العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ

«الوفاق»... المؤمنة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الهجمة الشرسة على جمعية الوفاق الوطني الاسلامية ومرجعيتها الدينية المتمثلة في الشيخ عيسى قاسم لها «ظاهر» و «باطن». الظاهر منها يبدو منسجماً مع الخطاب العلماني أو الليبرالي، ولنا خطاب (رسالة) نصيحة المترشح محمد كاظم الشهابي مثالاً على هذا الظاهر، على رغم أن الأمر لا يخلو من مغالطة، فلا المترشح الناصح، ولا الصحيفة التي نشرت موقفه أمس منسجمان أصلاً مع ذلك الظاهر. ويبدو هذا الاتفاق موجهاً لأسباب أخرى، لا أعتقد أنها تستحق الذكر لبساطتها.

الانسجام الحقيقي بين منتقدي «الوفاق» والشيخ عيسى قاسم - لدعوته جماهير الجمعية للتصويت لكتلتها - من جهة، وعليّة «الانتقاد» من جهة أخرى يتعلق بباطن مستور. ولكن ما هو هذا المستور؟

من غير العقلاني (من غير المنطقي) الذي لا يتلاءم مع أقل مستويات الفهم أن ينتقد هؤلاء لجوء جمعية سياسية إسلامية للمكون «الديني» لجماهيرها وتوظيفها إياه في حملاتها الانتخابية، إلا في حال كانت النتائج التي يعلمونها منذ الآن لهذا الاستحقاق كارثية بالنسبة إليهم. يدرك هؤلاء أن «الوفاق» تسير لتكون الكتلة الأكبر، هذا بخلاف أن حظوظ كتلتها إن دعمتها «قائمة التغيير» بثلاثة مترشحين قد تصل إلى الحد الذي تستطيع به كسر الرقم الصعب من عدد النواب (20 نائباً)، أو على الأقل الاقتراب منه إلى الحد الذي يصبح فيه المجلس النيابي متوتراً جداً.

باطن النقد الموجه لـ «الوفاق» لا يقتصر على أعدائها التاريخيين، بل هو ممتد صوب بعض الحلفاء الذين لن يخرجوا بشيء من هذه الانتخابات. وإذا ما تجاوزنا (فلا فائدة من بحث ذلك) حقيقة أنه كان من الضروري على «الوفاق» احتواء الآخر في «المعارضة» قبل الآخر في «السلطة»، فإن الأمور حتى الآن تسير وفق ما تشتهيه، وعليها ببساطة تجاهل هذه الانتقادات التي لا تضر، والتركيز على الدوائر القلقة.

على صعيد الزعيق بالديمقراطية «المفصلة»، يملك الوفاقيون حق «الكلام»، و «الدعوة» إلى التصويت لقائمتهم بما يشمل استثمار مرجعياتهم الدينية، ولا يحق لمن يدعي «الدفاع» عن الديمقراطية أن يمنعهم من «الكلام».

لا يملك الشيخ عيسى قاسم ولا «الوفاق» أن يجبروا الناس على التصويت لكتلتها تحديداً، فأي مخالفة للديمقراطية والتنافس الانتخابي حين يصدرون بيانات التأييد لمرشحيهم؟ هم لا يقومون بذلك بأي خرق لأي معنى من معاني التنافسية بين التيارات والأيديولوجيات السياسية في الانتخابات، إلا إذا كان «الليبرالي»/ «الديمقراطي»/ «الشيوعي» نفسه، يخجل من كونه كذلك. وتلك مشكلة أولئك الناس تحديداً، وليست مشكلة «الوفاق» أبداً.

ختاماً، طرفة هذا النقد على «الوفاق» من قبل بعض المترشحين هي عبارة «كلنا مؤمنون، وليست (الوفاق) وحدها...». حسناً، يعتقد الوفاقيون ببساطة أنهم مؤمنون جداً. انتهينا؟

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً