير مسمى، وخلال الأربعة أشهر الماضية كانت أوضاع القرية طبيعية وليس هناك ما يعكر الصفو.

بل سعدنا كثيرا عندما سمعنا بأن هناك تغييراً مفاجئا حدث يوم عيد الفطر المبارك، عندما قامت مجموعة من الشباب بزيارة بيوت القرية من دون استثناء، حتى تلك البيوت التي بها أبناء القرية في مجلس الإدارة بالنادي، ما ترك أثرا طيبا في نفوس الناس، وصار الكل سعيدا بهذه الخطوة النوعية التي جعلت الناس سعيدة بهذا اليوم.

هذه الخطوة الحميدة أدت إلى قيام القائمين على منتدى شهركان بحجب الموضوعات الخاصة بالنادي واللجنة النسائية المختلف عليها، وهذا الأمر أيضا ترك الصدى الطيب في نفوس الناس من الطرفين، ما أوجد الرغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات الاجتماعية داخل القرية، وخصوصاً أنهم أقرباء بالنسب فيما بينهم.

ولكن المفاجئ في الأمر ولم يكن في الحسبان تماماً استلام مجلس الإدارة لرسالة مجهولة الهوية وموقعة باسم أبناء قرية شهركان.

هذه الرسالة دار عليها الجدل لما حوته من كلمات غير موفقة، والتي أساء البعض فهمها بأن كاتبها قد هدد أربعة من مجلس الإدارة بالقتل، وهذا الأمر خطير جداً لأن تأويل وتفسير الفقرات لابد أن يكون واضحاً ومعقولاً، لأن التهديد بالقتل يعاقب عليه القانون الجنائي في المملكة.

ولكن بحسب ما سمعنا من أحد أبناء القرية، نقلاً من كاتب الرسالة بتفنيد المعنى إلى أن كل إنسان محكوم عليه بالموت وإن طال الزمن.

هذه الرسالة نعتقد أنها غير موفقة بتاتاً، وجاءت في غير وقتها، مع أن مجلس الإدارة قام بتفعيل دور اللجنة النسائية المختلف عليها أيضا بين أهالي القرية ومجلس الإدارة في النادي، والتي فجرت الوضع من جديد، وكنا نأمل من إدارة النادي بأن تؤجل تفعيل هذه اللجنة إلى حين إيجاد حل جذري للمعايشة السلمية بين الطرفين، وفق حوار بناء عقلاني يصوغ نقاط التفاهم بينهما.

وهذه الرسالة كما قلنا أحدثت الجدل الواسع بين أبناء القرية، وصار اللغط في الكلام وتحولت القضية من أمن مدينة حمد إلى النيابة العامة لشكوى الطرفين كل على الآخر، ومن ثم هذه الأمور تحتاج لمن يتحرك سريعاً، لإيقاف نزيف الخلاف وإعادة المياه إلى مجاريها والحفاظ على ما تم إنجازه يوم العيد السعيد.

وفعلاً، سمعنا بأن هناك مجموعة من الشباب في القرية التقت مجموعة شخصيات من مجلس الإدارة، وطالبت هذه المجموعة من الشباب بأن لا تعم القضية على كل الشباب في القرية، بل العمل الذي قام به الشخص المعني هو عمل فردي من دون أن يقوم باستشارة زملائه، ومن ثم طالب هؤلاء بتفعيل خطوات يوم العيد، والشيء المفرح أن أعضاء مجلس الإدارة الذين حضروا هذا الاجتماع تفهموا واقتنعوا بما قاله إخوانهم من الطرف الآخر، ما يعني فتح الأجواء الأخوية لعقد جلسة حوارية تناقش فيها جميع الأمور الخلافية ليصل الجميع إلى نقطة التفاهم.

ونحن في «الوسط» نجدد دعوتنا للطرفين بالجلوس على طاولة الحوار تحت ضيافتها في مقر الصحيفة، ونحن مستعدون لسماع ما يجيش به صدر الطرفين للبوح به خلال هذه الجلسة، وخصوصاً أننا وجدنا الرغبة الكبيرة من الطرفين في الجلوس معاً، ومناقشة الأمور بوضوح وشفافية ومن دون إثارة الاتهامات المتبادلة لزمن مضى، وعلينا التفكير في مصلحة القرية وحفظ الشباب من الإثارات غير الموزونة، وسنكون سعداء عندما يلتئم الجميع بحال أخوية تحت مظلة واحدة لخدمة القرية من خلال المؤسسات الرسمية في هذه القرية الطيبة.

نحن في انتظار رد الطرفين على دعوة «الوسط» من جديد، لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة فيها شعار المحبة والسلام للجميع